الخميس، 28 فبراير 2013

ديا لونا ..مؤسسة ثقافية بفكر نسائي


رغم تردي الأوضاع الاقتصادية في جمهورية مصر العربية الآن، وابتعاد كثيرون عن الساحة خوفاً من الخسارة في ظل انهيار الجنيه المصري أمام الدولار، إلا أن اثنتين من الإعلاميات المصريات قررا تحدي الواقع وتأسيس مشروع ثقافي فني.
مؤسسة ديالونا للاستشارات الإعلامية والثقافية والفنية، تهدف إلى إخراج أجيال من الإعلاميين والصحفيين والسينمائيين المدربين جيداً، إضافة إلى ثقل موهبة الأدباء الشباب وإتاحة الفرصة للموسيقيين والفنانين التشكيليين المبتدئين ليضعوا أقدامهم على أول الطريق الصحيح.
تفتح "ديا لونا" أبوابها لكافة الجنسيات العربية فهي لا تقتصر على المصريين فقط، حيث تقوم باقة من الإعلاميين والصحفيين والموسيقيين والفنانين التشكيليين والأدباء من مصر وكافة الوطن العربي، بنقل خبراتهم إلى الأجيال الجديدة من خلال مناهج احترافية تعتمد على التدريب والورش العملية، إضافة إلى جاليري يقدم التجارب الفنية مع عرض لأعمال كبار الفنانين المصريين والعرب.
كل ما سبق في مناخ معاصر يساعد على التعلم والإبداع وضعته نساء لا يبتعدن عن الواقع الإعلامي والثقافي حيث ينتمين إليه وهن؛ الأديبة والكاتبة الصحفية أمنية طلعت، والمذيعة رانيا زكي.
تدشن "ديا لونا" نشاطها في السابع من مارس 2013 من خلال حفل كبير يحضره لفيف من الفنانين والأدباء والصحفيين والإعلاميين، يتخلله العديد من الفقرات الفنية مع معرض مشترك لعدد من الفنانين التشكيليين الكبار والشباب مثل فاتن النواوي ودكتور هاني رزق والنحات علاء الحارتي وطارق الشيخ وهالة الشاروني. وذلك في الساعة السابعة مساءً بمقر الشركة في شارع أحمد عرابي بالمهندسين.





معلومات عامة عن ديا لونا:
يعود اسم ديالونا إلى الأساطير اليونانية حيث يعني " إلهة القمر" وقد وقع اختيار مؤسستي الشركة له كي يعبر عنهن كنساء. تنطلق مؤسسة ديا لونا للاستشارات الإعلامية والثقافية والفنية في السابع من مارس 2013 بمقرها في 38 شارع أحمد عرابي المهندسين، بمحافظة الجيزة جمهورية مصر العربية. تؤسسها اثنتان من الإعلاميات البارزات هن: الكاتبة الصحفية والأديبة أمنية طلعت والمذيعة رانيا زكي.

لمزيد من المعلومات:
مسئول التسويق: خالد عاصم
تليفون: 0020233027690
        0020233037059
موبايل: 00201012525087
بريد أليكتروني: dialuna.academy@gmail.com
             info@dialuna.com                     
الموقع الإليكتروني:  www.dialuna.com



                      

الأربعاء، 27 فبراير 2013

الخطة الخمسية لـ "كوز الدرة"


بعيداً عن "النوستالجيا" أو موجات الحنين، أعترف بأنني شعرت بالهزيمة عندما استيقظت على خبر توقف مجلة المصور عن الصدور، رغم أنني لا أتابعها منذ سنين طويلة نظراً لابتعادها عن التطور وفقاً لآليات الزمن الذي نعيش فيه، أو مواكبتها لعقلية القارئ المعاصر، حيث تحولت إلى مطبوعة يديرها مجموعة من الموظفين الذين أكلهم الروتين وركنوا لفكرة التمرغ في تراب الميري. مع ذلك فأنا أرفض تماماً فكرة إيقاف صدورها كحل لمشاكلها المالية، فالبتر ليس الإجابة القاطعة لكل الأعضاء المعتلة، لأن الرأس لا تُبتر وإذا ما بُترت انتهى الإنسان.
بالطبع ما سبق هو كلام الحكماء، لكن كلام المسئولين عن مشروع إحلال "كوز الدرة" محل الألف، لهم رأي آخر، فهم يفكرون بعقلية التجار في كل شيء حتى المعرفة والعلم، ولما لا وفي عرفهم العلم لا يكيل إلا "بالتنجان"؟!
تقنين آليات الخطة الخمسية لكوز الدرة، لم تتوقف عند حدود جريدة المصور وتوابعها القادمة، فلقد تم الانتقال للمرحلة الثانية منها والتي تختص بالكتاب المدرسي. وكما جرت العادة أن أستيقظ على الفجيعة، طالعتنا بوابة الأهرام الإليكترونية بخبر يفيد تغيير وزارة التربية والتعليم لشروط مناقصة الطباعة، التي تلغي الممارسة التي كانت تعقد كل عام ويتفق بموجبها المطابع الكبرى مع أصحاب 125 مطبعة خاصة على السعر وتقسيم حصص الطباعة، وألزمت الشروط الجديدة أصحاب المطابع بوجود سجل صناعي وبألا تقل حصة كل مطبعة عن أربع ملايين كتاب، وهو ما تعجز عنه المطابع الصغيرة التي لا يمكنها استيعاب أكثر من مليون كتاب كحد أقصى. وبالطبع لأن الأسماك الكبيرة لا تتعاطف مع الصغيرة، فقد تخلت المطابع الكبيرة عن الصغيرة وتركوها لتتوه في وادي الظلمات حيث الموت هو المصير المؤكد.
أعترف أنني لا أتعاطف مع الكتب المدرسية، فهي كتب لا تمت إلى العلم المعاصر بصلة، وغالباً لا تؤدي إلى محو الجهل من عقول الطلاب بل إلى تأصيله وتجذيره. تعاطفي هنا مع المطابع التي ستذوب في سيول تقنين كوز الدرة والتي مهما احتجت واعتصمت ومزقت شرايينها، لن يهتم بها ولاة أمر الكوز وسيصدرون لها الطرشة المتصدرة لكل أفراد الشعب.
أيها السادة، استعدوا لأن تدخل مصر- إن لم تكن دخلت بالفعل – في عصر المماليك الثاني، لنعود إلى مغامرات علي الزيبق في مواجهة سنقر الكلبي والشعب يصفق بحماس، بينما المملوك الأكبر يعب ويكنز في خيرات الدولة وهو يتدحرج بكرشه المهول أمامه بين عمدان القصر المهيب، الذي لا يفقه أبعاد جمالياته الثقافية أو الفنية، لكنه فرح برزق الله الذي أتاه دون أن يدري أو يحتسب حتى ينزلق في " أنجر البالوظة" فيتبعه مملوك آخر والشعب يكتفي بالمشاهدة بينما يعلم في قرارة نفسه أن باب زويلة سيستقبل كثيراً من الأجساد المعلقة، لأن الألف واضحة لكل من يرى.


الاثنين، 18 فبراير 2013

في مجتمع البطاطا



عندما تقود سيارتك في شوارع القاهرة ستطالعك وجوهاً منهكة تبيع أشياءً كثيرة، ربما لا تحتاجها وإن احتجتها فستتوجه لأقرب سوبر ماركت مجاور لمنزلك لتشتريها، وربما طلبتها بالتليفون لتصلك " ديلفري"، هم في النهاية؛ هؤلاء الباعة الصغار، لا حاجة لهم وربما كانوا زائدين عن المطلوب، حيث يسدون بأجسادهم مسارات الشوارع فيعكرون مزاجنا اليومي ونحن نقود سياراتنا.
ما فات حقيقة لا جدال فيها، لكن الحقيقة أيضاً أنني أحب البطاطا المشوية ولطالما كان بائعو البطاطا بعرباتهم مستهدفين من قبلي. ابتسم عندما أراهم وأجري نحوهم لأنهم المنبع الرئيسي لبطاطتي المشوية التي أشتهيها والتي لا تخرج من فرن منزلي بذلك الإبداع الذي يخرج من بين أيديهم. أتذكر أنه من عشقي للبطاطا قمت بعمل مشروع تصوير فوتوغرافي كامل لهم ولوجوههم المبتسمة بينما دخان مداخن أفرانهم المحملة على العربات يحيط بوجوههم المصرية الأصلية.
المقطع الأول من المقال لا علاقة له بالثاني ولكن ما أحببت قوله هو؛ أنني فوجئت بعد الثورة بزحف الباعة الجائلين الصغار إلى كل شبر في القاهرة وهذا أمر مزعج من الناحية المرورية ولكن وسط انزعاجي المروري الشديد تساءلت ما الذي يمكن لهؤلاء أن يفعلوه حتى يسدوا رمقهم حتى ولو بلقمة مغمسة بالتراب؟ وهم مثلنا يعيشون في وطن عبثي لا قيمة فيه للإنسان والذي عندما قام بثورة استبدل دكتاتوراً وزبانيته بمجموعة كاملة من الزبانية والطغاة المنظمين. الأمر الآخر أن الوجه المصري الأصيل لبائع البطاطا أصبح يانعاً غضاً لأطفال صغار لم يتجاوزوا مراهقتهم بعد، واختفى الوجه الملوح بسمرة الشمس الزاحف نحو الخمسين والستين من العمر، فاختفت بهجتي برؤية عربة البطاطا وتحولت إلى شفقة، لكن ما باليد حيلة فأنا لا أملك مالاً يكفي لاحتضان كل هؤلاء الأطفال المنتهكين والذين تعرضوا لأكبر سرقة في التاريخ " سرقة طفولتهم".
في الحقيقة لم تداخلني الفجيعة عندما قرأت خبر مقتل عمر بائع البطاطا الصغير، ففي أحداث محمد محمود الأولى ومجلس الوزراء تم قتل أطفال كثيرة من أهل الشوارع وغض المجتمع كله عن مقتلهم الطرف وأنكروه. الفجيعة تأصلت في قلبي منذ زمن واعتدت عليها. الذي لفت نظري فعلاً تلك الجنازة الصغيرة التي سار فيها بائعوا البطاطا والسوداني والترمس الصغار مودعين شهيدهم، جنازة رأيتها بذرة لثورة حقيقية ستحدث قريباً وأتمنى أن أراها بعيني وأشارك فيها، ثورة للإنسان المصري الحقيقي المنتهك، يعبر فيها عن ذاته التي سلعها الطغاة الجدد وزبانيتهم من ممثلي المسرح الكوميدي الذي نشاهد عروضه يومياً سواء كانوا موالاة أو معارضة، فكلاهما سيلقى في محرقة الواقع، واقع عمر بائع البطاطا وإخوانه من الباعة الجائلين، الذين لا ننظر إليهم إلا بتأفف ونتعامل معهم باعتبارهم زائدين عن الحاجة، ولا نردد سوى عبارات سخيفة لكي نبرر لأنفسنا الصمت. فلتصمتوا حتى تموتوا.

المهرج والضمير


في فرنسا "مش في مصر خالص" وعام 1957 "يعني مش دلوقت أهو" اهتز العالم للفظائع التي ارتكبها رجال حكومة ديجول في ثوار الجزائر بما فيهم من جزائريين من أصل فرنسي ومسلمين ويهود، رغم أن هؤلاء الرجال أنفسهم كانوا ضحايا الجستابو أثناء الاحتلال الألماني لفرنسا قبلها بعشرين عاماً فقط، لكن فيما يبدو أن ديجول مثله مثل هتلر في المحصلة النهائية للمسألة.
بذلت حكومة ديجول قصارى جهدها كي تمنع الحقيقة من الوصول للعالم، لكن رجالاً شجعان أمثال هنري أليج قاوموا أسوأ أنواع التعذيب، فلقد كان رئيساً لتحرير جريدة جزائرية تؤمن بحرية التعبير، لكن بعد أن فُرض الحظر على جريدته، اعتقله مظليو الجيش الفرنسي وتعرض لتعذيب وحشي كان أقله حرق أعضائه الحميمة على المدفأة. عندما خرج أليج مشوهاً تماماً كتب كتابه "السؤال" الذي صادرته حكومة ديجول، لكن الحقيقة ظهرت في نهاية الأمر وتحول الكتاب إلى فيلم "الجحيم". 
هنا أستعير من الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر سؤاله في مقدمة الكتاب: " إذا كانت خمسة عشر عاما كافية لتحويل الضحايا إلى جلادين..فإن أي إنسان في أي وقت يمكن أن يجد نفسه ضحية أو جلاداً".
وبمناسبة "الضمير" الذي أعلن عن نفسه مؤخراً، فعندما تفرست في تعبيرات وجهه، لم أجد سوى وجوهاً جاعت ولم تجد لنفسها مكاناً في الماضي، فلما استفحل أمر – الحضارة versus حضارة – وجدت الفرصة مواتية كي تلعب اللا دور في المكان والزمان الصحيح تماماً لتكتمل الكوميديا العبثية التي نعيشها. 
من الصعب جداً أن يأتي ضحية ليلعب دور المستبد العادل – هذا إن اعترفنا كلياً بأنه كان ضحية – خاصة بعد نجاح فيلم " الحب في طابا 2" والذي لم ينته هذه المرة بإصابة الأبطال بمرض الإيدز اللعين، حيث أن البطولة في الجزء الثاني نسائية بامتياز وتوقفت عند حدود عروض التعري والقضاء على محتويات البار والميني بار. ويكفينا فخراً أن البطلات عدن دون أي " عك" مع جنود الحدود للدولة الصديقة إسرائيل، ولم تحدث عقب انتهاء الرحلة حالات قيئ صباحي مفاجئ، هذا لأن البطولة أُسندت لنساء بلغن سن يأس "الله يجازي عمليات التجميل خلت الماشطة صبية".
لقد أثبت التاريخ أن الشريفة المتغطية يمكن أن نكتشف فجأة أنها عاهرة، وأن البطل المغوار الذي قاوم الظلم وتعرض له يتحول في طرفة عين إلى ظالم جهول" ده إن مكنش أصلا جاهل عامل فيها أفندي" وأن من لا يمتلكون ضميراً من الأساس يصبحون الممثل الرسمي له في كافة المحافل والجبهات، وأن الزعيم العظيم الذي قتله الملك الظالم لأنه يقول ربي الله، لم يكن سوى جاسوساً مزدوجاً وعميلاً ماسونياً أصلاً .....إلخ.
لذا يا أصدقائي فلتضعوا ساقاً على ساق وتجلسوا جواري في الشمس بينما نكتفي بمشاهدة المهرجين وهم يقلبون بعضهم بعضاً من فوق المسرح حتى ينتهوا تماماً.

الاثنين، 4 فبراير 2013

تعميم "العريان" جماهيرياً


في لسان العرب نجد الشرح الآتي: عَرِيَ: من ثيابه . عُرْياً، وعُرْيَة: تجرد منها. فهور عارٍ، وعُرْيان.


ووفقاً للسان العرب "مش أنا خالص"، فإنه وبعد حادثة حمادة العريان، ومحاولات عناصر الشرطة التابعة للداخلية - التي هي جزء من حكومة قنديل التي شكلها سيادة الرئيس محمد مرسي عضو جماعة الإخوان المسلمين – المستميتة لسحل المواطنين والمواطنات وتجريدهم من ملابسهم ليصبحوا عريانين أمام عدسات الصحافة العالمية، فإن ما استطاع عقلي الوصول إليه بعد جهد جهيد من التحليل العميق لمضمون تلك التصرفات، فإن الدولة المصرية الحديثة تحاول كسر تابوه الجسد وتعميم حفلات العري الجماعي بين المواطنين، ليصبح اللقب السائد للمواطن المصري في المحافل الدولية هو: العريان، وبالتالي يفهم العالم كله أن مصر دولة "كوووول" وتؤمن بفن "النود" والإيروتيك الشوارعي وأيضاً المساواة بين الرجل والمرأة، فقد تم تعرية "ست البنات" في أحداث مجلس الوزراء العام الماضي على يد عناصر الجيش الباسلة وهذا العام تم تعرية حمادة على يد عناصر الداخلية العظيمة، وبالتالي فإن أخونة الدولة لا تسعى للإنغلاق أبدأً، بل ستكسبنا لقب "العريان".
وأحب أن أتوجه بالشكر هنا إلى علياء المهدي التي تعرت بمزاجها، وكأن لسان حالها يقول بيدي لا بيد عمرو، بما إن كل الشعب سيتعرى بمزاجه أو غصب عنه، وإن كنت أطالب بأن يتم تأجيل إجراء التعرية مع قدوم فصل الصيف حتى لا يصاب الشعب المصري بنزلة برد شديدة في نفس الوقت، ما يعمل على نشر فيروس الإنفلونزا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نظراً للكثافة السكانية المصرية والتي بلغت في آخر الاحصاءات تسعين مليون مواطن ومواطنة.
 بعد قرار "التعرية" المصحوب بالسحل والتعذيب، فإنني أطالب بأن يتم تنفيذ قرار منع أفلام البورن من الإنترنت المصري، وذلك لأن الشعب لن يحتاجها بما أن حفلات البورن السادي سوف تُقدم له في الشوارع، بحيث تكون في متناول يد كل مواطن، وحتى لا يعتاد الشعب على الترف والبذخ في العطاء الحكومي، ومن هنا أتوجه إلى سيادة معالي رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، بنصيحة بسيطة من امرأة مسكينة تنتمي لطوابير النساء المنتظرات دورهن في الاغتصاب الجماعي في ميدان التحرير: " سيدي معالي الوزير؛ الشعب المصري نمرود وطماع، فإن تركت له أفلام البورن على الإنترنت وحفلات الاغتصاب الجماعي والتعرية والجنس السادي في الشوارع، فربما ارتفع سقف مطالبه وطالب بصرف الايروتيك الحكومي على بطاقات التموين، ولا أدري حينها إن كانت العناصر المدربة لديكم سوف تسد في هذا المشروع".
أما نصيحتي الثانية أتوجه بها إلى الشعب المصري: عليكم بالبدء في "ريجيم" قاسي فوراً ولعب الرياضة بسرعة، حتى تظهرون في مظهر جيد أمام كاميرات الفضائيات العالمية، ولا تسيئوا بترهلكم لسمعة مصر، وإلا فإن الحل الوحيد أمامكم أن تتحملوا عناء شفط كروشكم مع السحل المصاحب لعمليات التعرية.