الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الوجه العنيف للإسلام في أمريكا ...الأسباب والحلول

ترجمة : أمنية طلعت


عادت قضية "جوز بيمنتل" - أحد الأمريكيين المسلمين المتعاطفين مع فكر "القاعدة" والمتهم بالتآمر لتنفيذ هجوم انتحاري في نيويورك، - لتلقي الضوء على مسألة انبهار الأمريكيين المتحولين إلى الإسلام، بفكرة العنف أو ما هو معروف إسلامياً بالجهاد. هل هناك شيئ ما يكمن في عملية التحول الديني إلى الإسلام، تجعل المواطنين الطبيعيين ينقلبون إلى ملائكة موت؟

وكي نجيب على هذا السؤال دعونا نلقي نظرة على نموذج المتحولون إلى الإسلام في الغرب. في الجيل السابق يوجد لدينا نماذج متميزة للمتحولين دينياً مثل يوسف إسلام أو (كات ستيفن)، كذلك الشيخ حمزة يوسف أو (نجريد ماتسون) والذي أسس جامعة لعلوم الدين الإسلامي في أمريكا ومعروف بعلمانيته، وبالطبع أكثرهم نجومية محمد علي كلاي الملاكم الشهير. كل واحد منهم جلب موهبته غير الاعتيادية إلى الإسلام وقدم وجهاً حضارياً لفهم أفضل للدين بين المسلمين وغيرهم.

أما الجيل الأسبق فقد فعل نفس الشيئ، فبرغم أن هؤلاء المسلمين تحولوا عندما كانت القوى الإستعمارية الأوروبية تحتل وتحكم العالم الإسلامي، غلا أن رسالتهم دائماً كانت تقوم على التفاهم والاندماج داخل مجتمعاتهم. محمد أسعد ومارمادوك بيكثال قدما مثالين رائعين لذلك، فكليهما ترجما القرآن إلى الإنجليزية وبذلك سهلا التعرف على الدين الإسلامي لملايين الأوروبيين والأمريكيين الذين مازالوا يقرأون هاتين الترجمتين.

إذا ما الذي تغير اليوم؟ لماذا نرى عدداص من المريكيين المتحولين إلى الإسلام، يتآمرون ضد بلدهم أمريكا؟ من أجل أن أجيب على هذا السؤال، تنقلت مؤخراً وعلى مدار عام تقريباً بين الولايات الأمريكية المختلفة، يصحبني فريق من الباحثين، وقد قمنا بنشر ما توصلنا إليه في كتاب "رحلة عبر أمريكا"، من إصدارات 20المسلم الذي 10، وقد توصلنا إلى؛ ان المجتمع المسلم في أمريكا، يشعر بعظيم التقدير لكونه موجود في الولايات المتحدة الأمريكية ويحمل جنسيتها، لكنه في نفس الوقت يتشارك الإحساس بأنه تحت الحصار منذ حادثة 11 سبتمبر، فقد رأوا دينهم وثقافتهم وتقاليدهم تُهان ويُسخر منها بلا رحمة، إضافة إلى تأثرهم بالاعتداء على المساجد وعلى النساء الملتزمة باللباس الإسلامي.

المشكلة التي وقفنا عليها، لم تقتصر فقط على الإسلاموفوبيا المنتشرة بقوة، بل أيضاً - وهو ما أفزعنا- رأينا القيادات الإسلامية غير محددة الأهداف أو الاستراتيجية، فالقيادة المسلمة غالباً مقسمة على نفسها عرقياً وطائفياً وغير قادرة على خلق رؤية جمعية نقدمها للمجتمع في الولايات المتحدة. ونخص بالذكر القيادات الدينية التي فيما يبدو غير متواصلة مع بعضها البعض ولا مع البيئة الثقافية التي يعيشون فيها والتي تربى فيها الجيل الصغير من المسلمين.

وفي ظل غياب رسالة واضحة تؤكد السلام ووالتعاطف الذي يستقر في قلب الإسلام، ملأ الفراغ رسائل أخرى تركز على العنف والمواجهة والتي صدرت من قيادات إسلامية أخرة مثل أنور العولقي. وكي نلخص المسألة فقد أدى هذا إلى انقسام الشخصيات السياسية الأمريكية إلى فريق عدائي تجاه الإسلام وآخر مختلف معه. هذا المشهد المظلم يتأثر أيضاً بالتدخل الأمريكي السافر في كافة البلاد الإسلامية المنتشرة في أفريقيا وآسيا. فالحرب الأمريكية في أفغانستان تبدو وكان لا نهاية لها، حتى أصبحت حربها الأطول تاريخياً، ففي بلاد مثل باكستان وأفغانستان وصلت الكراهية لأمريكا إلى ذروتها.

في ظل هذه الجواء يتحول الشباب والفتيات الغربيين إلى الإسلام، مقارنين بين مفاهيمهم عن العدالة وحقوق الإنسان وبين المعاناة والظلم اللذين يعانيان منها المسلمون في بلادهم، ومع نقص الإرشاد الواضح من قيادات إسلامية محلية، حيث يتم إغرائهم دائماً برسالات رجال مثل العولقي. من هناك، الخطوة باتجاه التآمر من أجل تفجير قنبلة يعد أمراً بسيطاً.

ومن منطلق احتمال انزلاق شخص داخل الشبكة الإدارية لهذا الفكر، ويذهب بالفعل لتفجير قنبلة يقتل بها آلاف من المدنيين، قمنا بترشيح عدد من الخطوات التي نحتاج إلى تفعيلها بشكل عاجل، ومنها ربط القيادات الإسلامية بالأنشطة الثقافية والفكرية والسياسية والدينية في المجتمع، وذلك كي نقضي على عزلتهم داخل المجتمع، خاصة وأنه من الشائع في العالم الآن، أن الإسلام لا يتوافق والشروط المدنية والحضارية للحياة المعاصرة. إذا لم نقم بعمل ذلك فوراً، فسنقابل في المستقبل؛ عددا كبيرا من نموذج "جوز بيمنتل" يعملون على تفجير المجتمع.

دكتور: أكبر أحمد

رئيس قسم الدراسات الإسلامية في الجامعة المريكية بواشنطن
مترجم عن جريدة الواشنطن بوست

هناك تعليقان (2):

  1. نفسي اعرف ليه عمرنا ما شفنا حد فيكم بيقول عن اسرائيل ، أو أمريكا ، أنهم ارهاب ومجرمين ، أنتوا مش بتقروا قرآن خالص ، متعرفوش أن فيه آية في القرآن اسمها سورة المطففين " ويل للمطففين ، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ، ألا يظن أولئك انهم مبعوثون ، ليوم عظيم "

    ردحذف
  2. الإحساس بأنه تحت الحصار منذ حادثة 11 سبتمبر، فقد رأوا دينهم وثقافتهم وتقاليدهم تُهان ويُسخر منها بلا رحمة، إضافة إلى تأثرهم بالاعتداء على المساجد وعلى النساء الملتزمة باللباس الإسلامي.
    يعيش اقباط مصر هذه الجواء من ١٤٠٠ سنة . لما لم يلجوء للعنف كما تسميه

    ردحذف