الخميس، 29 يوليو 2010

مازال شيوخ الاسترزاق يقتاتون على ذبح الفن المصري

مازال مشايخ النصب والاسترزاق، يقتاتون على الفن المصري. في الماضي...ليس بعيداً جداً. تطايرت الفتاوي الدينية من أفواه مشايخ، رسخوا لأنفسهم بين المصريين الطيبين، وروجوا لحرمانية الفن. تلاعبوا بألفاظ مثل العري والقبلات والمشاهد الساخنة في السينما، واتهموا الفنانين والفنانات بالزنا، بل ذهبوا إلى القول بأن كل تمثيل وغناء حرام. اعتزلت العديد من الفنانات مرتديات الحجاب، وعادت بعضهن إلى الحظيرة الفنية، ليعلن أنه تم دفع الأموال لهن حتى يعلن تبرأهن مما قدمن من فنون. فنانون آخرون، تم تمويل مشاريع إعلامية لهم، لإنتاج أوعية إعلامية ذات محتوى ديني وهابي، يروج لفكر التحريم والحجاب والفن الحرام، وإطلاق اللحية وقص الشارب، وغيره من قشور الإسلام، أو بدع الوهابيين.
تغير فكر المجتمع نفسه. أصبحت كل الراقصات عاهرات في نظر الناس، وكل فنانة داعرة حتى تتحجب وتعتزل. بل إن الفنانين أنفسهم اضطروا أن يركبوا الموجة، حتى لا يفقدوا أعمالهم وقبول المجتمع لهم، ورددوا أقول بلهاء مثل، السينما النظيفة! اضطرت فنانات مثل المخرجة إيناس الدغيدي، أن تعيش حياتها كلها بين قضايا التكفير والاتهام بالترويج للفسق وغيره. لكن الشهادة لله وحده، أن أمثال إيناس الدغيدي وغيرها، كانوا سبباً رئيسياً في أن لا يموت الفن المصري تماماً، لكن علينا أن لا ننكر، أنه ظل قابعاً في غرفة الإنعاش قرابة الثلاثة عقود على الأقل، ليبدأ في الانتعاش قليلاً قليلاً، مع منتصف التسعينات.
انساق المصريون وراء ترهات الفتاوي الوهابية، وساروا وراء المشايخ المصريين المرتزقة، الذي اقتاتوا على بيع ريادة مصر الفنية والثقافية، بأرخص الأثمان، حتى استيقظنا ذات يوم، لنجد أن السعوديين نهبوا تراثنا الفني والثقافي واحتكروه لأنفسهم، وأنهم سحبوا من أسفل أقدامنا ريادتنا الفنية والإعلامية، وأصبحوا هم الآن محتكري الإعلام العربي ورواده، وأصحاب أقوى شركات إنتاج سينمائي وموسيقي. من الذي اشترى تراث مصر السينمائي واحتكره في قنواته الشهيرة؟ أليس الأمير الوليد ابن طلال السعودي؟ من الذي احتكر الإنتاج السينمائي بعد ذلك؟ أليست شركة روتانا للإنتاج السينمائي؟ من الذي أنتج أول فيلم سينمائي سعودي؟ أليست نفس الشركة؟ من الذي احتكر المطربين المصريين والعرب في شركته للإنتاج الموسيقي، وكاد أن يتسبب في خراب بيت محسن جابر وشركة عالم الفن؟ أليس الأمير ابن طلال وشركته، روتانا للإنتاج الموسيقي؟ من صاحب أكبر وأقوى مجموعة تلفزيونات عربية الآن؟ أليس الشيخ السعودي الوليد الإبراهيمي صاحب مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط " إم بي سي"؟
بالطبع لا أنفي عنا التواطؤ مع الوهابيين ضد أنفسنا؟ مصر مليئة بالخونة والأرزقية، الذي سهلوا بيع تراثنا الفني من أجل حفنة ريالات. هؤلاء الخونة من مشايخ وإعلاميين ومثقفين، مازالوا يسيرون بيننا إلى اليوم، يركبون أفخر السيارات ويرتادون أفضل الأماكن ويعيشون في أرقى الأحياء والمنازل، بينما نحن نشقى بغبائنا واتباعنا لفتاويهم الممجوجة والعميلة. ما لا يعرفه بعضنا أيضاً، أن أصحاب تلك الفتاوي العظيمة يعيشون الحياة الفاسقة والماجنة بأدق تفاصيلها في قصور الأمراء العظام، بل بإمكانكم أن تتأكدوا، أنهم يمارسون تلك الأفعال، التي قد تقرأونها في ألف ليلة وليلة، وتتخيلون أنها ضرب من خيال المؤلف، أو حياة قديمة انتهت بتطور وتحضر الإنسان.
كنت أعتقد، أن فتاوي النصب والاسترزاق الخاصة بالفن، انتهت وعفا عليها الزمن، لكن فيما يبدو، أن مشايخ الاسترزاق، لم يهن عليهم أن يخرج الفن المصري من الإنعاش ويبدأ في تنسم بعض الهواء النظيف، فقد عاد أحد أكبر أساطين الاسترزاق الديني، الشيخ المزواج، الذي يجمع أربع زوجات على زمته، يطلق واحدة ليأتي بأخرى، وكله بالدين وكله بأمر الله. خرج هذا العفن، ليشوه سمعة الفن والفنانات المصريات من جديد، وتحدث من خلال قناته غير المعلوم مصدر الإنفاق عليها، مثلها مثل كل قنوات الاسترزاق الديني، ليتحدث عن الفنانات ويصفهن بأن كل رصيدهن الفني سرير وخروج عن الآداب العامة. يا شيخ يا مبجل، وما هو رصيدك أيها المزواج " بتاع النسوان والزواج العرفي" أليس سريراً أيضاً ؟ إن الفنانات المصريات أشرف منك ومن أمثالك.
أيها المرتزقة، يا من تبيعون الإسلام بالجملة والقطاعي. يا من حولتم مصر إلى مجتمع متطرف متوهبن، يصدر الظلام للمنطقة، بعد أن كنا رواد العلم والفن والثقافة والمعرفة. إرفعوا أيديكم العفنة، وتوقفوا عن فتاويكم القذرة، اتركونا نحيا من جديد، ربما استطعنا أن نلحق ما فات ونعود لنصبح منارة الكون من جديد.

الاثنين، 12 يوليو 2010

"سكينة محمدي" ...النساء ترجمُ بعضها بعضاً


فجرت قضية سكينة محمدي الإيرانية، قضية هامة في رأيي، على الساحة الشعبية للمسلمين في مصر، ذكوراً كانوا أم إناثاً. ألا وهي كمية الشر والعنف والاستعلاء بأي شيئ ديني، حتى لو لم يكن مثبتاً، أو حتى لو كان مخالفاً للنص الإلهي في القرآن.
قمت ببساطة شديدة ودون أدني تفكير، بالتوقيع على الالتماس الإلكتروني، المنشور على الإنترنت، والذي يطالب الحكومة الإيرانية بوقف تنفيذ حكم القتل رجماً، على امرأة أربعينية، لارتكابها إثم الزنى. صدر الحكم على سكينة رغم عدم اكتمال الشهود الأربعة ورغم إنكارها وفقاً للشرع، ورغم عدم ثبوت الأدلة المادية في القضية.
وقعت ببساطة ودون أدنى تفكير، لأن حد الرجم يهودي في الأساس ولا علاقة له بالإسلام، ولأنه أسلوب بربري في القتل لا يليق أبداً بقوم متحضرين، خلوقين. بل لا يليق تحديداً بالمسلمين، الذين أمرهم الله بأن يحسنوا ذبح البهائم، فما بالكم بالانسان؟. تحمست للقضية، نظراً لاهتمامي بكل ما له علاقة بالمرأة في العالم أجمع، فبدأت أروج للقضية في محيطي وأطالب الناس بالتوقيع على الالتماس، لانقاذ تلك المرأة من هذه الميتة البشعة، فكانت المفاجأة!
لم أكن أتوقع أبداً أن تتحمس النساء قبل الرجال، إلى رجمها!. بل إنهن لم يقرأن تفاصيل القضية والخبر الخاص بسكينة، والذي كان متداولاً في كل مكان عبر الإنترنت. لم يسمعنني حتى وأنا أشرح لهن أن السيدة بريئة أساساً، لم يلتفتن لي وأنا أقول لهن أن حد الرجم أصلاً، ليس إسلامياً وإنما يهودياً. ولأن النساء في الأغلب حتى لو كن جامعيات، جاهلات بكل شيئ فيما عدا فتاوي قنوات الرعب والإرهاب باسم الاسلام؛ اتهمنني بالترويج للفاحشة وأعطينني ظهورهن ثم مضين. جاء الدور على الرجال. بدأوا يستخرجون الأحاديث المختلفة، من كل حدب وصوب ليثبتن بها، أن الرجم حداً إسلامياً، وأن الزانية، يجب أن تُرجم فوراً، طالما شهد عليها أربعة شهود. لم يقترب أي منهم للقرآن الكريم. لم يحاول أبداً أي منهم أن يقول، قول الله وحكمه في الزانية والزاني على حد سواء، وعندما ذكرت لهم الآيات من سورة النور :
سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ. وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ.
هذا هو حكم الله في مرتكبي الزنى من الرجال والنساء، وليس النساء فقط. فسكينة محمدي المحكوم عليها بالرجم، لم نسمع عن شريكها. أين هو ؟ ما هو مصيره؟ هل تم تنفيذ حكم رجم عليه قبلها، أم أنه وكما يقول واقع حكم الملالي في إيران، موقعه في القضية، شاهد عليها فقط!!!!!!
أيها المروجون للرجم في مصر. إن الله أنزل كتاباً كاملاً غير منقوص، كي تكمله الأحاديث النبوية. لقد قال الله نفسه في كتابه العزيز " وما فرطنا في الكتاب من شيئ". لم يكن هناك آية تقر الرجم، ثم استنسخت، فاختفى المنطوق وبقى الحكم سارياً، كما يدعي بعضكم، لأنه لا يوجد دليل أبداً على أن تلك الآية وُجدَت من الأساس. وأقول لمن يرددون ما ذُكر للأسف في بعض كتب الحديث، قول عائشة، أن آية الرجم كانت موجودة ضمن صحف القرآن، فلما توفى الرسول عليه الصلاة والسلام، وانشغلوا في إجراءات دفنه، دخلت إحدى الدواجن فأكلتها: هل يمكن أن تكونوا أصحاب عقول وتصدقوا هذه الرواية من الأساس؟ . لقد قال الله في كتابه العزيز " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". هل يستطيع الله حفظ القرآن من البشر ومن أعداء المسلمين على مدار العصور، ويعجز عن حفظه من داجنة؟ ... " فرخة يعني؟". معقولة !!!!!!!!!!!!!
الاسلام من خلال كتابه المقدس " القرآن"، لم يفرق بين محصن ومحصنة أو غير ذلك. الحكم واحد على مرتكبي الزنا في كل الحالات، ألا وهو مائة جلدة غير مزيدة أو منقوصة. ثم إن الله كما هو واضح في الآيات، فتح باب التوبة لمرتكبي الفحشاء، فكيف يتوبوا وهم موتى؟ وكيف يمكن تطبيق حكم الله في آياته، بأن لا ينكح الزاني إلا زانية أو مشركة، والعكس صحيح، وهم موتى؟.
أما الأمر الوحيد المخصص للمتزوجين، واضح في قوله تعالى:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ.
كما هو واضح في الآيات؛ المسألة كلها يتم حلها بالشهادة أربع مرات من قبل الزوج والرضا بلعنة الله لو كان من المذبين، لتأتي الزوجة وتحلف أمام حلفانه بالعكس والرضا بلعنة الله لو كانت من الكاذبين أيضاً. هل هناك رحمة بعد هذا؟ لماذا ترتضون وترغبون في الإسلام قاسياً وبربرياً، بينما هو رحمة للعالمين؟
إن الرجم لمرتكبي الزنى من المحصنين، هو حكم توراتي، تسلل إلى الفقه الإسلامي واختبأ بين ظلال التفسير للقرآن. ينبغي إزالة هذا الحكم اليهودي من الفقه الإسلامي، حتى يزول التحريف عن مفاهيم القرآن، وتأخذ فاعليتها في الفقه الإسلامي.
كفاكم تحريفاً لإسلامنا। كفوا أيديكم عن دينكم. اتركوا القرآن يعلوا على خرافات ما عداه. وارفعوا أغلالكم عن رحمة الله كي تسري بيننا، لنتنفس رحيق الحياة التي وهبها الله لنا.
أمنية طلعت