الاثنين، 2 نوفمبر 2015

البرلمان المصري وفكرة اللوبي السياسي

مبنى البرلمان المصري 




في بلادنا لا نعرف الوظيفة الحقيقية للبرلمان، رغم أن أول انتخابات نيابية في مصر جرت عام 1924 كتتويج لكفاح المصريين في ثورة عام 1919، ومن قبلها شهد المصريون أنواعاً مختلفة من التمثيل النيابي منذ عهد محمد علي، لتوصيل صوت المصريين للحكام.
لا أدري كيف تحولت وظيفة النائب في البرلمان، إلى وظيفة خدمية ومتى حدث ذلك، حتى أصبح معنى النائب في البرلمان مرتبط بتوفير فرص عمل لأبناء دائرته والتوسط لدى الحكومة لتوفير شقق سكنية أو تنظيف الشوارع أو تحويل ورق مدرسة لطالب أو غيرها من الخدمات الشبيهة بتوزيع الزيت والسكر والأرز لشراء الأصوات.
المصريون لا يعرفون شيئاً في الأصل عن الحياة الحزبية، وهذا يعني الانتماء لحزب دون غيره، فكيف يمكنهم ببساطة أن يعرفوا الوظيفة الحقيقية للبرلمان؟
برلمانات العالم يا سادة قائمة لتغيير وتعديل القوانين وفقاً للاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للتكتلات الحزبية، التي هي بالأساس تعكس مصالح أفراد، فإن أردت أن تغير وضعك المعيشي الذي لا ترضى عنه، عليك الوقوف في صف تكتل سياسي أو حزبي معين وتدعمه وتعطي ممثله صوتك في الانتخابات البرلمانية حتى تضمن تعديل مسار الأوضاع الحياتية وفقاً لمصلحتك الشخصية.
مع ممثلك في البرلمان عزيزي المواطن يمكنك الضغط لتغيير وزير وتسحب الثقة منه، لتأت بآخر يمثل وجهة نظرك في التعليم مثلاً، ومعه بإمكانك الإبقاء على القوانين التي تحمي منظومتك الفكرية أو تغيير ما تراه فاسداً ولا يصلح.
نحن اعتدنا دوماً في مصر أن نتحدث عن اللوبي اليهودي في أمريكا وكيف هو مؤثر بشكل حقيقي في قرارات أمريكا الداخلية والخارجية. نتحدث بحرقة وبوجع قلب ونلطم على خدودنا من القهر لأننا مهيضي الجناح، وأثناء اللطم لا نعرف ببساطة كيف يؤثر اللوبي اليهودي في تغيير قوانين وقرارات الولايات المتحدة! . ببساطة يتحكم ويحكم من خلال الكونجرس والنواب الذي دفع بهم إليه من خلال الانتخابات النيابية.
التكتلات السياسية والاقتصادية داخل أي برلمان، هي التي تغير كل شئ أو تثبته على وضعه، هي التي تصنع مصير أي شعب فإما تذهب به إلى الجحيم وإما تصعد به إلى السماء. ومؤخراً رأينا تأثير القوة الحزبية في تغيير مسار اقتصادي لدولة كاملة في اليونان، عندما استطاع رئيس الحكومة أليكساس تسيبراس بأن يفرض خطة حزبه اليساري (سيريزا) من خلال تأييد 162 عضواً برلمانياً له في اقتراع سحب الثقة لحكومته بالبرلمان من أصل 175 عضواً، فأخضع الاتحاد الأوروبي كله لإرادة اليونان. والتاريخ يسرد أيضاً كيف أدت قوة حزب العمال الاشتراكي الوطني في ألمانيا إلى تدمير البلد ودخول أوروبا في حرب طاحنة دمرتها بالكامل، عندما دفع الحزب بأدولف هتلر لينفذ خطة "المجال الحيوي" والتي تهدف إلى الاستيلاء على الدول المجاورة لها.
البرلمان يا سادة في المجتمعات الناضجة له دور كبير في تغيير مصائر الشعوب بالسلب والإيجاب، فالتمثيل البرلماني لا يعني تنفيذ خدمات لأبناء الدائرة الانتخابية، ولكن يعني تمثيل الدائرة في تعديل وتغيير النظم والقوانين الحاكمة، ولو كان الشعب المصري يمتلك وعياً سياسياً حقيقياً، ولو كانت مصر تحتوي على أحزاب سياسية حقيقية وليست ديكور، لكانت الانتخابات البرلمانية الحالية صورة حقيقية لمعركة سياسية طاحنة، لما نحن مقدمون عليه من تحدياتي اقتصادية عظيمة وتنمية اجتماعية وسياسية.
 لكن للأسف الشديد فالأحزاب وبالتالي القوائم الانتخابية التي تمثل تكتلاتها لم تكن ذات معنى حقيقي لأي توجه سياسي واقتصادي، فيما عدا حزبي المصريين الأحرار والنور، فالأول يديره ساويرس بقوة وهو يعرف جيداً ماذا يريد من البرلمان، ليرسي دعائم اقتصادية تخدمه وتخدم عالم رأس المال في مصر، أما حزب النور فهو بشكل أو بآخر ممثل (التطرف الديني الوسطي الجميل المهادن للدولة)، لتأتي بعد ذلك التشكيلات الحزبية الأخرى والتي تدعي اليسار واليمين والوسط ولا إدري إن كانت هي نفسها تعلم ماذا يعني (يسار ويمين ووسط)، حيث يتسمون جميعاً بالصوت العالي في الفراغ.

البرلمان قادم لا محالة، ولكنه للأسف الشديد لن يكون ممثلا حقيقياً لإرادة الشعب المصري، فالشعب نزل وسينزل ليدلي بصوته من منطلق (فلان حلو وفلان وحش)، ولكن أن يكون تصويته من منطلق دعم اتجاه سياسي واقتصادي يخدمه، فهذا بالتأكيد حدث ويحدث من قبل أفراد قليلي العدد لا يشكلون اتجاهاً حقيقياً يبشر بأي شئ في النهاية. 


سبق نشر المقال في موقع جورنال مصر الإخباري 

الأحد، 1 نوفمبر 2015

وفي الرقص حياة يا أختاه

غالباً ما يسبب الرجال الإحباط للنساء وكثير من المشاعر السلبية، فمهما كان الرجل حنوناً معطاءا محباً، لن يتمكن من إرضاء امرأة، لأن أعظم الرجال حناناً وعطفاً، أنانيون جداً ولا يشعرون بأي شيئ يدور خارج نطاق أفلاكهم الخاصة، غير أنهم قصار النظر فيما يخص شريكة الحياة، يتميزون بقوة البصر والبصيرة فيما يخص مشاريعهم الخاصة من امتلاك واستحواز والحصول على أفضل سيارة، وأفضل منزل وأفضل امرأة وإمضاء أفضل وقت، وليس بالضرورة هذا الوقت سيتسع ليحتويكِ داخله، ففي الوقت الذي ترغب فيه المرأة أن تمضي كل لحظة من حياتها جوار رجلها لتسعد به، لا يتسع وقت الرجل كله للمرأة، فهي مجرد إضافة إلى حياته ولن تكون كل حياته في يوم من الأيام، ولا حتى جزء كبير ومهم منها. ولا أنسى أبداً ذلك النقاش الذي دار بين اثنين من الأصدقاء الرجال حول صديق لهم يجلس مكتئباً في منزله لأن حبيبته هجرته، فما كان من أحدهما أن قال للآخر: " ما هذا الجنون الذي يعتري فلان... وهل يكتئب رجلاً لأن امرأة تركته؟ النساء "على قفا من يشيل" ... الرجل الحقيقي هو الذي تدور حياته حول العمل والإنجاز، والمرأة تأتي فقط في لحظات الاسترخاء عشان الجو يكمل".
لا يعني ما سبق أنني أعادي الرجال، بالعكس فما ذكرته سابقا لا يعني سوى وضع الحقائق على الطاولة لنتعامل معها بواقعية، بعيداً عن الأوهام الرومانتيكية الحمقاء الخاصة بالنساء. لذلك عزيزتي المرأة لا تهني ولا تحزني فإليك خيار من اثنين، وأنت حرة تماماً في اختيار أحدهما.
الأول: كَرَّسي كل لحظات حياتك في ملاحقة رجلك والتضييق عليه باستمرار وتذكيره في كل لحظة أنك امرأته الوحيدة، ولا تنسي أيضاً أن تتخلي عن أي نوع من أنواع الحياة بعيداً عنه، فالرجل يحتاج منك إمضاء الكثير من الوقت للتخطيط من أجل الإيقاع به في شباكك كلما ابتعد، والدخول في مبارزات نسائية مستمرة، كي لا يلوف بغيرك، والكثير من المجهود لمحاولة إرضائه، حيث أنه لن يرضى بسهولة وسيبحث دوماً عن أي شيء يفعله بعيداً عنك.... وبالتالي عزيزتي هذا الخيار سيكلفك عمرك كله وعندما توشكين على الموت ستنظرين خلفك ولن تجدي شيئاً في حياتك سوى هذا الرجل وكل ما كان يصب في خانته، بينما خانتك أنت خاوية على عروشها.
الثاني: أن ترقصي
صديقتي المرأة الجميلة، نحن نرغب في وجود الرجال في حياتنا كي نشعر بالاحتواء والحنان والسعادة .....لكن هل وجودهم في حياتنا يحقق ذلك فعلاً؟ ... الإجابة ببساطة ؛ لا بنسبة عالية جداً إلا إذا كان هناك ملائكة بين صفوف الرجال، لذا ما عليك فعله أن تلجأي إلى الحلول العملية الناجعة لتحصلي على السعادة بدون البحث عنها بعيداً عن دائرة ذاتك.
وذاتك بإمكانها أن تفعل الكثير من عمل وإنجازات هامة وبالطبع الزواج والأطفال لكن لا تعتقدي أن زوجك سيكون معك في كل نوبات احتياجك للحنان، لذا عليكِ بالرقص، مع الرقص ترتفع نسبة هرموني الإندورفين والسيروتونين في المخ، وهما الهرمونان المسئولان عن الإحساس بالسعادة ويقللا حدة الإحساس بالتوتر والألم، كما يمنحانك الإحساس بالحنان والدفئ والحب. وعندما تشعرين بالإشباع من كل تلك المشاعر ستبدأين في وضع زوجك في إطاره الصحيح، وستعرفين تماماً ما الذي ترغبينه من وجوده في حياتك، كما ستستطيعين الإحساس بذاتك وتبدأين في التخطيط جيدا لحياتك، وعندما تمر السنون وتقتربين من تسليم الله وديعته، ستنظرين للخلف فتجدين حياة حقيقية عشتها وتحديات واجهتها وشخوص عاشرتها وتعلمت منها، وأنك بالفعل كان لك اليد العليا في حياتك.
لذا فأنا بشكل شخصي أفضل اختيار الرقص لأنني أحبني بشكل خاص وأقدرني جداً وأرغب في أن أمضي وقتاً طويلاً في خدمة نفسي، لأنني ببساطة سأقدر ما أفعله لإسعادي ولن أتخلى عني مهما حدث، ولن أبحث عن غيري ليرضيني، فأنا امرأة نفسي التي لا تخونني أبداً، لذلك أستيقظ صباحاً دائماً لأدير موسيقاي الخاصة وأرقص، أدور على كعبي وأهتز مع كل إيقاع  وأبتهج مع تصاعد الموسيقى، بعدها أبدأ يومي بكل حب.
وكلما ابتعدت عن ممارسة رقصي الصباحي اليومي، كلما سقطت في بئر الأحزان، وبدأ الرجل بتعكير صفو حياتي، فأعود مسرعة لمسرحي الخاص، لأرقص من أجل الحياة، من أجل حياتي وسعادتي الخاصة جداً.

لذلك؛ أرقصي يا عزيزتي ولا تبخسي نفسك حقها في الحياة


*سبق نشر المقال في موقع +18