الأربعاء، 31 مارس 2010

نبذة عن رواية " طعم الأيام"




تعد رواية "طعم الأيام" أول رواية مصرية تتناول فترة التسعينات من حيث رصد الأحداث التاريخية التي بدأت مع غزو العراق للكويت عام 1990 وما تبع ذلك من تصاعدات سياسية في الشارع المصري ممثلة في المظاهرات الطلابية التي اجتاحت جامعاة القاهرة وعين شمس وباقي الجامعات المصرية، ما أُعتبر في ذلك الوقت أول أكبر مظاهرة طلابية بعد سنين طويلة من الصمت الجامعي بعد فترة السبعينات. تنطلق أحداث الرواية بداية من هذه النقطة لتلقي الضوء على أحوال جيل التسعينات والتي ساهمت حرب تحرير الكويت وما تلاها من تفكك الموقف العربي في وقوعه في أزمة الهوية، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتمركز قوى العالم في جبهة واحدة " الولايات المتحدة الأمريكية" وتراجع الدور اليساري في الشارع المصري وتصاعد قوى التيارات الدينية.

تدور الرواية حول مجموعة من الشباب الذين يلتقون في الجامعة معبأين بالأحلام من أجل الوطن والرغبة في تغيير دفة التاريخ لصالحة، لكنهم يصطدمون بأرض الواقع الصلبة والتي تمثلها جهات الفساد التي تسيطر على مقدرات هذا الوطن. تلقي الرواية الضوء أيضاً على هذا الجيل الذي تربي على قيم الاشتراكية الناصرية وفكرة القومية العربية والوطن الكبير الواحد، حيث أن أبائهم ينتمون لجيل الستينات وحلم الوحدة العربية، لكنهم يفاجأون بأنها مجرد كلمات وأنه لم يبق شيئاً من هذا الحلم، بل أنهم يعيشون في عالم يتجه بكله نحو الرأسمالية واضمحلال قيمة الفرد في مقابل إعلاء قيمة المادة مهما كان مصدرها.

تناقش الرواية أيضاً فكرة الهوية من خلال شخصية فلسطينية ولدت وتربت في مصر ولا تعرف من هويتها الفلسطينية سوى وثيقة السفر المصرية، التي تقف عائقاً أمام أحلامها وطموحاتها، في حين أنها غير قادرة على الرحيل إلى ذلك الوطن الذي لا تعرف طريقاً محددا له. تنعطف الرواية أيضاً على أزمة العلاقات الدينية المسلمة والمسيحية وغياب قيمة المواطنة في مقابل الهوية الدينية.

لا تغفل الرواية أحداث كثيرة وتأثيرها على مقدرات ذلك الجيل، مثل سقوط برجي التجارة العالميين ومعاهدة أوسلو والتغير الكبير الذي نحت إليه القضية الفلسطينية، وما تلا ذلك من انشقاق في الموقف الفلسطيني والعربي. وتنتهي الرواية بالحدث الذي تتعامل معه على أنه بداية الانهيار الكبير ألا وهو سقوط بغداد في أيدي الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق