الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

بشائر الاستقرار ..بورصة بخير وشعب يبحث عن أنبوبة غاز


نظراً لأن الشعب المصري هو آخر من يأتي في قائمة أولويات حكام مصر قبل ثورة 25 يناير وبعدها، في حين تأتي مؤشرات البورصة ومصالح رجال الأعمال والقوى العالمية في المقدمة، فقد ظهرت والحمد لله أولى علامات الاستقرار الذي يرجوه المجلس العسكري والولايات المتحدة والخليج والإخوان المسلمون لمصر، عقب مرور أول يوم من المرحلة الأولى للإنتخابات التشريعية، فقد استطاعت البورصة لأول مرة منذ ثورة 25 يناير أن تحقق أرباحاً كبيرة ويضيئ اللون الأخضر في مؤشراتها، في حين يدور المواطنون المصريون حول أنفسهم من أجل الحصول على أنبوبة غاز وإن وصل أحدهم إلى واحدة يدفع أربعين جنيهاً على أقل تقدير ثمناً لها. كذلك تمكنت الشرطة من استلام شحنة قنابل الغاز المسيل للدموع المستوردة، بعد أن تم القضاء على حركة التمرد وسط صفوف موظفي الجمارك.

الآن نستطيع أن نقول أن مصر بخير، خاصة بعد أن حقق رجال الشرطة والجيش إحكام سيطرتهم على اللجان الانتخابية في كافة الدوائر، ولم يحدث أي نوع من العنف، سوى بعض التجاوزات القانونية للأحزاب المختلفة، وصلت لأكثر من 1700 مخالفة، والتي تصدر مشهدها حزب الحرية والعدالة وحزب النور، في حين تركوا شوارع مصر تأكل بعضها بعضاً. اختفى رجال المرور من ما يقرب الـ 80% من شوارع القاهرة وتركوا سائقي السيارات يصارعون بعضهم البعض من أجل القيادة على الأسفلت المصري، كذلك تركوا المسيحيون يُقتلون وتُنهب محالهم التجارية في قرية الغريزات بسوهاج. وفي الوقت الذي اختفى فيه البلطجية تماماً جوار وحول اللجان الانتخابية، ظهروا في التحرير وحده، وتعرضت صيدليات ومستشفيات ميدان التحرير للنهب المنظم من قبل جماعات ادعت أنها تابعة إلى لجنة الإغاثة الخاصة بنقابة الأطباء وأخرى إدعت انها تابعة إلى الدكتور صفوت حجازي وترغب في إرسال الدواء والأجهزة الطبية لنصرة أخوتنا في السودان وغزة!  وعقب إغلاق اللجان الانتخابية وانتهاء التصويت الخاص بالمرحلة الأولى، عاد البلطجية إلى بقعة الضوء مرة أخرى وهجموا على المعتصمين في ميدان التحرير، مستخدمين قنابل المولوتوف وطلقات الخرطوش التي أصبحت بقدرة قادر في يد بلطجية، بعد أن كانت اللعبة الأثيرة في أيدي رجال الشرطة ...يا سبحان الله!.

مما سبق أوجه تحياتي إلى المجلس العسكري وفصيل الأخوان وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لأنهم تمكنوا بجهودهم المباركة أن يصعدوا بمؤشر البورصة إلى أعلى مستوياته، كذلك حققوا السعادة والأمان لكل أفراد الشعب الذي سيناله أكبر الحظوظ من قنابل الغاز، في حين سيمضي عمره كله يبحث عن أنابيب الغاز أو البنزين أو الأرز أو الزيت أو السكر أو يبحث عن وظيفة ومستشفى مناسب يعالجه وأسرته أومدرسة محترمة يعلم فيها أولاده أو شارع نظيف لا تحاصره فيه القمامة...الآن وقد وصلنا إلى الاستقرار العظيم واطمأنت قلوبنا على عودة أرصدة المليارديرات إلى الصعود في البنوك، هيا بنا ننام ودعوا المختلين عقليا والذين يُسمون أنفسهم ثواراً يتجمدون من البرد في التحرير، أو يذوبون مع المطر.






هناك تعليق واحد: