الخميس، 2 سبتمبر 2010

صورة المرأة المغربية أم المصرية في الدراما!

السؤال الذي يراودني دائماً وسط الأجواء المتعصبة والمتزمتة في الشارع المصري والعربي عموماً هو: منذ متى نتعامل مع الدراما التلفزيونية أو السينما أو الغناء ...إلخ، على أساس أنها رسائل سب أو تشويه لشخوص بعينها؟ منذ متى ونحن نتعامل مع الفنان على أساس الشخصية التي مثلها في مسلسل أو فيلم؟ كيف وصلت الحالة العقلية المصرية والعربية إلى هذا المنحدر الفكري ؟ وأين كنا والعقول تذهب ولا يبقى سوى صوت الحمقى؟
الأزمة المفتعلة، للدفاع عن صورة المرأة المغربية، فتحت طاقة التساؤل في عقلي من جديد، وكذلك ساهمت في تداعي كافة التعليقات التي يبادر بها الأخوة العرب في كافة المواقع الاجتماعية العربية، لسب وتشويه المصريين جميعاً والنساء بشكل خاص. وسألت نفسي، لماذا لا أهتم بالرد على هؤلاء وسبهم بالمقابل، ولماذا أقول لنفسي دائماً أنهم مجرد حثالة لا يعبرون عن شعوبهم بالكامل؟ رغم أنني في الحقيقة لم يصادفني حتى الآن تعليق واحد محترم من قبل العرب يخص مصر والمصريين!.
لماذا لا نقوم نحن أيضاً بحملة ضد البلاد العربية، التي تتطاول علينا في كافة مواقعها الإلكترونية، وكذلك في منتجها الدرامي؟. فالمصرية في كافة أشكال الدراما العربية، يجب أن تكون إما معلمة في مقهى أو راقصة درجة عاشرة أو " خطافة رجالة" أو فلاحة ساذجة تثير الشفقة والضحك. ولماذا نذهب بعيداً، في رمضان الحالي تذيع قناة سما دبي، أوبريت عن رمضان، تمثل فيه امرأة إمارتية الجنسية دور مصرية، وقد تم مراعاة أن تكون تلك المرأة دميمة ومترهلة الجسد، ترتدي ملاية لف وتضع زينة رخيصة ومبالغ فيها بوجهها، تتحدث بأسلوب الحواري، وتسير تدفع الناس من حولها بيديها بأسلوب أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه متوحش. فهل هذا هو النموذج الذي من المفترض أن يمثل المصرية في أوبريت عن رمضان ويحتوي على جميع الجنسيات العربية؟ ولماذا تم تجسيد جميع الجنسيات العربية بأسلوب محترم وراقي ولم يتم عمل ذلك مع المصرية؟
مع ذلك ورغم استيائي من الأوبريت، قررت أن أتوقف عن مشاهدة تلك القناة ولم أحاول أن أنظم حملة أتهم فيها دبي والإمارات بتشويه صورة مصر والمصريات. إن موقف الحملة المغربية من " مسلسل العار"، والذي لا أشاهده بالمناسبة، ولكنني قررت أن أشاهد المشهد الذي أثار استيائهم، موقف الحملة من المسلسل، مجرد محاولة لحشر مصر في قضية لا ناقة لها فيها ولا جمل. فالمشهد قد نجد آخر مشابه له تماماً في دراما أخرى، لكن تجسد الدور امرأة مصرية. كم من مرة ظهرت المرأة المصرية في الدراما، في دور عاهرة ونصابة وقاتلة ؟ كم مرة تم شتم المصريات وسبهن في شرفهن على إثر الحوادث المنشورة في صفحات الحوادث المصرية والعربية، ولم نعتقد أو نفكر للحظة، أن المقصود من وراء كل ذلك تشويه صورة المرأة المصرية. إنها دراما وسينما وجرائد. وظيفة الدراما إلقاء الضوء على السلبيات لمعالجتها وفضحها، ووظيفة الجرائد أن تنقل لنا الأخبار بكافة أنواعها ومنها الحوادث، وذلك لزيادة الوعي لدى المجتمع.
إن صورة المرأة المغربية، لم يتم تشويهها في مصر بكل تأكيد، فالمكانة التي وصلت إليها سميرة سعيد وليلى غفران ومؤخراً جنات، لم تكن لتصلن إليها في أي مكان آخر غير مصر. المغربيات يعملن في مصر مدرسات للغة الفرنسية، ولا أعتقد أن هناك إيمان بمكانة المرأة المغربية العلمية، أفضل من الوثوق فيهن داخل المدارس وبين أبنائنا. السؤال الآن، وبعد هذه الأزمة المفتعلة التي كانت واحدة من الحملات الإعلامية العربية لتشويه مصر والمصريين، السؤال هو: ما هو موقف المغرب وباقي البلاد العربية، من مصر والمصريات؟ متى سيتوقف سيل السباب والشتائم الموجهة إلينا في كل مكان، خاصة وأن هناك قنوات تليفزيونية عربية، كرست ذاتها من أجل تشويه سمعتنا، وقلب الحقائق ضدنا.