الثلاثاء، 2 أبريل 2013

الولية المنكسرة


في عصرنا هذا لم يعد مصطلح "الولية" يعود إلى نوع الأنثى فقط، فالولايا أصبحوا كُثر ومن النوعين ذكوراً وإناثاً، فالولولة على أي شيئ وكل شيئ أصبح هو الصوت الوحيد المسموع في الفضاء الإعلامي والفضاء الإليكتروني وحتى فضاء العبث والجنون.
أتعجب كثيراً وتحبس أنفاسي الضحكات المتعالية؛ عندما أستيقظ صباحاً لأقرأ "ستيتس" لأحدهم بالفيس بوك يولول على أحد رجال أعمال مبارك الذين يتعرضون للتضييق والضغط من قبل حكام اليوم حتى يشاركونه أمواله أو يأخذونها بالكامل منه، فتسمع جمل مثل "رجل الأعمال الوطني المخلص يتعرض لكذا وكذا" ثم ينهي عبارته العبقرية بـ : مصر خربت يا رجالة وترجع لعصور التخلف والقهر.
علامات تعجب ترسم خرائط على وجهي ولا أتذكر سوى شخصية "كحيت" التي ابتدعها أحمد رجب العظيم....ما علينا يا سيدي : هات اللي بعده يا ابني!! سمعني.
ولا يمر يوم أو يومان إلا وتأتيك الولولة الجديدة من أحد حملة القلم الصناديد وهو يكتب متسائلاً بحزن عميق عمن ينقذ الجماعة من نفسها؟ وعندما تبحث في تاريخ الرجل تكتشف أن المسكين لا ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وأنه حتى لو كان من الذين تحمسوا لهم باعتبارهم الفصيل السياسي الذي بدا لنا فيما سبق أنه جاهز لحكم مصر الآن، فمن الطبيعي أنني لن أتعاطف مع أخطائه وسأعارضه بقوة وإن لزم الأمر أسقطه من الحكم طالما لم يتمكن من وضع خطة محترمة لصالح إصلاح مصر وحال شعبها. لكن أن أولول عليه وأبكي لأنه لم يكن في مستوى تطلعاتي فهذا أمر لا تفعله سوى المرأة المنكسرة التي زوجها أهلها من رجل دون إرادتها فاكتشفت أن ناره لا تختلف عن نار أبيها، فلا تملك سوى البكاء والعديد والجلوس في أحد الأركان منتظرة لشفقة الناس عليها حيث لا يوجد بيدها حيلة يا ولداه.
الغريب أيضاً أنني أجد من يخرج معلناً انضمامه إلى جماعة " آسفين يا ريس" مصرحاً بأنه أخطأ عندما خرج في الثورة وأعطى صوته للإخوان فلم يجد حل لكل الأزمات التي نعيشها سوى الانضمام إلى تلك الجماعة المنسحقة والتي لا يمكن وصفها سوى بالتلميذ الخائب الذي اعتاد سحل المدرس أو والده له كي يذاكر وينجح، بينما لا يمتلك هو أي مقومات النجاح الذاتي بالعمل الدؤوب والتجربة والخطأ وتحمل مسئولية وتبعات أخطائه، لينهض من جديد متعلماً منها.
هل ما سبق من نماذج هو المطلوب لبناء مصر بعد أن خربت على يد مبارك ثم أكمل مشوار الخراب من يتربعون على العرش الآن؟ بالطبع لا، حيث لا يمثل أي منهم تطلعات الشباب الذي يعمل على الأرض ويدفع دمه ثمناً للخروج من الأزمة نحو عالم أفضل ربما لن يراه لكن يكفيه أن أبناء جلدته سيرونه وسيعيشون في رفاهه.
أيها المولوين ..تنحوا جانباً لأنها ببساطة " مش نقصاكم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق