الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

الوجه السياسي للثقافة والفن...من الأدب الروسي للأفلام الأمريكية وصولا إلى الدراما التركية


قنوات مصرية تلغي عروضها التركية والسؤال: ما هو البديل؟


البديل المصري جاهز وشركات الإنتاج تحتاج إلى ابتكار أساليب تسويقية جديدة

الفن العربي يلعب دور الفريسة في دراما السياسات العالمية لتحديد مصير المنطقة


هل تحتاج مصر إلى المسلسلات التركية فعلا؟ ...سؤال أطرحه على نفسي منذ وقت طويل، فمثل أي مواطنة مصرية صالحة، لم أتمكن من مقاومة إغراء الشوارع النظيفة والرجال ممشوقة القوام أصحاب الشعر الناعم والعيون الملونة، لكن كل هذه المغريات لم تتمكن من دفعي إلى المضي قدماً في مشاهدة أي مسلسل تركي ورد على قنواتنا المصرية أو الفضائية، فهي ببساطة دراما مُعَوقة تم قتلها بحثاً في السينما والدراما التلفزيونية المصرية ملايين المرات منذ أن دخل الفن السابع الساحر مصر في أوائل القرن العشرين. ولو كانت هذه الحكايات القديمة تمثل الواقع التركي فعلاً فهي بالتأكيد لا تعبر بأي شكل من الأشكال سوى عن مجتمع عقيم لا تتوائم مشاغله وأسلوب حياته مع العصر الحديث، حتى المسلسلات التركية التاريخية فهي لا تخرج عن نفس الإطار المُعَوَق، مجموعة من النساء والرجال في حالة كبت جنسي وسباق محموم بين النساء للفوز بقلب رجل حيث تُحاك المكائد داخل خدور الحريم.

لم أستطع أن أقف على أسباب الاقبال العظيم على هذه المسلسلات، لكنني وبعودة بسيطة إلى الماضي التلفزيوني الأليم للعالم العربي، تذكرت هذا المسلسل الأسطوري الذي شغل نساء مصر قبل رجالها لسنين طويلة، وهو ( Bold and Beautiful) رغم أنه ببساطة لا يحكي سوى قصة متشابكة لمجموعة من المنحرفين الذين يعيشون ترفاً من الصعب استيعابه جملة واحدة على الشعب المصري الغلبان. وكذلك مسلسلات أخرى كثيرة شغلت المشاهد المصري وأثرت في تكوينه مثل ( knots landing ) و ( Falcon Crest ) و ( MacGyver) ....إلخ.

في تلك الفترة من أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين كانت الثقافة الأمريكية قد استطاعت أن تجد لها موضعاً لقدم في مصر والمنطقة، حيث استطاعت أن تلفت الأنظار إلى الحياة الأمريكية وتصدير " الحلم الأمريكي" للشعب المصري الذي بدأ في التخلي عن ثقافات غربية سابقة والانغماس بكليته في تلك الثقافة البديلة والتي تبدو أكثر حداثة وتطورا وعصرنةً، مقارنة بثقافات غربية أخرى مثل الأوروبية والسوفيتية. في نفس الوقت تقريباً بدأت السينما الهندية تغزو محلات تأجير شرائط الفيديو ودور السينما الدرجة الثالثة أو المعروفة شعبيا " السينما الترسو". آنذاك كانت الدراما العربية محتكرة لصالح قطاع الإنتاج المصري وفترته الذهبية التي ترأسها ممدوح الليثي الذي تولى المنصب عام 1985 ولا ينكر حتى الجاحد او المعترض على شخص الليثي نفسه، أن هذا الرجل استطاع أن يخلق حالة ثرية في الواقع الدرامي المصري، حيث برزت أسماء كثيرة في سماء الفن بسببه مثل السيناريست الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة والمخرج الكبير الراحل  يحيى العلمي والمخرج محمد فاضل وغيرهم كثيرون من الممثلين أمثال ممدوح عبد العليم وآثار الحكيم و خالد زكي وفردوس عبد الحميد وعفاف شعيب الذين فقدوا بريقهم بعد ذلك لأسباب متباينة.

مع بزوغ عصر الفضائيات في أوائل التسعينات من القرن الماضي واتساع رقعة القنوات العربية بما فيها المصرية، ظهر احتياج لزيادة عدد ساعات الانتاج العربية وبدأت سوريا تجد لها موضعاً لقدم لدى المشاهد العربي والمصري أيضاً، وأذكر أنني توجهت بسؤال عام 1999 لوزير الإعلام المصري آنذاك صفوت الشريف عن السبب وراء عدم عرض الدراما السورية في القنوات المصرية، حيث لم يكن المواطن المصري قد دخل عالم الفضائيات بقوة ومازالت الغالبية من الشعب تشاهد القنوات الأرضية فقط، حينها أجابني بأن قطاع الإنتاج ينتج ساعات درامية كافية لسد احتياجات القنوات المصرية ولا يوجد متسع للمنتج السوري أو العربي بشكل عام، وعندما سألته إن كان من الممكن عرض مسلسل واحد على الأقل في السنة، تجاهل سؤالي ومضى، وكان ذلك أثناء مهرجان الإذاعة والتلفزيون آنذاك.

لم أكن ساذجة بما يكفي لأن آخذ إجابة صفوت الشريف دون ثبر أغوارها، فالأمر كان واضحاً تماماً، أنها سياسة دولة لأن القنوات التي لا تتسع ساعات بثها للمسلسلات السورية، كانت تتسع لعرض مسلسل لا علاقة له بطبيعة مجتمعنا المصري، بل إنه لا علاقة له بالواقع الأمريكي نفسه ولا يشاهدها حتى المواطن الأمريكي، وأعني مسلسل ( Bold & Beautiful) الذي يمارس فيه الجنس كل أبطال المسلسل بلا ضابط ولا رابط وحتى وإن حاولنا أن نكون منفتحين إلى أبعد الحدود فلن يستطيع أكثرنا انفتاحاً أن يستوعب فكرة أن يمارس الأب الجنس مع عشيقة ابنه وأن تنجب منه طفلاً غير شرعياً لتعود وتمارس الجنس مع ابنه مرة أخرى. أذكر أن عقلي البسيط لم يستطع فهم آلية حدوث هذا الشئ آنذاك فقررت التوقف عن مشاهدة المسلسل.

بغض النظر عما سبق، أستطيع وبعد هذا هذا العمر الطويل من عشقي للسينما والدراما وانتمائي لفن الحكي بغض النظر عن الوعاء الذي ستخرج فيه الحكاية، أن ما نشاهده على شاشاتنا وتحديداً من المنتج الأجنبي أياً كانت بلد هذا المنتج، ما هو إلا تعبيراً عن التوجه السياسي لحكومة بلادنا، فمع بدء اختفاء الأفلام الأوروبية بشكل عام عن برنامج " نادي السينما" والذي كان وجهة جيلي الوحيدة للاضطلاع على المنتج الفني غير المصري، وزيادة جرعة الأفلام الأمريكية ثم سيادتها لكل ما هو غير مصري على الشاشة المصرية لتصبح الأفلام والمسلسلات كلها وارد أمريكا، كان الهدف هو ترسيخ الثقافة الأمريكية في الوجدان الشعبي المصري، وبالفعل هذا ما حدث فالشعب المصري حتى غير المتعلم منه تحتوي لغته المحكية على مفردات باللغة الإنجليزية ينطقها كيفما أراد. وكذلك أصبحت أمريكا هي الحلم والوجهة المبتغاة لكل انسان مصري بسيط. ننتقد أمريكا وسياساتها لكننا في النهاية نعشقها ونعشق موسيقاها بدليل أنه حتى الغناء الشعبي المصري دخلت عليه موسيقى التكنو الأمريكية ومنذ مطلع السبعينات وحتى أواخر التسعينات انتشرت فرق الجاز والجاز فيوجن في كل مسارح مصر وأولها الأوبرا المصرية.

نحن ننتمي بشكل أو بآخر لأمريكا لأن دولتنا العزيزة منذ السبعينات وجهت قبلتها نحو الشمال، وفي الوقت الذي كان الأدب الروسي والفرنسي المترجم هو الشغل الشاغل لجيل الستينات والذي استطاع جيلي أن يلحق بأواخره من إصدارات الهيئة العامة للكتاب، حلت السينما والدراما الأمريكية محلهما لأن الثقافة الأمريكية ببساطة لا علاقة لها بالكتاب وإن كان لديهم دور نشر عريقة وعظيمة لكنها لا تمثل الحلم الأمريكي المادي خارج حدود أمريكا نفسها.

نعود إلى تركيا، أو إلى الحلم التركي الذي بدأ ولاة أمورونا يوجهون نظرنا نحوه منذ منتصف الألفينات تقريباً، فتركيا ليست مجرد دولة أوروبية أخرى، ولا حتى مجرد محاولة لتنويع المعروض الفني علينا لتوسيع دائرة ثقافتنا وفتح آفاق العالم علينا، فالهند مثلاً رغم انها تنتج دراما متميزة لا تختلف في سذاجتها الفكرية كثيراً عن الدراما التركية إلا إنها ليست دولة اسلامية فمعظم الدراما الهندية تحكي قصص من واقع أسر هندوسية يظهر فيها شخصيات مسلمة تماماً مثلما نفعل في الدراما المصرية حيث شخص مسيحي لا يتمتع بأي أبعاد عميقة ( مجرد واحد معدي في الحكاية ويتصادف أن يكون اسمه مايكل). أما تركيا فالأمر مختلف حيث أنه مجتمع مسلم بالكامل ويحمل وجهاً مغايراً للذي نحمله نحن، فالوجوه ليست مكفهرة والنساء رشيقات ممشوقات يعشن الحياة بحرية ودون قيود في الملبس، وشوارع نظيفة وحياة تبدو عصرية ومرفهة. هل يأتي الأمر بالصدفة البحتة؟ من وجهة نظري المتواضعة فالإجابة هي لا. فتركيا دولة اسلامية منذ سحيق الزمان والساحة الفنية التركية قوية منذ وقت طويل، فما الذي جعلنا نتوجه إليها الآن، خاصة في دولة مثل مصر معروفة بأنها هوليوود العرب، حيث إنتاج سينمائي وإن كان متعثراً، ودراما تلفزيونية تعود إلى الستينات منذ أن دخل اختراع التلفزيون مجتمعنا.

لقد تم تهيئة المجتمع المصري منذ أواخر السبعينات مع فتح الباب للتيارات الدينية المتشددة ووجهها الذي يبدو طليعيا ومثقفاً من خلال الإخوان المسلمين، لفكرة عودة الخلافة الإسلامية، جميعنا كنا نتباكى على انهيار الخلافة الاسلامية والتي كانت الخلافة العثمانية آخر من مثلها، ورغم أن جيلي كان آخر الأجيال المصرية التي درست الخلافة العثمانية باعتبارها استعمار للمنطقة العربية تم تقويضه على يد الاحتلال الإنجليزي لتبدأ رحلة التحرر العربي وبزوغ نجم القومية العربية، إلا أن المد الثقافي للتيار الديني المتشدد استطاع من خلال عمله على الأرض أن يجذبنا لفكرة توحد كافة الشعوب الإسلامية تحت لواء خلافة واحدة لنشكل قوة عالمية مجابهة للقوى الاستعمارية الغربية. كان النزاع في الثمانينات والتسعينات بين قوتين حقيقيتين على الأرض وهما قوى القومية العربية وقوى القومية الاسلامية ممثلة في حلم الخلافة المفقود. لا ينكر أحدنا أن القومية الإسلامية تغلبت على العربية دون أن يفكر أحدنا في كيفية توحيد هويات ثقافية تنتمي للإسلام أيضاً تحت الهوية الثقافية العربية، مثل باكستان وأندونسيا وإيران مثلاً. وبغض النظر عن هذه النقطة فإن كفة الخلافة الإسلامية رجحت لدى العرب في النهاية، فكانت الخطوة التي يجب أن تلي هذا الأمر هو تحديد موقع هذه الخلافة، فلم يكن هناك سوى تركيا فهي من وجهة نظري المتواضعة تحمل صفات عديدة تؤهلها لذلك، مثل كونها تقع في أوروبا حيث الحلم الدفين في داخلنا لأن نكون مثل أوروبا، وكونها البلد التي خرجت منها آخر خلافة إسلامية قضى عليها الغرب الاستعماري الكافر، ولا ننسى في النهاية أنها في العقدين الأخيرين بدأت في التخلي عن علمانية أتاتورك وسيطر عليها حكام يمثلون تيارات سياسية إسلامية. لم تكن تركيا اختيار عربي صرف، ولكن أيضاً لأن تلك الدولة بعد أن استطاعت أن تعبر أزماتها الاقتصادية بشكل كبير ومع رفض الاتحاد الأوروبي لضمها إليه بدأت في البحث عن ساحة لفرض سيادتها السياسية لأسباب عديدة أهمها إقتصادي حيث أننا نمثل سوقاً هامة لها، فالمسلسلات التركي ليست المنتج الوحيد الذي غزا أسواقنا.

مؤخراً وبعد وضوح الهدف السياسي التوسعي لتركيا من خلال رجالها في بلادنا ألا وهم الإخوان المسلمين وتابعيهم، بدأت تتصاعد نبرة الغضب الشعبية ضدها ورغم إن أغلب القنوات الفضائية المصرية والعربية أعلنت في أواخر رمضان الماضي عن عودة المسلسلات التركية لشاشاتها، قامت قنوات مثل "الحياة" و "النهار" و "القاهرة والناس" باتخاذ قرار بوقف عرض المسلسلات التركية رداً على الموقف الرسمي التركي من الأحداث في مصر الآن، وهذا قرار سليم ولكن السؤال الأهم هو: متى ستتوقف تبعيتنا الثقافية والفنية؟ متى سنعود لسابق عهدنا بأن نكون منتجين ومصدرين للثقافة؟ ولماذا لا نستغل الطاقات الفنية الشابة التي ظهرت على السطح خلال هذا العام والعام الماضي لإنتاج دراما مصرية عربية متميزة، خاصة وأن مصر في السنوات القليلة الماضية استقبلت العديد من المواهب الفنية العربية والتي أثبتت قدرتها على الاندماج في الحالة الفنية المصرية. لم يعد الأمر في يد قطاع الإنتاج وحده الآن فشركات الإنتاج الخاصة تملأ ربوع القاهرة، لكنها في رأيي مازالت جبانة وغير قادرة على تسويق منتجها طوال العام حيث تعتمد فقط على خصوصية شهر رمضان. إن الأمر يحتاج إلى شجاعة ورغبة حقيقية في العمل وابتكار أساليب تسويقية جديدة لتدوير آلة الانتاج الفنية في مصر، فهل سنرى ذلك خلال الأيام القادمة؟

  

 

 

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

رغم الأحداث السياسية العاصفة ...دراما رمضانية متميزة


أعتقد أنه من المناسب الآن أن نقدم رؤية شبه مكتملة عن الأعمال الدرامية التي دخلت في السباق الرمضاني لهذا العام. فالأحداث الدرامية للأعمال وصلت في مجملها إلى قمة الصراع ما يجعلنا قادرين على اتخاذ القرار بشأنها.

بالطبع لم أتمكن من مشاهدة كل المسلسلات حيث أن الأمر يخرج عن نطاق قدرات " السوبر مان" شخصياً وبالتالي فإن كل ما يمكنني إطلاق قرار بشأنه لا يزيد في مجمله عن الستة أعمال درامية أو ما يقارب ذلك.

ودعوني أمنح جائزة أفضل دراما رمضانية لمسلسل " نيران صديقة" الذي أبدع في كتابته السيناريست الموهوب محمد أمين راضي، فهو ببساطة أعاد ماء الحياة للدراما المصرية وجعلنا نتذكر العصر الذهبي لأسامة أنور عكاشة، حيث المؤلف هو اللاعب الرئيسي في العمل الدرامي ويعود إليه بشكل كبير نجاحه أو فشله، فمهما كانت عظمة المخرج وروعة الممثلين، لو لم يكن هناك نص متميز لما كان هناك دراما متميزة. وهذا ما شعرته مع مسلسل نيران صديقة من الحلقة الأولى، حيث قابلت معالجة نصية مغايرة وذكية دفعتني لأن أبحث عن السيناريست وهو أمر لم أعد أهتم به مؤخرا. أحداث المسلسل تدور في زمنين مختلفين، فهو ثابت في عام 2009 ولكن يعود إلى 1986 ومن ثم تتصاعد الأحداث متقدمة في الأعوام إلى أن تصل إلى اللحظة الراهنة التي يتوقف عندها أبطال الحكاية. غرائبية الأحداث أيضاً يعالجها راضي بشكل مبدع يقف به على قدم المساواة مع أعمال الإثارة التي اعتدنا الانجذاب إليها في الانتاج الأمريكي، وما يُكسبه حلاوة إضافية أنه يقدم هذه الإثارة من خلال شخوص وأحداث داخل مجتمع يخصنا ما يُكسبه حميمية نفتقدها مع الأعمال الأجنبية. لا توجد حاجة لأن أمدح الأبطال أو المخرج فكلهم تضامنوا في عزف سيمفونية محمد أمين راضي ببراعة.

في المرتبة الثانية بالنسبة لي، يأتي مسلسل "موجة حارة" وهو مأخوذ عن نص للراحل الكبير أسامة أنور عكاشة  قامت مريم نعوم بتقديم معالجة درامية له. المسلسل يناقش بجرأة كبيرة أمراض المجتمع المصري في السنوات السابقة على الثورة، من فساد طال كل شيئ ويوضح أن الفساد عبارة عن شبكة واحدة لا يمكن أن نفصل جزء منها عن الآخر، ففساد الشرطة مربوط بفساد رجال الدين مربوط بالقوادين وتجار الرقيق الأبيض. الجميع في المسلسل قدم دوره برقي وابداع حقيقي، لكن المعجزة التي جعلتني أًصر على أن لا تفوتني حلقة واحدة من المسلسل هو الفنان سيد رجب، فهذا الممثل الكبير يؤكد لي عاماً بعد عام أن الساحة الفنية في مصر ظالمة وقاسية، فأين كان سيد رجب قبل مسلسل الطرف الثالث الذي تم عرضه العام الماضي؟ أين كان هذا الممثل الغول الذي يستطيع ببساطة أن يأكل كل من حوله فيصبح هو النجم الحقيقي وما عداه مجرد ممثل عادي؟ ... ويشترك سيد رجب أيضاً في مسلسل آسيا بدور " بحر" الرجل الصامت والكلب الوفي لتاجر آثار وسلاح يدير أعماله تحت ستار ملهى ليلي في شرم الشيخ. ومسلسل "آسيا" في رأيي مجرد فكرة جميلة لم يتمكن مؤلفها عباس أبو الحسن من إخراجها بشكل لا يدعونا إلى التثاؤب وإمكانية ملاحقة الأحداث حتى لو فاتتنا حلقة أو اثنين، كما أن المخرج محمد بكير لم يتمكن من الاستفادة بالإنتاج الضخم الذي تم تكريسه للمسلسل. ورغم عشقي الخاص بالفنانة منى ذكي التي أحب بساطتها في الأداء وسلاسة تعبيرها عن كافة الأدوار التي لعبتها، إلا إنها وبمنتهى الصراحة ليست الشخص المناسب لهذا الدور، وللأسف مرة ثانية فإن شخصية آسيا لم تكن لتليق على ممثلة مصرية عدا حنان ترك رحمها الله فنياً منذ ارتدت الحجاب ثم اعتزلت الفن نهائياً بعد أن قدمت أعمالاً لا تليق بمستواها الفني الذي بهرتنا به لنسنوات طويلة.  

" العراف" للنجم الكبير عادل إمام لا يمكن أن نصفه بغير أنه مسلسل معمول خصيصاً له ولا يخرج عن الإطار المحفوظ صم للنجم الكبير، فهو مجرد اسكتشات لطيفة ومتفصلة عليه، لكن في النهاية لا ننكر أن عادل إمام حتى لو قال "ريان يا فجل" هيكون على قلبنا زي العسل، حيث خرج عادل إمام منذ زمن طويل من سباق إرضاء الجماهير إلى دائرة عشقهم وعشقنا له مهما فعل.

مسلسل "القاصرات" يتناول موضوعاً مهماً جداً لكن تم تناوله بأسلوب حيد القضية ولم يستطع تقديم دراما جاذبة تنفر المجتمع من بشاعة زواج القاصرات إيقاظ الضمير الشعبي ضدها، أما "مزاج الخير" فهو شهادة وفاة حقيقية لمصطفى شعبان الذي فيما يبدو "اتزنق" في هذه النوعية من الأدوار ولم يعد مجدياً المحاولة للخروج منها، ثم نأتي لمسلسل " الزوجة الثانية" الذي لم أستطع أن أكمل حلقتين متتاليتين منه حيث لم ينجح سوى في إصابتي بحالة استياء شديدة، فقررت التوقف عن المشاهدة.

لم أتمكن من مشاهدة مسلسل "ذات" و" اسم مؤقت" رغم مدح الكثير من المشاهدين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لهما، وعن طريق الآراء التمبادلة على تلك المواقع علمت أن هناك عنصران أثارا انتباه الناس في مسلسل "حياة" للفنانة غادة عبد الرازق، الأول هو الثراء الفاحش في فيللا حياة والألفاظ البذيئة التي نفرت كثيرون طوال حلقات المسلسل. ويبدو أن نجوماً مثل يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين لم يتمكن خلال الأعمال التي قدمنها هذا العام، أن يلفتن نظر المشاهد حيث لم ألحظ تبادل أي نوع من الأراء السلبية أو الإيجابية بخصوصها.

 المقال تم نشره في جريدة اليوم السابع