الأربعاء، 26 يونيو 2019

كوكب المريخ في خريطة ميلادك الفلكية .. ما الذي يشكل دوافعك ويحرك طاقتك؟



إعداد: أمنية طلعت


كل واحد منا لديه شيئ يدفعه للأمام أو يلهمه كي يتخذ موقفاً وغالباً ما نختلف عن بعضنا البعض في الطريقة التي نتفاعل بها مع الحدث. هذا ما يحدده موقع كوكب المريخ من الخريطة الفلكية لميلاد كل واحد فينا. فالمريخ هو الذي يجعلنا نتحرك للأمام.
يمثل المريخ في الفلك طاقتك ودوافعك، فمن خلال موقع المريخ نعرف كيف ستتخذ مواقفك، فالمريخ هو المحارب الموجود داخلنا ويوضح كيف تظهر روح المحارب فيك.
غالباً ما يفكر الناس في المريخ بالترادف مع كوكب الزهرة، والاثنان يمثلان الين واليانج "طاقة الأنثى والذكر". المريخ لا ينتظر حدوث الأشياء فهو الذي يحدثها، أما فينوس "الزهرة" فيتيح لكل شئ أن يأتي إليه. كوكب الزهرة ينتظر بينما المريخ يبدع ويفعل.
لماذا يجب علينا أن نعرف مكان المريخ من خريطتنا الفلكية؟
عندما تفهم كيف يعمل المريخ لديك ستعرف أفضل طريقة لاتخاذ المواقف التي ترغب فيها. يمكنكم أن تتعلم كيف تتحكم في طاقتك وما يسوقك في الحياة وبالتالي تستخدمه لصالحك. عندما تعرف كيف تعمل طاقتك، ستعرف كيف تستغلها للحصول على طاقة أكبر لإنجاز المزيد من الأعمال ولتكون أكثر نشاطاً في الحياة.

يحكم المريخ أيضاً في علم الفلك الحزم وكيف تدافع عن نفسك وعن ما ترغب فيه ومن ثم يتجه نحوه. المريخ لا يحتاج إذناً ولا حتى يسأل فهو يذهب فوراً نحو ما يريد! هذا يعطي المريخ روحاً رائدة وإرادة لتمهيد الطرق الجديدة.
إذا كيف يعمل مكان المريخ في خريطتك الفلكية لصالحك؟

يجب أن تحصلوا على خريطتكم الفلكية التفصيلية لمعرفة موقع المريخ لديكم أولا


 المريخ في برج الحمل
يحكم كوكب المريخ برج الحمل بشكل طبيعي، وبالتالي المريخ قوي في برج الحمل الناري ويجعل طاقتك ودوافعك قوية جداً. أنت تشعر بأنك مدفوع باتخاذ المواقف التي تخدمك أو التي تسمح لك بالشروع في طريق جديد.
أنت تشعر بالإثارة مع البدايات الجديدة ولا تحب الانتظار طويلا قبل اتخاذ أي موقف.
النصيحة:
عود نفسك على دراسة أي شئ قبل الشروع فيه ولا تجعل حماسك المتقد يفسد عليك مشاريعك ومواقفك.


المريخ في الثور
المريخ في برج الثور الصبور يعني أن طاقتك تحترق بطيئاً. أنت تستهلك وقتاً طويلاً في حين يجب عليك أن تبدأ فوراً، فأنت تحتاج أن تثق أولا في التصرف الذي يجب عليك اتخاذه، لكن بمجرد أن تتخذ موقفاً وتتصرف على أساسه فسوف تلتزم به للنهاية مهما كانت الصعوبات. هذا يسمح لك بأن تنجز المشاريع الكبيرة عندما تركز عليها، ولكنه أيضاً يجعلك تتورط في أشياء يجب عليك تركها.
النصيحة:
تعلم كيف تترك الأشياء التي لا تعمل لصالحك مهما كان القرار الذي اتخذته



المريخ في الجوزاء
الجوزاء هو برج العقل، وبالتالي المريخ في الجوزاء يستجلب الكثير من الطاقة العقلية. يبدو الأمر وكأن الأفكار لا حدود لها، فأنت باستمرار ترغب في التركيز على شئ جديد لتسلي عقلك المتقد، وبإمكانك أن تكون متكلماً إلى ما لا نهاية خاصة عندما تكون مضغوطاً أو متشوقاً لفعل شئ ما. يمكنك القيام بالكثير من المشاريع الصغيرة والأعمال لإخراج الكثير من الأفكار إلى الواقع ولكنك تشعر بالملل بسرعة أيضاً.
النصيحة:
حافظ على التنوع الصحي لتتجنب الملل وتشتت العقل. واشغل نفسك باستمرار لتقضي على الملل.





المريخ في السرطان
السرطان هو برج المشاعر، وبالتالي فعندما يقع المريخ في السرطان يعني أنك عندما تشعر بشئ بقوة سوف تتخذ موقفاً وأن المشاعر لديك هي المحفز للفعل. قد يكون هذا إيجابياً أو سلبياً وهذا لا يعتمد على المشاعر في حد ذاتها ولكن يعتمد على القرارات التي بإمكانك اتخاذها وكيف ستشعر بالدعم في حياتك.
حتى الغضب الشديد والكراهية والغيرة والحزن يمكنها أن تتحول إلى شئ مدهش من أجلك.
النصيحة:
أن تحتاج إلى إبعاد مشاعرك عن التحكم في الأحكام التي تصدرها وأن تطور أهدافك.





المريخ في الأسد
الأسد برج شديد الإبداع، وبالتالي الحصول على المريخ في الأسد يجعلك شخصاً فائق الإبداع، وأفعالك كلها مغلفة بشكل إبداعي. أنت ترغب في أن تبدع وهذا بإمكانه أن يحدث بشكل مهني في الفن والهوايات أو حتى مع الأطفال.
ربما تشعر بأنك أكثر نشاطاً عندما يهتم بك الآخرون ويثنون عليك، وربما تشعر بأنك مدفوع لإنجاز الرغبات المرتبطة بالإيجو الخاص بك.
النصيحة:
أن تحتاج إلى الصبر على الأشياء حتى ترى إلى أين تذهب بك؟






المريخ في العذراء
العذراء هو برج العمل، وبالتالي المريخ في العذراء يعني أنك شخص مدفوع بإنجاز الأعمال، ربما تكون مضغوطاً بجدول أعمال طويل عليك إنجازه، من ثم تقوم بوضع الخطط والجداول الزمنية لتنجز بعضها وتحافظ على الروتين حتى لا يقع ذلك مرة أخرى.
وكلما أنجزت من أعمال تشعر بالطاقة كي تنجز المزيد، فأنت تظل مستمراً في العمل.
النصيحة:
أنت تحتاج إلى تنظيم أوقات الراحة خاصتك حتى لا تسقط منهكاً أو تتعرض للحالات العصابية الشديدة.





المريخ في الميزان
الميزان هو برج العلاقات، وبالتالي الحصول على المريخ في الميزان يمكن أن يبين أنك تمتلئ بالطاقة والنشاط عندما تكون مع الآخرين، أو أن تكون في علاقة مع شريك أو تركز على علاقاتك. كلما كانت علاقاتك بالآخرين جيدة كلما اشتعلت طاقة ونشاط.
إذا كنت فاقد للاتزان أو محاط بعلاقات غير متكافئة فطاقتك ستنطفئ. بما أن الناس مهمين بالنسبة لك، فبإمكانك أن تتخذ موقفاً عندما يتطلب الأمر مساعدة شخص ما أو مساندة شخص آخر.
النصيحة:
إحرص على أن تحيط نفسك بالأشخاص الملهمين والإيجابيين.






المريخ في العقرب
العقرب محكوم في الأصل من قبل المريخ قبل أن يظهر بلوتو ليحتل مكانه، بالتالي يمكن للمريخ أن يكون قوياً في العقرب تماماً مثلما هو في الحمل. وعلى عكس الحمل فالعقرب ليس مندفعاً، لذلك فالمريخ في العقرب يمكنه أن ينجز الواجبات المطلوبة قبل أن يقفز نحو شئ آخر، يمكنك أن تركز فيما ترغب في إنجازه بعمق، وهذا يسمح لك أن تغوص في أعماق أي شئ، ولكن يمكنه أن يجعلك مهووساً بهذا الشئ.
النصيحة:
تعلم أن تحافظ على مسافة بينك وبين كل شئ ولكن لا تفقد حماسك فهذا جزء مما يمنحك الإرادة القوية.





المريخ في القوس
القوس يحب المغامرة، وبالتالي المريخ في القوس مدفوع بالتجارب الجديدة، إذهب إلى الأماكن الجديدة، قابل أناساً جدداً وتعلم أشياءً جديدة.
موقع المريخ في القوس يدعو إلى التفاؤل ويحب الحرية، ويلتزم بأي تحدٍ لفترة طويلة. يمكنك أن تكون تلميذ العالم النجيب وتحصل على الكثير من الحكمة نتيجة تجاربك الكثيرة، وأنت في أتم الاستعداد أن تشارك تجاربك مع الآخرين.
النصيحة:
ينقصك الدافع للانغماس في أي شئ جاد وتحب التركيز على الأنشطة الممتعة والمبهجة، وبالتالي علم نفسك الصبر على المهام الجادة والروتينية.






المريخ في الجدي
الجدي يحكم الأهداف، وبالتالي المريخ في الجدي يميل لأن يكون طموحاً ومدفوعأ بإنجاز الأهداف. ربما تكون متحكماً تماماً في طاقتك، منضبطاً جداً وفي غاية التركيز، وهذا يساعدك على الفعل.
يمكنك أن تنظر إلى القطع المتفرقة وتفكر كيف يمكن تجميعها، ويمكنك أن تضع الخطط طويلة الأمد والتي تتميز بأنها عملية وواقعية. هذا يساعدك على تحقيق الكثير في الحياة.

النصيحة:
احتفظ بمشاعرك لنفسك وانفتح على الآخرين فهذا سيساعدك عندما تواجه الانتكاسات وبالتالي لا تقع فريسة لليأس.





المريخ في الدلو
الدلو برج مستقل في الأصل، وبالتالي المريخ في الدلو مهمته أن يجدد الأشياء أو يفعل الأشياء بطريقة جديدة وغير اعتيادية وغير تقليدية. تشعر بطاقة كبيرة عندما تكون مستقلاً ومتاح أمامك فرصة اكتشاف المختلف والأمور غير الاعتيادية.
قد يبدو مظهرك كسولاً لأنك تستطيع الاحتفاظ بهدوئك مهما كنت متحمساً.
النصيحة:
أنت تنزعج عندما تكون مطالباً بأن تركز على الأهداف المستقبلية الحياتية، والتي قد تكون مهمة بالنسبة لك أيضاً، لكنك تكره القيود، لذلك عليك أن تتعلم توسيع خطاويك لتشمل كل ما هو مثير ومفيد أيضاً بالنسبة لك.



المريخ في الحوت
الحوت برج مائي متقلب ما يجعل الاستقرار أمراً صعباً جداً، وبالتالي فالمريخ يسبب أوقاتاً صعباً عندما يتحكم في الأفعال. أنت مدفوع بالحدس وبمشاعرك الداخلية الغامضة والطاقات الدقيقة في كل مكان من حولك. قد تشعر أنك مدفوعاً بشدة للشروع في أنشطة روحية، وأن تتواصل مع نفسك الروحانية التي يمكنها أن تساعدك على الشعور بالحيوية في الحياة. الطاقة التخيلية قوية جداً لديك وبالتالي يمكنك أن تكون شخصاً مبدعاً جداً.
النصيحة:
أن تشعر دائماً بأنك مدفوع نحو مساعدة الآخرين أكثر من مساعدة نفسك ولذلك عليك أن تتعلم كيف توازن الأمر وألا تنسى نفسك.


ملخص الفكرة
الفهم الكامل لكوكب المريخ وموقعه من خريطة ميلادك يساعدك على اكتشاف محفزاتك في الحياة وكيف تحصل على طاقتك؟ فموقع المريخ من خريطتك الفلكية يظهر لك أين وكيف تتخذ المواقف بمساعدة المحارب المستقر داخلك.


يمكنكم اعداد خريطتكم الفلكية من خلال هذا الموقع:

https://astro.cafeastrology.com/natal.php

تانيا صالح .. 25 عاماً من تطوير الغناء ومازال هناك جديداً في الأفق

الفنانون أصحاب المواقف هم الذين يلفتون نظري منذ البداية ولذلك كان هدفي أن أنتمي إليهم

 لم يكن سهلاً أن ألحن كلماتي فنحن نحتاج إلى الرجال في النهاية

 لم يخطر ببالي أن أكون مطربة وبدأت بدراسة الفن التشكيلي لأنه بوابة كل الفنون 



حوار: أمنية طلعت 


يمكننا بكل أريحية أن نطلق عليها لقب فنانة شاملة، فشمول الفن لا يعني بالضرورة ما هو شائع عنه (تمثيل ورقص وغناء) بل أن يكون الإنسان في داخله حاملاً لمعنى قيمة الفن ودوره في الحياة وأن يكون عطاءاته الفنية متعددة، وهذا ما ينطبق على الفنانة اللبنانية تانيا صالح، فهي مؤلفة أغاني وفنانة تشكيلية ومغنية، يعود إليها مع عدد آخر من الموسيقيين تطوير الأغنية العربية وتغليفها بثوب عصري يجمع بين الموسيقى العربية الأصيلة وألوان أخرى من الموسيقات العالمية، مثل الجاز والروك وغيرها، وقاموا بعمل نقلة للأغنية العربية بعد جيل الرواد بحيث تعبر عن مجموع المشاعر الإنسانية بعيداً عن آهات الحب وعذاباته، لتعبر عن الحالة الاجتماعية للمواطن العربي وعلاقته بالسياسي والاقتصادي سواء داخلياً أو خارجياً.
ترفض تانيا اسم موسيقى "الأندر جراوند" وترى أنها مستعارة من الغرب حيث نشأت الفرق الجديدة بعرض فنونها في محطات مترو الأنفاق وهو ما لم يحدث في الوطن العربي، ولذلك فهي تفضل اسم الموسيقى الحديثة أو المعاصرة، تتحدث تانيا عن الدوافع التي قادتها إلى هذا النوع من الغناء فتقول:
كنت صغيرة في العمر عندما بدأ عشقي للموسيقى، وكنت أنتمي لعائلة تستمع لأنواع مختلفة من الموسيقى، فقد كانوا يسمعون الطرب العربي سواء كان من إنتاج لبنان أو مصر أو أي دولة عربية أخرى، ولكنهم كانوا أيضاً يسمعون الموسيقى الفرنسية التي تنتمي إلى ستينيات القرن العشرين والتي كان فيها فنانون يكتبون كلمات الأغاني ويلحنونها، مثل جورج برساس وبريل وبربارا وغيرهم، وعندما بدأت أنا في سماع الموسيقى التي أحبها انتقلت لأسمع كل ما يُنتج في إنجلترا وأمريكا، وكل الفرق التي كتبت عن الوضع العالمي، مثل البيتلز وكوين وبوب ديلان وبينك فلويد وغيرها، وما كان يجذب أذني أكثر الفنانون الذين يكتبون كلمات أغانيهم ويلحنوها ويغنوها لأنهم بالنسبة لي كانوا الأقوى في توصيل رسائلهم إلى الجمهور ولديهم خطة ولا تتحكم فيهم شركات الإنتاج بتوليفة موسيقية محددة، وقد كانوا يدفعون ثمن أفكارهم بالاضطهاد والفقر، ونحن لدينا زياد رحباني الذي كنت أحلم بمقابلته وأنا صغيرة، وكنا كلنا في لبنان ننتظر كل ما يقدمه حتى في برامجه بالراديو لأنه كان أكثر وعياً سياسياً.


تستدرك تانيا وتكمل: وأنا صغيرة لم يكن حلمي هو الغناء، فلقد كنت أتعلم الرسم وأدرس الفنون وتاريخها ومدارسها ولكنني كنت أتأثر بكل أنواع الفنون (المسرح والسينما والموسيقى والفن التشكيلي)، فكنت محتارة إلى أي فن سأنتمي؟ فقررت أن أدرسم رسم لأن الفن التشكيلي في رأيي هو المدخل لكل الفنون، وفي نفس الوقت درست إعلانات لأن الفن وحده لا يؤمن حياة اقتصادية مستقرة وكنت أحب الإعلانات لأنها تعرفنا على المجتمع الفني بكل مجالاته من مصورين لممثلين لإعلاميين، وبالفعل بدأت أكتب دعايات مغناة لإعلانات الراديو ودخلت الاستوديو لغناء الإعلانات من باب التسلية وكذلك كنت أرسم الإعلانات للصحف ويافطات الشوارع، فمديري وقتها بشركة الإعلانات لفت نظري لأنني يجب أن أكتب أغاني ولا أتوقف عند حدود الدعايات لأنها في النهاية تموت. أثناء ذلك كنت أعمل في مسرحيات زياد رحباني ككورال، فكنت بالنهار أعمل في الإعلانات وبالليل أشتغل بالمسرح، فعرفت ماذا تعني كلمة مسرح (إضاءة وصوت وتمثيل لايف)، إضافة إلى خبرة التعامل والتواجد داخل تجربة زياد نفسها التي أعتبر تجربتي امتداد لها.
-         لكن تجربتك الموسيقية والغنائية أنت وريم بنا رحمها الله، تختلف كثيراً عن زياد رحباني؟!
بالطبع، لكن جيلي تربى على انفتاح زياد رحباني على الموسيقات الغربية بعيداً عن الكلاسيكيات التي تأثر بها جيل الرواد سواء في مصر أو لبنان، كما أن الموضوعات التي تناولها في أغانيه وتعبر عن تأثر الحياة الشخصية للإنسان العادي بالقرارات السياسية والنزاعات الطائفية ببعد نفسي وفلسفي قصت الشريط لجيلي كي ينفتح على موضوعات أكثر جرأة وذاتية، كما أن موسيقى زياد تتأثر بألوان الموسيقى قي الستينيات والسبعينيات، بينما عبرت أنا وجيلي عن موسيقى الثمانينيات والتسعينيات التي تشبه حركتنا الأسرع ربما أو المتجاوزة لكل التحفظات السابقة على استخدام الجاز والروك والميتال والبوسا نوفا والفانك ودمجها بالدبكة والموال.


-         كلمات الأغاني التي تؤلفينها ذات عمق إنساني بليغ وممزوجة بالسخرية الهادئة والموجعة رغم الابتسامة، كيف تجدين موضوعات أغانيكي؟
من المجتمع الذي أعيش فيه، سواء مجتمعي الضيق داخل لبنان أو مجتمعي الواسع العربي، فجيلي مثلاً نشأ في الحرب الأهلية وتطاحن الطائفية وفجأة أغلق أحدهم زر الحرب دون الاعتبار لآلاف الأرواح التي راحت ودون حل للمشاكل الطائفية التي مازالت موجودة بين طبقات الشعب اللبناني المختلفة، ولم يخبرنا أحد لماذا أشعلوا الحرب ولماذا أطفأوها، ومن تطاحنوا أمس على أرواحنا وضعوا أيديهم في أيدي بعضهم البعض على حساب مصالحنا، وهذا هو الوضع الذي أعيشه وأعبر عنه طوال الوقت، إضافة إلى القضية الفلسطينية التي تعد قضيتنا المحورية رغم كل شئ يحدث الآن.

-         لكن أغنية "بلا من نسميه" مثلاً فيها بعد عالمي له علاقة بضياع الهويات الثقافية أمام عجلة الرأسمالية العالمية؟!
هذا ما ترينه أنت وربما غيرك من الجمهور ولكن أنا ألفت هذه الأغنية لسبب أبسط من ذلك بكثير فلقد كنت في بداية زواجي وفوجئت بأنني حامل، وهذا ما لم يكن في حسباني، فأنا وزوجي حينها لا نملك شيئاً ومازلنا نخطو خطواتنا الأولى في الحياة، والأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان محبطة ولا أفق لأي مستقبل معتدل لأطفال، حينها كتبت أغنية "بلا ما نسميه" وكان الموسيقار شربل روحنا يمر بظروف مشابهة وينتظر مولوداً أيضاً، فاستطاع أن يعبر ببلاغة عن روح الكلمات.
المدهش بالنسبة لتانيا صالح أنها تعتبر شركة إنتاج متكاملة، فهي تصمم أغلفة ألبوماتها ودعايات حفلاتها، تبتسم تانيا وتعلق: مؤخراً بدأت أسند التصميمات للشباب الذين أرى فيهم إمكانيات فنية وأفكار معاصرة لامعة، لكن نعم؛ أنا التي تكتب أغانيها وتغنيها وتصمم أغلفة ألبوماتها ودعايات حفلاتها، لا يوجد من يساعدني في لبنان ولكن لدي من يساعدني في القاهرة وهي ريهام الشناوي.
-         لماذا لم تلحني أغانيكي أيضاً؟
في النهاية أنت لا ترغبين في إثارة الأزمات من حولك وأنا امرأة تعمل في مجال يسيطر عليه الرجال ولابد أن أستعين بهم في شئ، فتركت لهم التلحين، كما أنني غنيت لمؤلفين كبار أيضاً مثل صلاح جاهين الذي ورثت عشقه من عائلتي، وكذلك العظيم بيرم التونسي.
-         لديك تجربة مميزة مع المخرجة اللبنانية العالمية نادين لبكي في فيلمي (سكر نبات) و (هلأ لوين) حيث كتبت كلمات الأغاني ولكنك لم تغنها، لماذا؟
علاقتي بنادين كانت من فترة طويلة عندما شاهدت بعض الكليبات التي أخرجتها فسألت عنها فورا لأني وجدت شيئاً مميزاً لديها وتنبأت بأن تحقق نجاحات تتخطى حدود لبنان إلى العالمية، ولذلك كان تعاوني الأول معها في إخراج أغنية "بلا ما نسميه"، وعندما كانت تجهز لفيلمها "سكر بنات" ألف أغنية "مرايتي يا مرايتي" وهي الأغنية التي تلخص حالة شخصيات الفيلم، أما في فيلم "هلأ لوين" كتبت أغاني الفيلم بالكامل "حشيشة قلبي" و "كيفو ها الحلو" و "يمكن لو" ولم أغنيها للأسف في الفيلم لأن مدير أعمالي كان يرى أن هذا لا يتناسب مع مكانتي وأنه يكفيني أن يوضع اسمي على تأليف الكلمات، ولكنني أغني الأغنيات كلها في حفلاتي بنفسي.
-         أنت على الساحة منذ 25 عاماً الآن، كيف تقيمين مشوارك الفني؟
عندما بدأت لم يكن هناك جمهور لنوعية الموسيقى والأغاني التي أقدمها أو كان جمهوري يقتصر على المثقفين، الآن وأنا أبلغ من العمر خمسين عاماً أصبح لدي جمهوراً كبيراً في مصر ولبنان وحتى المغرب التي كانت مفاجأة لي أن يطلبوني لإحياء حفل هناك، وهذا ما يفتح شهيتي لتكملة الطريق وتقديم أفكار وموسيقى مختلفة وجديدة، فالفن كان هو هدفي من البداية ومازال هو هدفي حتى الآن.

تم نشر الحوار في جريدة القاهرة عدد 11 يونيو 2019 

السبت، 15 يونيو 2019

المسرحية التونسية "قمرة 14" .. محاورة بين الماضي والحاضر من أجل المستقبل






يلعب نص "قمرة 14" التونسي والذي عُرض في القاهرة على خشبة مسرح السلام ضمن عروض المهرجان العربي للمسرح في دورته الحادية عشر، على تيمة استحضار الشخصيات التاريخية التي أثرت في الوطن والدخول معها في جدال حول السبيل إلى الخروج من المأزق السياسي الراهن، حيث شخصية الباهي التي تجد نفسها محتجزة داخل مكتبة كبيرة، فهو يحب الكتب والقراءة لكنه لا يرغب في أن يبيت ليلته داخل المكتبة، ويحاول أن يستجدي الزاهي أمين هذه المكتبة حتى يسمح له بالخروج، لكن الزاهي يمنعه بحجة الاضطرابات التي يشهدها الشارع وأن عليه أن يبقى بين الكتب التي يحبها، لكن الباهي يستمر في استجدائه فهو يخاف من المبيت وحده وسط كل هذا الكم من الكتب.


أثناء الاستجداء المستمر يبدأ الباهي في مشاهدة أطياف لامرأة ترتدي ملابس خضراء وتدور في حركة صوفية وكأنها تمثل استهلالاً لظهور تلك الشخصيات التاريخية التي تتجسد لهذا المواطن التونسي المعاصر، والتي على الرغم من انتمائها إلى أزمان مختلفة، إلا انها جميعاً تشترك في كونها رموزاً للمقاومة والتمرد على القوالب الاجتماعية الجامدة، حيث واجهوا جميعاً الطغيان الممثل في الساسة أو الاستعمار.


تظهر في البداية شخصية عائشة المنوبية التي عاشت في العقد الأخير من القرن الثاني عشر والنصف الأول من القرن الثالث عشر، وكانت بنتاً من بنات الشعب نذرت نفسها للعلم والمطالبة بالحرية، ما جعلها تتعرض للكثير من الافتراءات والادعاءات في زمن لم يكن للمرأة فيه أي حق، ويبدأ الباهي في مواجهتها بما تعرضت إليه من شائعات لترد عليه وتؤكد أنها لم تهدف إلا إلى الإصلاح الديني وحرية الوطن، وانها لم تجد سبيلاً إلى ذلك سوى الانغماس في الصوفية، ما جعلها تشتهر بين العامة لتستحوذ على قلوبهم ومن ثم يخلدها التاريخ.


يظهر بعد ذلك للباهي شخصية منصور الهوش، وهو من فرسان تونس النبلاء الذين حاربوا الاستعمار الفرنسي حيث هاجر إلى ليبيا كي ينظم عمليات فدائية تقاوم الاحتلال، ويؤكد الهوش أنه لم يجد سوى السلاح سبيلاً للتغيير والمقاومة وتحقيق الحرية وإصلاح الوطن، لكنه أنهى حياته منفياً في الصحراء.


يحتدم الجدل بعد ذلك عندما يظهر خير الدين باشا الذي ظهر في القرن التاسع عشر والذي يرى ان السبيل الوحيد للتغيير يكمن في الإصلاح الدستوري والإداري، ويؤكد للباهي أن طريق السلاح والدم مهما كان عدالة قضيته مرفوض.


تتداخل الشخصيات الثلاثة بعد ذلك في جدالها مع بعضها البعض ومع الباهي المواطن التونسي المعاصر، الذي يشعر بالدوران وهو لا يعرف كيف يجيبهم عندما يسألونه: أين ثورتكم؟، وبعد حوار ونقاش حاد وطويل يتوصل الجميع إلى أن الجميع يحبون الوطن وأن السبيل الوحيد للخلاص يكمن في الوحدة، هذه الوحدة التي قد تجلب النور وترشد الناس نحو ثورة مكتملة تنتج مستقبلاً منيراً وحياة كريمة لكل المواطنين.


على الرغم من تقليدية الفكرة التي قُدمت كثيراً من قبل على خشبات المسارح العربية وفي الدراما التلفزيونية والسينمائية وكذلك في الإنتاج الأدبي، حيث استدعاء التاريخ في مواطن القوة والحضارة كي نقيمه ونقارن بينه وبين عصرنا الراهن في محاولة لوصل الماضي بالحاضر، إلا أن مؤلف النص بوكثير دومة والمخرجة دليلة مفتاحي قدماه في قالب عصري خفيف يستخدم سينوغرافيا تحمل الكثير من المتعة في طياتها، فنحن نشاهد أعمدة وخلفية صماء يتم تغيير الصور عليها عن طريق الفيديو بروجيكتور، حيث نراها في البداية وكأنها أبواب ونوافذ توصد في وجه المواطن التونسي المعاصر وبعد ذلك تتحول إلى أرفف مكتبات عملاقة لتوحي للمشاهد بأن الباهي قد حُبس داخل مكتبة عامة ضخمة.


استخدمت المخرجة أيضاً إضاءة خفيفة توحي بالعالم السحري الذي تدور فيه أحداث المسرحية، كما أن تجسيد شخصية الزاهي أمين المكتبة في شكل أشبه بالمهرج أعطى الإحساس بفكرة البهلوان الذي يضحك الناس لكنه يحمل داخله الكثير من الأسرار الموجعة والتي يقدمها لنا بشكل مضحك لكن هناك دمعة محبوسة في عينيه، وجاء تصميم الملابس للشخصيات الأخرى موفقاً حيث ارتدت شخصية المنوبية ملابساً تونسية تاريخية ذات بعد غرائبي، كما جاءت حركتها أيضاً أشبه بالشبح لتكمل الأجواء السحرية للحكاية.


كان أداء الممثلين جيداً، ولكن يحتاجون إلى التقليل من الحدة في الأداء خاصة شخصية الباهي الذي كان من الممكن أن يقدمها الممثل في رداء أقل صراخاً وعصبية، فنحن لا نحتاج إلى الصراخ المتصل كي ننقل الإحساس بالرعب والتوتر إلى المشاهدين، كذلك الأمر بالنسبة للممثلة التي أدت شخصية المنوبية، والذي كان أدائها تشنجياً في حين أنها تؤدي شخصية عالمة صوفية، فحتى لو كانت تؤدي دور شبحها فهي لا تحتاج إلى كل هذه الحركات العصبية المتشنجة.

المقال منشور في جريدة القاهرة في مايو 2019