الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

متعة العرض: علياء وأبو إسماعيل


بين كل الأحداث التي يعيشها الوطن والمآسي التي يمر بها المصريون يوميا منذ قيام الثورة المجيدة، تخرج من رحم الألم حالتان ممتعتان جداً في عروضهما المميزة، والتي تكسر المزاج السيئ للمصريين وتغنيهم عن متابعة قنوات الأفلام سواء كانت العربية أو الأجنبية، بل إن هناك هدية إضافية على العروض، ألا وهي " عروض التعري"، يعني بالبلدي " مخلتش في نفس المصريين حاجة".

أحياناً أشعر بسخافتي لأنني يوماً ما تعاملت بجدية مع كل من حازم أبو إسماعيل وعلياء المهدي، فخرجت أحذر من خطورة الأول وأدافع عن ما فعلته علياء باعتباره ناتج عن ضغوط المجتمع التي تكبل المرأة، ما جعل البنية يا ولداه تخرج من هدومها. لكنني في الحقيقة اليوم، وبعد أن اقترب عرضيهما من كلمة " النهاية"، اكتشفت أن فيلميهما ليس أكثر من مجرد "فيلم كوميدي آخر" وإن كان جديداً في محتواه ومستوى الطرح العميق للفكرة "الخزعبلاتية".

أتعجب كثيراً من الذين يخافون أبو إسماعيل حتى الآن رغم أنه يا ولداه أصبح وحيداً بلا شاحن، أو يستاء من تعري علياء المهدي رغم أنها أصبحت تمثلنا في محافل العري بالخارج وتدفع من سلامتها الصحية في المقابل، حيث استطاعت أن تقف عارية رافعة علم مصر في عز البرد وثلوج السويد تحاصرها من كل مكان. لا أدري في الحقيقة إن كان كل من علياء وأبو إسماعيل يدركان طبيعة تصرفاتهما أو حتى مستوى التحليق في الفضاء اللامرئي الذي وصلا إليه؟ ولكني أشعر بضخامة المأساة التي يعاني منها أهل كل منهما، فقد تحولا إلى أضحوكة تلوكها الألسن ويتندر بها الناس في الشوارع وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وأتساءل إن كانا يعيان ما وصل إليه أمرهما؟

حقيقة أنا لا تشغلني علياء بقدر أبو إسماعيل، لأنها في النهاية لا تجمع حولها مريدات يسرن خلفها عاريات في الشوارع، لكن يشغلني الآخر الذي يجر خلفه البسطاء المخدوعين باللحية والجمل الرنانة و " أنا سعيد إنك سألتني السؤال ده" والعجل والكباب والكفتة، وفي النهاية وجدوا أنفسهم محاصرين في حرب شوارع لا ناقة لهم فيها ولا جمل في الإسكندرية ليخرجوا منها بزفة بلدي وهم في قمة الإهانة والإحراج.

عموما أنا لست ضد تعري علياء لأن كل واحد حر في جسمه، وقد قامت نساء كثيرات على مدار التاريخ بموقف مشابهة لكسر تابوه جسد المرأة لكنهن فعلن ذلك داخل مجتمعاتهن  وتعرضن للقتل والحرق، فإن كانت علياء تسير على دربهن فلتتعرى في شوارع مصر وتواجه مصيرها، لكن ما فائدة وجودها وتصريحاتها المنددة بموقف الإسلاميين من المرأة في السويد؟. أما الفتى المغوار أبو إسماعيل، فقد كنت أعتقد أننا سنواجه فكراً متشدداً، فاكتشفت أنه لا فكر ولا تشدد، فقط عرض للضحك حتى الثمالة.

فهنيئاً لك يا وطن

هناك 3 تعليقات: