الأربعاء، 31 مارس 2010

تسيبي ليفني في التوراة

وُلِدت تسيبي ليفني عام 1958 في ما عُرف بدولة إسرائيل لوالدين أعضاء في منظمة الهاجاناه "الدفاع باللغة العبرية وكانت اللبنة الأولى للجيش الإسرائيلي الحالي"، نشأت في تل أبيب وعُرفت بأنها رياضية وذكية خلال أيامها الدراسية. أنهت ليفني خدمتها العسكرية ثم التحقت بالموساد في بداية العشرينات من عمرها،. تخرجت لاحقاً من قسم الحقوق في جامعة بار ايلان وعملت كمحامية لمدة عشر سنوات قبل أن تدخل المجال السياسي. بدأت ليفني حياتها البرلمانية حين اُنتُخِبت للكنيست عن حزب الليكود عام 1999، وكانت تحظى بتشجيع رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، آرييل شارون، حيث كانت عضوا في لجنة الدستور والقانون والقضاء وفي لجنة النهوض بمكانة المرأة، كما ترأست كذلك اللجنة الفرعية المكلفة بالتشريع الخاص بمنع غسيل الأموال. عام 2002 تم تعيينها وزيرة في الحكومة 29 حيث تولت حقيبتي التعاون الإقليمي والزراعة، وفي الحكومة 30 أُسنِدَ إليها حقائب الاستيعاب والبناء والإسكان والعدل والخارجية. كانت ليفني عضواً في حزب الليكود حتى أواخر عام 2005وعندما انشق شارون عن الحزب وشكل حزب كاديما انضمت إليه مع عدد من الشخصيات السياسية البارزة الأخرى في إسرائيل. وقد انتقلت ليفني من موقع المغالاة في الصهيونية إلى الدفاع عن إمكانية التوصل مع الفلسطينيين إلى اتفاقية قائمة على مبدأ " الأرض مقابل السلام"، حيث قادت فريق المفاوضات مع الفلسطينيين خلال عامين أمضتهما كوزيرة للخارجية. وتحظى ليفني بشعبية بين الإسرائيليين، لأنهم يرونها نظيفة ونقية وبعيدة عن شبهات الفساد، كما يرون فيها بديلاً للرجال العسكريين المتقدمين في العمر والذين شابت سمعة بعضهم الشبهات. وبقى أن نذكر أنها متزوجة من نافتالي سبيتزر الذي يملك وكالة إعلانات وأم لطفلين.
المرأة في التوراة

قلبت الثقافة اليهودية التي استأثرت بالساحة لأكثر من ألف عام، المفاهيم التي كانت سائدة عن المرأة وحولتها من جميلة حسنة إلى قبيحة بشعة، من خلال صور مشوهة لها خَلقاً وأخلاقا، حيث جعلت التوراة أمر الطلاق وتعدد الزوجات أمراً سهلاً على الرجل وحقاً من حقوقه الإلهية وبدون إبداء أسباب(– أنظر تثنية 24/1). والمرأة في التوراة سقط متاع بلا قيمة ولا أهمية، ففي الوقت الذي يحصي بنو إسرائيل عدد ذكورهم، وعدد أبكار حيواناتهم، فإنهم لا يحصون أبداً نساءهم ولا يهتمون بعددهم كبيرا أم صغيرا " انظر سفر العدد الفصل 1،3،26". كما أنه في سبيل تحقيق مصالح الرجل يمكنه التضحية بالمرأة وشرفها وسمعتها وجسدها، فلوط يعرض ابنتيه العذراوتين على الناس ليفعلوا بهما ما شاءوا حماية لضيوفه " أنظر تكوين 19/6-8"، كما أن للرجل أن يستخدم زوجته لحماية نفسه وزيادة أمواله كما فعل كل من إبراهيم واسحق وفقاً للرواية التوراتية عندما طلبا من زوجتيهما أن يقولا أنهما أختيهما، فضاجع فرعون سارة وكاد أحد أفراد شعب أبيمالك أن يضاجع رفقة (أنظر تكوين 12/14 –19 و تكوين 20/2 وتكوين 26/7 وتكوين 26/10).
أما الحج فمسموح للذكور فقط ولا يحق للمرأة المشاركة به لأنها ناقصة دين ( أنظر تثنية16/16)، كما لا يحق للمرأة أن تنذر نذرا دون موافقة ولي أمرها الرجل، فالمرأة في نظر التوراة دائما قاصر وغير عاقلة و طائشة ( أنظر عدد 30/4-10). كما نلاحظ أن المرأة تعاقب وحدها على ذنب تقترفه مع رجل فمريم دون هارون تُعاقَب على ذنب مشترك رغم اعتراف هارون، إلا أن إلههم يهوه يغضب على مريم وحدها ويعاقبها بالبرص (عدد 12/9-10).
وتُرغم المرأة التي يتوفى زوجها أن تتزوج بسلفها حتى لو كان مكروهاً من قبلها ( أنظر تثنية 25/)، كما ترغم الفتاة التي ترث من أسباط إسرائيل على الزواج من سبط آبائها حتى لا يخرج المال من بنو إسرائيل ( أنظر عدد 36/8)، ومن حق أي رجل يشك في زوجته وبدون أي دلائل أن يعرضها على الكاهن لتقوم بتقدمة الغيرة وهو امتحان تخضع له المرأة حيث يُهدَل شعرها وتتعرض للعنة وحلفان اليمين وتشرب ماءا ملوثاً بالتراب والشعير المحروق بالنار على المذبح، فإذا كانت مذنبة ورم بطنها (عدد 5/11 –28). وتوصف الزوجة بالخادمة ( أنظر تكوين 21/12).
وتميز التوراة بين المرأة التي تلد ذكراً والتي تلد أنثى، فالأولى تزول نجاستها بعد سبعة أيام وتطهر بعد أربعين يوما، بينما الأخرى تظل نجسة لمدة أسبوعين ولا تطهر إلا بعد ثمانين يوماً ( أنظر لاويين 12/1-5). أما عقوبة الدورة الشهرية فهي العزل التام وتحريم حتى لمس المرأة في تلك الفترة وتوصف بأنها نجسة وكل ما تلمسه نجس ( أنظر لاويين 15/19 – 22). ويلخص سليمان الحكيم أمر المرأة في التوراة بقوله ( فجلت بقلبي لأعلم وأبحث وألتمس الحكمة وحقيقة الأمور، لأعلم أن الشر جهل والجنون غباوة. فوجدت أن ما هو أمر من الموت، المرأة، لأنها فخ، ولأن قلبها إشراك، ويداها قيود. من كان صالحاً أمام الله ينجو منها. وأما الخاطئ فيعلق بها – الجامعة 7/25 – 26).
وكانت اليهودية هي أول من حجب المرأة منطلقاً من فكرة تأثيم حواء التي ساقت آدم إلى الخطيئة، فكانت المرأة الجسد الآثم والرجل هو روح الإله وصورته الكاملة ولا تصلح المرأة أن تمثل أمام الله إلا مع زوجها لأنه رأسها وعليها أن تغطي رأسها لأنه مشوه وناقص.
والآن دام عزكم أيها الأفاضل الكرام ..هل يمكنكم العثور على تسيبي ليفني داخل التوراة؟ أم بإمكانكم الآن أن تصفوها بأنها خارجة عن دينها وعدوة لبني جلدتها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق