الاثنين، 12 يوليو 2010

"سكينة محمدي" ...النساء ترجمُ بعضها بعضاً


فجرت قضية سكينة محمدي الإيرانية، قضية هامة في رأيي، على الساحة الشعبية للمسلمين في مصر، ذكوراً كانوا أم إناثاً. ألا وهي كمية الشر والعنف والاستعلاء بأي شيئ ديني، حتى لو لم يكن مثبتاً، أو حتى لو كان مخالفاً للنص الإلهي في القرآن.
قمت ببساطة شديدة ودون أدني تفكير، بالتوقيع على الالتماس الإلكتروني، المنشور على الإنترنت، والذي يطالب الحكومة الإيرانية بوقف تنفيذ حكم القتل رجماً، على امرأة أربعينية، لارتكابها إثم الزنى. صدر الحكم على سكينة رغم عدم اكتمال الشهود الأربعة ورغم إنكارها وفقاً للشرع، ورغم عدم ثبوت الأدلة المادية في القضية.
وقعت ببساطة ودون أدنى تفكير، لأن حد الرجم يهودي في الأساس ولا علاقة له بالإسلام، ولأنه أسلوب بربري في القتل لا يليق أبداً بقوم متحضرين، خلوقين. بل لا يليق تحديداً بالمسلمين، الذين أمرهم الله بأن يحسنوا ذبح البهائم، فما بالكم بالانسان؟. تحمست للقضية، نظراً لاهتمامي بكل ما له علاقة بالمرأة في العالم أجمع، فبدأت أروج للقضية في محيطي وأطالب الناس بالتوقيع على الالتماس، لانقاذ تلك المرأة من هذه الميتة البشعة، فكانت المفاجأة!
لم أكن أتوقع أبداً أن تتحمس النساء قبل الرجال، إلى رجمها!. بل إنهن لم يقرأن تفاصيل القضية والخبر الخاص بسكينة، والذي كان متداولاً في كل مكان عبر الإنترنت. لم يسمعنني حتى وأنا أشرح لهن أن السيدة بريئة أساساً، لم يلتفتن لي وأنا أقول لهن أن حد الرجم أصلاً، ليس إسلامياً وإنما يهودياً. ولأن النساء في الأغلب حتى لو كن جامعيات، جاهلات بكل شيئ فيما عدا فتاوي قنوات الرعب والإرهاب باسم الاسلام؛ اتهمنني بالترويج للفاحشة وأعطينني ظهورهن ثم مضين. جاء الدور على الرجال. بدأوا يستخرجون الأحاديث المختلفة، من كل حدب وصوب ليثبتن بها، أن الرجم حداً إسلامياً، وأن الزانية، يجب أن تُرجم فوراً، طالما شهد عليها أربعة شهود. لم يقترب أي منهم للقرآن الكريم. لم يحاول أبداً أي منهم أن يقول، قول الله وحكمه في الزانية والزاني على حد سواء، وعندما ذكرت لهم الآيات من سورة النور :
سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ. وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ.
هذا هو حكم الله في مرتكبي الزنى من الرجال والنساء، وليس النساء فقط. فسكينة محمدي المحكوم عليها بالرجم، لم نسمع عن شريكها. أين هو ؟ ما هو مصيره؟ هل تم تنفيذ حكم رجم عليه قبلها، أم أنه وكما يقول واقع حكم الملالي في إيران، موقعه في القضية، شاهد عليها فقط!!!!!!
أيها المروجون للرجم في مصر. إن الله أنزل كتاباً كاملاً غير منقوص، كي تكمله الأحاديث النبوية. لقد قال الله نفسه في كتابه العزيز " وما فرطنا في الكتاب من شيئ". لم يكن هناك آية تقر الرجم، ثم استنسخت، فاختفى المنطوق وبقى الحكم سارياً، كما يدعي بعضكم، لأنه لا يوجد دليل أبداً على أن تلك الآية وُجدَت من الأساس. وأقول لمن يرددون ما ذُكر للأسف في بعض كتب الحديث، قول عائشة، أن آية الرجم كانت موجودة ضمن صحف القرآن، فلما توفى الرسول عليه الصلاة والسلام، وانشغلوا في إجراءات دفنه، دخلت إحدى الدواجن فأكلتها: هل يمكن أن تكونوا أصحاب عقول وتصدقوا هذه الرواية من الأساس؟ . لقد قال الله في كتابه العزيز " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". هل يستطيع الله حفظ القرآن من البشر ومن أعداء المسلمين على مدار العصور، ويعجز عن حفظه من داجنة؟ ... " فرخة يعني؟". معقولة !!!!!!!!!!!!!
الاسلام من خلال كتابه المقدس " القرآن"، لم يفرق بين محصن ومحصنة أو غير ذلك. الحكم واحد على مرتكبي الزنا في كل الحالات، ألا وهو مائة جلدة غير مزيدة أو منقوصة. ثم إن الله كما هو واضح في الآيات، فتح باب التوبة لمرتكبي الفحشاء، فكيف يتوبوا وهم موتى؟ وكيف يمكن تطبيق حكم الله في آياته، بأن لا ينكح الزاني إلا زانية أو مشركة، والعكس صحيح، وهم موتى؟.
أما الأمر الوحيد المخصص للمتزوجين، واضح في قوله تعالى:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ.
كما هو واضح في الآيات؛ المسألة كلها يتم حلها بالشهادة أربع مرات من قبل الزوج والرضا بلعنة الله لو كان من المذبين، لتأتي الزوجة وتحلف أمام حلفانه بالعكس والرضا بلعنة الله لو كانت من الكاذبين أيضاً. هل هناك رحمة بعد هذا؟ لماذا ترتضون وترغبون في الإسلام قاسياً وبربرياً، بينما هو رحمة للعالمين؟
إن الرجم لمرتكبي الزنى من المحصنين، هو حكم توراتي، تسلل إلى الفقه الإسلامي واختبأ بين ظلال التفسير للقرآن. ينبغي إزالة هذا الحكم اليهودي من الفقه الإسلامي، حتى يزول التحريف عن مفاهيم القرآن، وتأخذ فاعليتها في الفقه الإسلامي.
كفاكم تحريفاً لإسلامنا। كفوا أيديكم عن دينكم. اتركوا القرآن يعلوا على خرافات ما عداه. وارفعوا أغلالكم عن رحمة الله كي تسري بيننا، لنتنفس رحيق الحياة التي وهبها الله لنا.
أمنية طلعت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق