الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الوجه العنيف للإسلام في أمريكا ...الأسباب والحلول

ترجمة : أمنية طلعت


عادت قضية "جوز بيمنتل" - أحد الأمريكيين المسلمين المتعاطفين مع فكر "القاعدة" والمتهم بالتآمر لتنفيذ هجوم انتحاري في نيويورك، - لتلقي الضوء على مسألة انبهار الأمريكيين المتحولين إلى الإسلام، بفكرة العنف أو ما هو معروف إسلامياً بالجهاد. هل هناك شيئ ما يكمن في عملية التحول الديني إلى الإسلام، تجعل المواطنين الطبيعيين ينقلبون إلى ملائكة موت؟

وكي نجيب على هذا السؤال دعونا نلقي نظرة على نموذج المتحولون إلى الإسلام في الغرب. في الجيل السابق يوجد لدينا نماذج متميزة للمتحولين دينياً مثل يوسف إسلام أو (كات ستيفن)، كذلك الشيخ حمزة يوسف أو (نجريد ماتسون) والذي أسس جامعة لعلوم الدين الإسلامي في أمريكا ومعروف بعلمانيته، وبالطبع أكثرهم نجومية محمد علي كلاي الملاكم الشهير. كل واحد منهم جلب موهبته غير الاعتيادية إلى الإسلام وقدم وجهاً حضارياً لفهم أفضل للدين بين المسلمين وغيرهم.

أما الجيل الأسبق فقد فعل نفس الشيئ، فبرغم أن هؤلاء المسلمين تحولوا عندما كانت القوى الإستعمارية الأوروبية تحتل وتحكم العالم الإسلامي، غلا أن رسالتهم دائماً كانت تقوم على التفاهم والاندماج داخل مجتمعاتهم. محمد أسعد ومارمادوك بيكثال قدما مثالين رائعين لذلك، فكليهما ترجما القرآن إلى الإنجليزية وبذلك سهلا التعرف على الدين الإسلامي لملايين الأوروبيين والأمريكيين الذين مازالوا يقرأون هاتين الترجمتين.

إذا ما الذي تغير اليوم؟ لماذا نرى عدداص من المريكيين المتحولين إلى الإسلام، يتآمرون ضد بلدهم أمريكا؟ من أجل أن أجيب على هذا السؤال، تنقلت مؤخراً وعلى مدار عام تقريباً بين الولايات الأمريكية المختلفة، يصحبني فريق من الباحثين، وقد قمنا بنشر ما توصلنا إليه في كتاب "رحلة عبر أمريكا"، من إصدارات 20المسلم الذي 10، وقد توصلنا إلى؛ ان المجتمع المسلم في أمريكا، يشعر بعظيم التقدير لكونه موجود في الولايات المتحدة الأمريكية ويحمل جنسيتها، لكنه في نفس الوقت يتشارك الإحساس بأنه تحت الحصار منذ حادثة 11 سبتمبر، فقد رأوا دينهم وثقافتهم وتقاليدهم تُهان ويُسخر منها بلا رحمة، إضافة إلى تأثرهم بالاعتداء على المساجد وعلى النساء الملتزمة باللباس الإسلامي.

المشكلة التي وقفنا عليها، لم تقتصر فقط على الإسلاموفوبيا المنتشرة بقوة، بل أيضاً - وهو ما أفزعنا- رأينا القيادات الإسلامية غير محددة الأهداف أو الاستراتيجية، فالقيادة المسلمة غالباً مقسمة على نفسها عرقياً وطائفياً وغير قادرة على خلق رؤية جمعية نقدمها للمجتمع في الولايات المتحدة. ونخص بالذكر القيادات الدينية التي فيما يبدو غير متواصلة مع بعضها البعض ولا مع البيئة الثقافية التي يعيشون فيها والتي تربى فيها الجيل الصغير من المسلمين.

وفي ظل غياب رسالة واضحة تؤكد السلام ووالتعاطف الذي يستقر في قلب الإسلام، ملأ الفراغ رسائل أخرى تركز على العنف والمواجهة والتي صدرت من قيادات إسلامية أخرة مثل أنور العولقي. وكي نلخص المسألة فقد أدى هذا إلى انقسام الشخصيات السياسية الأمريكية إلى فريق عدائي تجاه الإسلام وآخر مختلف معه. هذا المشهد المظلم يتأثر أيضاً بالتدخل الأمريكي السافر في كافة البلاد الإسلامية المنتشرة في أفريقيا وآسيا. فالحرب الأمريكية في أفغانستان تبدو وكان لا نهاية لها، حتى أصبحت حربها الأطول تاريخياً، ففي بلاد مثل باكستان وأفغانستان وصلت الكراهية لأمريكا إلى ذروتها.

في ظل هذه الجواء يتحول الشباب والفتيات الغربيين إلى الإسلام، مقارنين بين مفاهيمهم عن العدالة وحقوق الإنسان وبين المعاناة والظلم اللذين يعانيان منها المسلمون في بلادهم، ومع نقص الإرشاد الواضح من قيادات إسلامية محلية، حيث يتم إغرائهم دائماً برسالات رجال مثل العولقي. من هناك، الخطوة باتجاه التآمر من أجل تفجير قنبلة يعد أمراً بسيطاً.

ومن منطلق احتمال انزلاق شخص داخل الشبكة الإدارية لهذا الفكر، ويذهب بالفعل لتفجير قنبلة يقتل بها آلاف من المدنيين، قمنا بترشيح عدد من الخطوات التي نحتاج إلى تفعيلها بشكل عاجل، ومنها ربط القيادات الإسلامية بالأنشطة الثقافية والفكرية والسياسية والدينية في المجتمع، وذلك كي نقضي على عزلتهم داخل المجتمع، خاصة وأنه من الشائع في العالم الآن، أن الإسلام لا يتوافق والشروط المدنية والحضارية للحياة المعاصرة. إذا لم نقم بعمل ذلك فوراً، فسنقابل في المستقبل؛ عددا كبيرا من نموذج "جوز بيمنتل" يعملون على تفجير المجتمع.

دكتور: أكبر أحمد

رئيس قسم الدراسات الإسلامية في الجامعة المريكية بواشنطن
مترجم عن جريدة الواشنطن بوست

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

بشائر الاستقرار ..بورصة بخير وشعب يبحث عن أنبوبة غاز


نظراً لأن الشعب المصري هو آخر من يأتي في قائمة أولويات حكام مصر قبل ثورة 25 يناير وبعدها، في حين تأتي مؤشرات البورصة ومصالح رجال الأعمال والقوى العالمية في المقدمة، فقد ظهرت والحمد لله أولى علامات الاستقرار الذي يرجوه المجلس العسكري والولايات المتحدة والخليج والإخوان المسلمون لمصر، عقب مرور أول يوم من المرحلة الأولى للإنتخابات التشريعية، فقد استطاعت البورصة لأول مرة منذ ثورة 25 يناير أن تحقق أرباحاً كبيرة ويضيئ اللون الأخضر في مؤشراتها، في حين يدور المواطنون المصريون حول أنفسهم من أجل الحصول على أنبوبة غاز وإن وصل أحدهم إلى واحدة يدفع أربعين جنيهاً على أقل تقدير ثمناً لها. كذلك تمكنت الشرطة من استلام شحنة قنابل الغاز المسيل للدموع المستوردة، بعد أن تم القضاء على حركة التمرد وسط صفوف موظفي الجمارك.

الآن نستطيع أن نقول أن مصر بخير، خاصة بعد أن حقق رجال الشرطة والجيش إحكام سيطرتهم على اللجان الانتخابية في كافة الدوائر، ولم يحدث أي نوع من العنف، سوى بعض التجاوزات القانونية للأحزاب المختلفة، وصلت لأكثر من 1700 مخالفة، والتي تصدر مشهدها حزب الحرية والعدالة وحزب النور، في حين تركوا شوارع مصر تأكل بعضها بعضاً. اختفى رجال المرور من ما يقرب الـ 80% من شوارع القاهرة وتركوا سائقي السيارات يصارعون بعضهم البعض من أجل القيادة على الأسفلت المصري، كذلك تركوا المسيحيون يُقتلون وتُنهب محالهم التجارية في قرية الغريزات بسوهاج. وفي الوقت الذي اختفى فيه البلطجية تماماً جوار وحول اللجان الانتخابية، ظهروا في التحرير وحده، وتعرضت صيدليات ومستشفيات ميدان التحرير للنهب المنظم من قبل جماعات ادعت أنها تابعة إلى لجنة الإغاثة الخاصة بنقابة الأطباء وأخرى إدعت انها تابعة إلى الدكتور صفوت حجازي وترغب في إرسال الدواء والأجهزة الطبية لنصرة أخوتنا في السودان وغزة!  وعقب إغلاق اللجان الانتخابية وانتهاء التصويت الخاص بالمرحلة الأولى، عاد البلطجية إلى بقعة الضوء مرة أخرى وهجموا على المعتصمين في ميدان التحرير، مستخدمين قنابل المولوتوف وطلقات الخرطوش التي أصبحت بقدرة قادر في يد بلطجية، بعد أن كانت اللعبة الأثيرة في أيدي رجال الشرطة ...يا سبحان الله!.

مما سبق أوجه تحياتي إلى المجلس العسكري وفصيل الأخوان وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لأنهم تمكنوا بجهودهم المباركة أن يصعدوا بمؤشر البورصة إلى أعلى مستوياته، كذلك حققوا السعادة والأمان لكل أفراد الشعب الذي سيناله أكبر الحظوظ من قنابل الغاز، في حين سيمضي عمره كله يبحث عن أنابيب الغاز أو البنزين أو الأرز أو الزيت أو السكر أو يبحث عن وظيفة ومستشفى مناسب يعالجه وأسرته أومدرسة محترمة يعلم فيها أولاده أو شارع نظيف لا تحاصره فيه القمامة...الآن وقد وصلنا إلى الاستقرار العظيم واطمأنت قلوبنا على عودة أرصدة المليارديرات إلى الصعود في البنوك، هيا بنا ننام ودعوا المختلين عقليا والذين يُسمون أنفسهم ثواراً يتجمدون من البرد في التحرير، أو يذوبون مع المطر.






الاثنين، 21 نوفمبر 2011

"عضمة" يلقيها لنا العسكر ...قانون العزل السياسي


هل كان علينا أن نضحي بأكثر من 33 شهيداً وبعيون مالك مصطفى وأحمد عبدالفتاح وأحمد حرارة وغيرهم، وإصابة أكثر من ألفين مصري وطني بإصابات مختلفة وبالغة الخطورة، حتى يستجيب المجلس العسكري ويتعطف علينا ويوقع على قانون العزل السياسي لرجال النظام السابق؟

الإجابة " لأ" ... لم يذهب كل هؤلاء إلى ميدان التحرير ويتحملون العنف المتعمد من قبل أفراد الأمن المركزي وعناصر الشرطة على اختلافهم، وتُلقى بجثثهم جوار حاويات القمامة، من أجل تلك "العضمة" التي تلقون بها إلينا يا أيها السادة، بل ذهبوا من أجل تصحيح مسار ثورتهم التي قفزتم عليها وسرقتموها ولويتم عنقها من أجل الحفاظ على مصالحكم وأموالكم، لتعود ريمة لعادتها القديمة، ويبقى الشعب المصري كما هو، يعيش تحت خط الفقر وعلى الهامش في بلده.

قانون العزل السياسي، لم يكن سوى إجراء نطالب به حتى نضمن مصداقية الانتخابات التشريعية القادمة، لكنه وبعد ما حدث، لا قيمة له، لأن المطلب الحقيقي الآن، هو مجلس رئاسي مدني يقود مصر وشعبها في انتخاباته القادمة، وتحديد موعد أقصاه مارس القادم للانتخابات الرئاسية، وتنحي المجلس العسكري تماماً ونهائياً عن حكم مصر، فقد أثبت بالدليل القاطع أنه لا يصلح، واستقالة حكومة شرف الفاشلة والتي لم تجلب لنا سوى العار والتخبط وإحداث مهزلة كبرى على الساحة السياسية والاقتصادية المصرية.

نحن لسنا بالكلاب يا سيادة المشير لنفرح بالـ "عضمة" التي ألقيتها إلينا، نحن مصريون وطنيون نطالب بدولة مدنية عادلة تحقق التكافؤ والمساواة بين جميع أطرافها بغض النظر عن انتمائهم الديني أو السياسي أو العرقي، وكفانا ما أحدثته من عار بالمحاكمات العسكرية والفتن الطائفية وإقحام الدين في السياسة بواسطة جماعات مأجورة، وتعمد إحداث انفلات أمني في الشارع، وإطلاق بلطجية رجال مبارك علينا لزعزعة استقرارنا، والتباطؤ في الحكم على مبارك وعائلته ورجاله، وتعمد ضرب الاقتصاد المصري والسياحة المصرية بقرارتكم الخاطئة، وفتح الباب لمفسدين جدد كي يقتلوا حركة الإصلاح القادمة، وافتعال أزمات طائفية جديدة بين سلفيين وطرق صوفية ورجال أزهر وشيعة ......كفاية يا سيادة المشير ....كفاااااااية.

لا عسكر بعد اليوم ...وعن نفسي ..أنا في التحرير.   


الأحد، 20 نوفمبر 2011

"سوفت وير" حكام مصر لازم يتغير "حقيقة ما يحدث في التحرير"

من المضحك المبكي في نفس الآن، أن نشاهد في القنوات المصرية ونقرأ في جرائدنا اليومية، نفس التعليقات والردود التي كانت حكومات مبارك، ومبارك وآل مبارك يرددونها، أن المعتصمين في التحرير لا يمتّون إلى المصريين الشرفاء بصلة، وأنهم ينفذون مخططاً صهيونياً أو إيرانياً أو من بلاد الواق الواق لنسف استقرار مصر، وأمنها، واقتصادها، واجتماعها، وطبيخها، وغسيلها، ....إلخ إلخ.
في الحقيقة لا أدري، متى سيغير المتوالون على حكم مصر الـ"سوفت وير" الخاص بهم؟ كنت أتخيـّل أن العسكر سيستفيدون شيئاً مما حدث لمبارك وآله، وبدلاً من استيراد أنواع جديدة وحديثة من قنابل الغاز والرصاص المطاطي والخراطيش، سيستوردون "سوفت وير" جديداً لإدارة الوضع في البلاد حتى لا تتأزم الحالة بالإصرار على تطبيق "مانفيستو" الخمسينيات على شعب تخطى حاجز التليفزيون "الأبيض واسود" إلى الـ"آي باد" والـ"بلاك بيري".
لم أكن على اقتناع كامل بإقامة مليونية الجمعة الماضية، لأنني تنبأت لها بأن تتحول إلى مليونية ترويج للقوائم الانتخابية للأحزاب الدينية، خاصة بعد أن دس الإخوان والسلفيون أنوفهم فيها، وسرقوها من الائتلافات الثورية الشبابية التي دعت إليها لرفض استمرار الحكم العسكري للبلاد والدعوة لمجلس رئاسي مدني.
وبالطبع كما تنبأت تماماً تحولت إلى جمعة ترويج انتخابي، وانسحب شخوص مثل حازم أبو اسماعيل من الميدان، برغم دعواته الجهورية العنترية المضادة للمجلس العسكري، واستخدامه صيغاً تحذيرية عنيفة ضده، كنت أتساءل حين أتابعها، عما يمكن لـ"أبواسماعيل" القيام به، إن لم ينصع المجلس العسكري لتحذيراته؟؟؟ وفي الحقيقة أثبت زعيم حزب النور أنه قادر على تنفيذ كلمته، وترك الميدان معلقاً الاعتصام، الذي كان أول من أصر على إقامته !!!!!!
حتى صباح السبت لم أكن مقتنعة بوجود الناس واعتصامهم في التحرير، حيث أن العسكر صموا آذانهم تماماً عن سماع صوت الشعب المصري، واستمروا في استخدام "مانفيستو" النصف الأول من القرن الماضي، حيث القبض على النشطاء بدعوى أنهم محرضين على الفتن (حالة علاء عبد الفتاح مثالاً)، أو لأنهم بلطجية والاستمرار في محاكمتهم عسكرياً، في حين يحاكم العسكريون مدنياً (حالة حسني مبارك مثالاً). لن أدخل في تفاصيل ألعاب الإخوان والأحزاب السلفية وعلاقتها بحكومتنا الغراء ولا تجاهل حقوق المرأة وتجاهل وجودها في أي تمثيل وزاري أو سياسي أو فكري، أو التعامل الإرهابي المقيت مع ملف المسيحيين في مصر والإصرار على عزلهم سياسياً.
فقط سأقول أن الحالة كلها لم تكن تدعوني إلى الاقتناع بإقامة مليونية أو اعتصام لأنهم عادوا إلى سيرتهم الأولى أو سيرة زعيمهم مبارك الأولى، "الكلاب تعوي والقافلة تسير"، وطبعاً أقصد بالكلاب، نحن الشعب.
لكن ببساطة شديدة، عندما يخرج رجال الأمن المركزي على بضعة عشرات من مصابي الثورة، المعتصمين داخل خيامهم بصينية التحرير، ويفضون اعتصامهم بالقوة ضاربين إياهم على أماكن إصابتهم؟ ثم يخرج علينا رئيس وزرائنا عصام شرف، الخطيب المفوّه الذي أتينا به من الشارع، أقصد من التحرير!.. يخرج ويكتب على حسابه الخاص بـ"تويتر" و"فيس بوك"، انه مؤمن بحق المواطنين في الاعتصام وإبداء الرأي، في نفس الوقت الذي يسحل فيه رجال العيسوي المتظاهرين في الميدان ويلقون عليهم بقنابل الغاز ويوجهون إلى أعينهم الخراطيش، ويتوارد إلينا فقد الناشط والمدون مالك مصطفى، ومصور المصري اليوم أحمد عبد الفتاح لعينيهما، بينما نعرف أن الصحفية رشا العزب أصيبت بخرطوش في وجهها.. ثم تتسارع الأحداث ويصعد بلطجية الشرطة على أسطح المنازل في باب اللوق وشارع محمد محمود ليلقوا بقنابل المولوتوف على المتظاهرين، وتتوارد إلينا أخبار عن وصول الجرحى إلى أكثر من ستمائة وسقوط أول شهيد من بين صفوف الشباب.... حينها لا يمكن سوى الهتاف مع شباب التحرير: "يسقط يسقط حكم العسكر... إحنا الشعب الخط الأحمر".
أيا حكام مصر العظام، سواء كنتم تلبسون الكاكي أو البدلة وربطة العنق أو تركبون ذقوناً أو تحلقون شوارباً... غيروا السوفت الوير الخاص بعقولكم... استوردوا قطع غيار حديثة لأدمغتكم ...مصر 2011 لن تعود إلى الخلف، فإما تسيرون معنا إلى الأمام أو تبقون وحدكم هناك خلف ظهورنا... في المؤخرة.

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

علياء المهدي... من ثائرة على المجتمع إلى حجر في وجهه

ملاحظة عابرة:

مدونة "مذكرات ثائرة" احتوت على عدة صور لفتيات عاريات ومعهم فتى آخر عارٍ تماماً يجلس في وضع، يضع عورته " عضوه الذكري" في وجه أي انسان يمر على الصورة حتى ولو سريعاً. السؤال: لماذا ترك كل أهل المحروسة صورة الذكر العاري وركز على المرأة العارية؟ لا أنتظر الإجابة الآن، لكنني متأكدة أن علماء النفس والاجتماع سوف يضعون ملاحظتي قيد الدراسة التحليلية للشخصية المصرية وسيجيبون على السؤال بصراحة شديدة، ربما بعد عشرة أعوام من الآن.


وبعد أن كسرت تابوه الكتابة، بادئة موضوعي بملاحظة، دعونا ندخل إلى عالم علياء ماجدة المهدي التي كسرت تابوهاً أكبر بكثير "تابوه الجسد". علياء، تلك الفتاة التي تبدو من ملامحها، أنها لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها، رغم إعلانها أنها تجاوزت العشرين، والتي تُسمي نفسها بعلياء ماجدة المهدي، ما يُدلل على إيمانها واقتناعها بأحقية الأم في أن يحمل أبنائها اسمها تماماً مثل الأب، قامت بنشر صورها عارية على مدونتها الثانية "مذكرات ثائرة" في مصر، الدولة التي يلقبها كثيرون بالدولة الإسلامية الشرقية المحافظة. مع الصور تنشر علياء بضعة سطور قليلة تقول فيها: حاكموا الموديلز العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتي أوائل السبعينات و اخفوا كتب الفن و كسروا التماثيل العارية الأثرية, ثم اخلعوا ملابسكم و انظروا إلي أنفسكم في المرآة و احرقوا أجسادكم التي تحتقروها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلي الأبد قبل أن توجهوا لي إهاناتكم العنصرية أو تنكروا حريتي في التعبير.

بمجرد أن ننزل ببصرنا قليلاً نحو التعليقات الصادرة من زائري المدونة، سنجد كثيراً من السباب الوقح والخارج عن حدود الأدب والأعراف والأديان، رغم أنهم بسببابهم، وكما هو مفترض، يحاربون الرزيلة التي اقترفتها علياء على الملأ، بالتعري كاملاً على صفحات الإنترنت. ربما نجد بعضاً من هؤلاء وبعيداً عن جسد علياء، زائراً دائماً لأجساد الغربيات والموديلات الأمريكية في مواقع أخرى أجنبية، يعمد العديد من أبناء العرب إلى كسر "بروكسي" الإنترنت كي يتمكنوا من تصفحها ومتابعة حركة الأجساد العارية للنساء على الساحة العالمية. ناهيك عن أفلام "البورن" التي تشمل نسخاً عربية، ويتم تبادلها عبر البلوتوث، ما جعل دولة مثل السعودية، تصدر قراراً ذات يوم بعدم تداول بيع وشراء أجهزة المحمول التي تحوي تقنية البلوتوث، وذلك بسبب الفضائح التي خرجت من حدود المملكة عبر الفضاء البلوتوثي العربي والغربي.

علياء وبعيداً عن جسدها، الذي علق أحدهم عليه، بأنه ليس بالجميل الذي يستحق أن يتعرى! قائلاً في تعليقه:" يععع إيه القرف ده". تمتلك مدونة بدأتها منذ عام 2008، تحمل نفس الاسم "مذكرات ثائرة"، ولكنها من خلالها تقدم أفكارها أو تعبر عن أسبابها التي جعلتها تقرر الخروج عن المجتمع وقلب تابوهاته رأساً على عقب، بهذه الطريقة المدوية!!!

في مدونة بعنوان " مذكرات بنات مفروسة" تتحدث بأسلوب بسيط ولكنه ذكي جداً، عن التفرقة في التربية داخل البيت الواحد، بين الولد والبنت، حيث يتم منح الولد صلاحيات أكثر وكذلك حق الوصاية على أخته حتى لو كانت أكبر منه سناً، إضافة إلى التضييق على حركة البنت ومراقبة تصرفاتها بشكل مخابراتي ومنعها من التحدث أو التعامل مع زملائها وجيرانها من الذكور، وفرض نوعية معينة من الملبس عليها، وحصر وظائفها في الحياة داخل جسدها، تقول علياء:

أشعر أن الأرض تهتز (تعبير مجازي) عندما تُلام فتاة علي تعرضها للتحرش أو الإغتصاب.. و هي لها حق و ليس عليها ذنب!! الأنثي إنسانة لديها الكثير لتنجزه في حياتها ولديها مشاعر يجب إحترامها و ليست كيس صابون عشان تبقي ضاعت للأبد لو تعرضت للإغتصاب أو حتي لو أحبت!! يقولون أن من لا ترتدي الملابس التي يرونها "محتشمة" (اللي هتوصل بعد كده للخرسانة المسلحة كأن اللي تحت الهدوم دي مش إنسانة) تستاهل اللي يجرالها.. لو قالعين ملط محدش ليه حق يعتدي علينا.. احنا مش أجساد متحركة ,احنا بشر.. احنا مش أقل من البلاد المتحضرة اللي الناس فيها بتحترم بعض و القوانين فيها بتحاسب الجناة!"

كذلك تنقل الفتاة، بعض من الرسائل الإليكترونية، التي نعتاد جميعاً على تسلمها بصيغة "forward" وغالباً ما تحمل مضامين دينية تقترب إلى السذاجة، كأن يخبرك أنك لو أرسلت هذه الرسالة إلى عشرين من أصدقائك، ستغنم أضعاف عددهم حسنات، أو إذا ذكرت اسم الله عشرة مرات، يعطيك الله أضعافها حسنات، حيث تعلق مقتبسة من الفنان الكوميدي عادل إمام: "والحسابة بتحسب". ومن الرسائل التي أوردتها تلك التي تسخر من النساء بشكل عام، ولكن بطريقة كوميدية، حيث يحتاج الرجل إلى ثلاث خطوات فقط لكي يتعامل مع ماكينة السحب الآلي، بينما تحتاج المرأة إلى عشرة خطوات نظراً لأنها كائن غير منظم وغبي ولا يهتم سوى بزينته. وتعلق علياء على هذه المُزحة قائلة: 

"عندما جربت إستعمال تلك الماكينات لأول مرة ,كنت في الثانية عشر و لم أحتاج إلي قراءة مثل تلك التعليمات المهينة... بل ساعدت من هم أكبر سنا مني من الرجال في إستعالها!!!...

إليكم بعض المواقف العنصرية التي أواجهها منذ طفولتي...

عندما واجهت سخافات زملائي لأني فتاة جريئة لا تسكت عن حقها و لا تخاف من الحشرات و تحب اللعب بالطين اتهموني بأنني ألعب  "لعب الولاد" "!!!       

عندما كنت أفضل حضور حصص الزراعة والصيانة التي أحبها مزوغة من حصص الاقتصاد المنزلي المفروضة على البنات، اتهموني بأنني مسترجلة.

عندما حصلت على المركز الأول في إمتحانات إبتدائي، بدلا من أن يشجعني المدرس قال لزملائي الولاد: مش عيب بنت تطلع الأولى عليكو!!!"!!!  

عندما تواجهني عبارات مثل : البنت لازم يكون صوتها واطي ومش كل الشغل مناسب للستات.

عندما انبرى أحد المدرسين أمامي باقتراح عدة حلول هطلة لـ مشكلة البطالة كان منها إن الستات تقعد في البيت وتسيب الشغل للرجالة.... الهطل!!!!

أدعو كل من يقرأ هذا البوست، قبل أن يعلق تعليق أهطل آخر أن يغمض عينيه أو يفتحهم ويفتح مخه...يتخيل إنه أنثى ذكية مبدعة قوية مثلها مثل الرجال ..لم يحطمها المجتمع الذكوري البغيض الذي يحيط بها ويحاول بكل الوسائل أن يسلبها حقوقها ..تحارب كل يوم لدفع هذه الاتهامات العنصرية السخيفة التي تقف في طريقها في كل نواحي حياتها ".



لا تتوقف علياء في طرحها الخاص لأسباب خروجها عن الأطر المجتمعية المتعارف عليها عند تلك، بل تمتد إلى مناقشة الدين نفسه، حيث أنها تعلن بكل صراحة أنها ملحدة، ولم تعد تؤمن بدين الإسلام منذ كان عمرها 16 عاماً، وربما نعثر على أحد أسباب إلحادها في آخر تدوينة لها والتي لم تكتب فيها سوى جملة واحدة: "أيهما أكثر إقناعاً؟" ثم تقدم عددا من الفيديوهات العلمية التي تشرح كيفية بدء الخلق من خلال نظرية "الانفجار العظيم"، مقارنة إياها بقصة الخلق التي وردت في الأديان السماوية الثلاثة. كذلك وتحت عنوان "ولكنها تدور" تسرد قصة جاليليو مع الكنيسة الكاثوليكية، التي كادت أن تحكم عليه بالقتل نظراً لأنه اكتشف عبر مناظيره المستحدثة، أن الأرض بيضاوية الشكل وتدور حول نفسها وحول الشمس وأن هناك كواكب أخرى غير أرضنا، وذلك في القرن الخامس عشر، وكيف أن الفاتيكان قدم اعتذاراً هاماً لجاليليو في ثمانينات القرن الماضي، ليأتي الشيخ السعودي بن باز في عصرنا الحديث ويؤكد أن الأرض مسطحة ولا تدور، مستعيناً بآيات من القرآن. ولا تهاجم علياء الأديان في حد ذاتها، حيث تعلن احترامها لكل من يختار الانتماء لدين ما، لكنها تعلن وبقوة موقفها المضاد من رجال الدين التابعين لأي دين، حيث أن مدونتها لا تخلوا من الهجوم على البابا شنودة أيضاً. تعترض أيضاً علياء من خلال تدوينة بعنوان " مذكرات مسلم صغير" على تحديد هوية الطفل الدينية في شهادة ميلاده وفقاً لديانة والده رغم أنه لم يختر شيئاً بنفسه.



تمر علياء في مدونتها على موضوعات عدة، لكنها وبلا شك ذكية في التقاط المشهد الذي ستعبر من خلاله إلى موضوعها، تماما مثلما سخرت من حكومة مصر والمصريين، الذين واجهوا إنفلونزا الخنازير بمذبحة كبرى لاحقت كافة حيوانات الخنازير، رغم تأكيد منظمة الصحة العالمية أن الفيروس لا ينتقل من الحيوان إلى الإنسان وان الإجراء الذي اتخذته مصر، سيضر بالتوازن البيئي لديها. ترصد علياء بمهارة شديدة تعليقات القراء على خبر ذبح الخنازير في مصر، وكيف أنهم تعاملوا مع الأمر باعتباره انتصاراً لدين الله على أرضه، حيث أثبت العلم أن تحريم الله لأكل الخنزير قائم على أسباب علمية صحية بحتة، وتتساءل علياء، إن كانت الخنازير من مخلوقات الله أم لا؟ وأنه حتى لو كان قد حرم أكلها، فبالتأكيد لا يطالبنا بإبادتها بهذه الطريقة الوحشية، حيث أن لها نفعاً ما في الحياة، حتى ولو كان أكل مخلفاتنا.



وكما اعتدنا على صفحات الفيس بوك، منذ بداية انتشاره، تخوض علياء حربها كملحدة ضد الجماعات الدينية بكافة أشكالها سواء في مصر أو باقي البلاد العربية، وتقوم بفضح "مخططاتهم الدنيئة لهدم مصر" وفقاً لاعتقادها، على صفحات مدونتها، كما تلقبهم بالعرعر والعراعير وأنهم من بلد عرعرستان !!!!!



من خلال مدونة علياء، لا يمكنني أن أقدمها إليكم كمادة دسمة للنميمة أو للشجب والاستنكار وربما السباب واستخدام أوصاف مثل " الانحلال الأخلاقي، وضياع قيم المجتمع"، أو الذهاب مثل بعضهم إلى القول " آدي اللي أخدناه من الثورة وشباب الثورة"، أو مثل الدكتور سيد القمني الذي وصفها بأنها مختلة نفسياً، رغم انها تدافع عنه في مدونتها بشدة وتناصر آرائه.  بل وبكل بساطة سأقدمها لكم بوصفها جرساً مدوياً للإنذار، حتى نلتفت إلى ممارساتنا اليومية تجاه المرأة، تجاه بناتنا، تجاه زميلات العمل والجارات وحتى السائرات دون اسم معلوم لنا جوارنا في الشارع، أو الجالسات بجانبنا في المترو أو الميكروباص أو الأتوبيس...فقط انظرن إليهن بوصفهن بشر ينتمين إلى نفس الطينة التي خلقكم الله منها ....هم بشر وليست لحوماً معبأة في الملابس ....هي امرأة وليست مجرد جسد.






الاثنين، 14 نوفمبر 2011

لأنني امرأة ناقصة عقل ودين !






بما أنني وفقاً للتيار الذي تروج له الآلة الإعلامية المصرية بأكملها - بما فيها الجرائد القومية والتلفزيون المصري الرسمي، ربما والله أعلم، يؤمنون لأنفسهم مقاعد مضمونة ونافذة في نظام الحكم القادم – نعود ونقول أنه بما أنني وفقاً للتيار الديني الإخواني أو السلفي أو الجماعاتي التكفيري الانتحاري، امرأة يا ولداه: ناقصة عقل ودين، فأرجوكم تحملوا نقصان عقلي وقلة حيلتي وأفهموني بالله عليكم: لماذا حتى الآن لم يتم رفع الحظر القانوني عن جماعة الإخوان المسلمين، وإشهارها كجمعية رسمية تتبع وزارة التضامن الاجتماعي، مثلها مثل باقي الجمعيات الأخرى؟

بالطبع سيخرج علي أحد الرجال أصحاب العقول المكتملة غير الناقصة الآن، ويقول لي: " هو أنت فاضية يا ست أنت؟ مش قلت الكلام ده في مقالك السابق؟". سأجيب عليه ببساطة قائلة: "سبق وأشرت إلى كوني امرأة ناقصة عقل ودين، وكما تعلمون فنحن النساء نتميز "بالرغي والرط واللت والعجن"، وبصراحة شديدة أنا فاضية ولا يوجد ما يشغلني، وبالتالي سأظل أسأل السؤال حتى يجيب علي أحدهم".

لماذا لم يتم ضم جماعة الإخوان المسلمين إلى وزارة التضامن الاجتماعي حتى الآن؟

وسؤالي ببساطة، نابع من حرصي على مصلحة الجماعة العظيمة، التي فيما يبدو ووفقاً لتهليل الجرائد القومية المصرية والتلفزيون الرسمي المصري، سيحكمون البلد لا محالة، وأنهم لديهم معلومات أكيدة بهذا الأمر من جهات عليا، وإلا فلماذا كل هذا التهليل والتطبيل ونحن مازلنا على البر ولا يوجد سوى تكهنات سياسية قد تصدق وقد تكذب؟!

سؤالي أيضاً نابع من كون مصر كلها بشعبها العظيم الواعي، طالبوا بأن تتوقف المعونات الأوروبية والأمريكية لجمعيات حقوق الإنسان المصرية، رغم أنها جمعيات رسمية مشهرة ومصادر تمويلها واضحة ومسجلة رسمياً. سؤالي نابع أيضاً من كشف الإخوان المسلمين العظماء وغيرهم من تيارات وأحزاب دينية حريصة على مصلحة الوطن، لخيوط المخطط الماسوني القذر، الذي كان سيوقد شمعة من أجل مصر لمدة عشرين دقيقة في سفح الهرم، ثم يقوم بعد ذلك برفع نجمة داوود على قمة الهرم الأكبر، بقوة السحر والشعوذة الماسونية، حيث حضر اليهود الماسونيون يحملون العصاة السحرية الخبيثة التي كانوا سيحركون بها النجمة الصهيونية فوق هرمنا العظيم.

سؤالي نابع من فتح التيارات الدينية العظيمة، لملفات جمعيات الروتاري والليونز، متهمين إياهم بأنهم رعاة الماسونية في مصر، وأنهم يتلقون تمويلاتهم من مصادر ماسونية صهيونية في أمريكا وأوروبا، وبالتالي وجب علينا نحن الغيورون على مصلحة الإخوان والجماعات السلفية والجهادية وغيرها من التي تركب الأفيال، أن نسأل: لماذا لم يتم رفع الحظر حتى الآن عن جماعة الإخوان المسلمين، وضمها لوزارة التضامن الاجتماعي، ما يجعلها تحت الرقابة المالية للوزارة، وبالتالي نعرف مصادر تمويلهم، خاصة وأنهم، " اللهم لا حسد" لديهم الكثير والوفير من الأموال التي جعلتني أفكر جدياً في الانضمام إليهم وبالتالي الحصول على عريس إخواني " متريش" يستر عليه ويستتني في البيت!

إلى كل الذين لن يعجبهم هذياني: أنا آسفة ولكن عذري معي، فأنا امرأة ناقصة عقل ودين!

Ceramic Cleopatra: How the Egyptian Capitalist Mohamed Abu Al Eineen Defrauded and Cheated His Workers

We always condemn the laborers, taking the owners and share holders’ side without asking; why the laborers are cutting the high roads or protesting? The truth is; that although we all belong to farmer and working families in Egypt, barely surviving on the minimal resources we are left to share, we somehow end up trampling on our own people’s rights while defending the causes of the thieves who destroyed the economy of our country and our future.
This theory could match the story of Ceramic Cleopatra’s Workers. They are asking for simple right and legal laws that organize the relations between them and their employer; Mohamed Abu Al Eineen. Those rights are usually obtained under Labor and Employment Law, but in Egypt, there are no benefits that we can get out of these laws, as they are not implemented on the ground.
Workers of Ceramic Cleopatra are asking for decent salaries, benefits, and safe working conditions and the right to unionize. Those rights should be ordinary as long as the owner or the investor would get high profits out of their factory, but for Ceramic Cleopatra, Mohamed Abu Al Eineen, deceived his workers in the beginning of their movement, promising that he will implement all their claims gradually, starting with improving their salaries by October 2011. October passed without anything but neglect and indifference, in fact Abu Al Eineen ended up firing some of the movement’s leaders.
Most of the people do not know that the industry of Ceramics is forbidden in most of the civilized countries all over the world, as it is very much dangerous, affecting the lungs badly. Naturally, a man working in such an industry should be secured with full health insurance, or else he will retire in a very early age, and will not be able to work in any other job.
When Ceramic Cleopatra’s workers cut the desert high way of Ismailia, Cairo; we dealt with the news as a burden on our daily life, taking the side of Mohamed Abu Al Aineen, repeating sentences like (production wheel) and (collapsing economy), without asking the main question: why did people of Egypt revolt in the first place?
We revolted to improve the quality of life for all the classes especially for the workers and farmers, to build up a strong economy by the working man’s hands. We revolted to help improve the work and life condition as a first step on the long rude of building a new Egypt for all of us all.
Dear Egyptians, instead of taking the side of Mohamed Abu Al Eineen, help Ceramic Cleopatra’s workers to win their Battle, help all the Egyptian workers live with their families as true human beings.
Omneya Talaat

السبت، 5 نوفمبر 2011

وردة السلفيين وخرفان الإخوان

رغم جمال الوردة وعطرها الزكي -هذا إن كانت الورود تفوح عطراً هذه الأيام – إلا أنني في الحقيقة أرفض أن يتم الإشارة إلى كياني البشري بوردة ملقاة في صورة، فالوردة على جمالها، عمرها قصير وتأثيرها في الكون محدود، ولا يتعامل معها سوى صنفين من البشر، إما الرومانتيكيين السابحين في فضاء غير ملموس، وإما النصابين الذي يستخدمونها لتغطية أفعالهم الدنيئة. وشكراً أيضاً لمن قد يستبدل الورد بالجوهرة أو سبيكة الذهب أو غيرها من المعادن والأحجار النفيسة، فأنا أرفض أن يتم استبدال جسدي بأشياء مهما غلى ثمنها لأنني لست شيئاً، أنا امرأة وأمتلك جسداً، إذا لم يستطع الرجال أن يواجهوا ذلك الجسد بتحضر، فليذهبوا إلى الجحيم، أو ليبحثوا عن عالم لا يوجد فيه نساء، أو يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، حيث كانت المرأة تُباع وتشترى في أسواق النخاسة، أو يذهبوا ليحصلوا على دروس في علم الأحياء ليفهموا تشريح جسد المرأة وتطمئن هواجسهم لكونه جسداً بشرياً من لحم ودم، يتعرض لكل ما قد يتعرض له جسد الرجل، من مرض وشيخوخة وتشوه في حالة الحوادث، وأن المرأة تأكل وتشرب وتمارس فن الإخراج في المراحيض العامة والخاصة، وأنها مثل الرجل تستيقظ صباحاً وهي تكاد ترى أمامها شبراً، مغمضة العينين وعابسة الوجه، وأنها تغضب وتفرح وتثور وتهدأ، وأنها عندما تموت يتحلل جسدها ويأكله الدود، تماماً مثل الرجل. جسد المرأة لا يختلف عن جسد الرجل وإن كان جسد المرأة مثيراً في أعين الرجال، فجسد الرجال مثيراً أيضاً في أعين النساء، وكما للرجال شهوة، فللنساء شهوة أيضاً ...وبالتالي على حزب النور إن أراد أن يمالئ السلطة ويضع في آخر قائمته وردة ليذروا بها الرماد في أعين قانون الانتخابات، أن يضع صورة تلك التي من المفترض أن نفكر في منحها صوتنا، أو فليستبدل صور الرجال بحزم من الفجل، ليكون لدينا قائمة انتخابية تتكون من عدد من ربطات الفجل إضافة إلى وردة ...وليتقبل الله منا ومنكم يا حزب النور. أما الإخوة الإخوان أصحاب "سحب الخرفان" العظيم، فلا أدري كيف بالإمكان أن أوجه لهم ألف تحية، وهل يجب علي أن أوجه لهم هم التحية أم للمجلس العسكري، أم لحكومة شرف الموقرة؟ فحتى الآن الإخوان المسلمين ورغم تكوينهم لحزب سياسي معترف به رسمياً، إلا أن الجماعة نفسها بكافة أجنحتها العسكرية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، مازالت قائمة، بل تم الإشارة إلى حزب الحرية والعدالة، باعتباره الجناح السياسي للإخوان، وبالتالي أصبحنا في مصر نواجه جماعة الإخوان التي لا ندري في حقيقة الأمر إن كان تم تسجيلها رسمياً في وزارة التضامن الإجتماعي أم مازالت كياناً محظوراً، أم تحولت إلى كيان فضائي؟، وكذلك حزب الحرية والعدالة. ورغم أنه من المفترض أن سياسة الأخوان تُلعب في أروقة الحزب، إلا أن الفصل بين أنشطة الجماعة والحزب تكاد تكون مستحيلة، فمسابقة السحب على الخرفان التي أقامتها الجماعة الموقرة في يوم وقفة عرفات في الخامس من نوفمبر، قامت بها الجماعة باعتبارها واحدة من أنشطتها الخيرية بمناسبة العيد الأضحى المبارك، أعاده الله عليكم وعلى جميع المسلمين بخير، وكل سنة وأنتم طيبين والناس محتاجة تاكل لحمة والغلابة في البلد ما أكثرهم، وكلهم في عرض كيلو لحمة، فما بالك بخروف! هذه المسابقة المتطورة والعالمية والتي يواجهها المصريون الغلابة في الأحياء الفقيرة لأول مرة، لا يمكنني أن أستبعدها وأغمض عيني وأمارس فن البلاهة وأقول أنها نشاط خيري لا علاقة له بالانتخابات، بل إن الأمر في صلبها، لكن تقوم به جماعة الإخوان بمعزل عن الحزب السياسي، الذي يظل بكيانه المستقل بعيدا عن ممارسة الدعاية الانتخابية بربطها بالدين، وبالطبع الجماعة نفسها رفعت عن كاهله هذا العبئ وربطت الدين بالانتخابات للتأثير في أصوات الناخبين خاصة في الأحياء الفقيرة. بإمكانكم الآن أن تتساءلوا لماذا وجهت تحية إكبار وإجلال للإخوان المسلمين وحكومة شرف الموقرة والمجلس العسكري العظيم؟ والإجابة بسيطة فتحيتي للإخوان، لكونهم أذكياء يعرفون كيف يسددون الهدف، فهم أسسوا حزباً سياسياً يخترقون به عالم السياسة والمناصب في مصر، في حين الجماعة مازالت قائمة تمارس نشاطها الدعوي والعسكري والخيري وتخدم به الحزب وانتشاره بين الناس بشكل غير مباشر وبدون أي اختراق للقانون. أما تحيتي لحكومة شرف والمجلس العظيم، فلكونهم حتى الآن لم يفكروا في إلزام جماعة الإخوان المسلمين بأن يكونوا جمعية رسمية، فأمام القانون مازالت الجماعة محظورة، لم يحاول أحد لا من الإخوان ولا من الحكومة استئناف الحكم القضائي بحظرها، ومن ثم انخراطها في العمل الاجتماعي كجمعية دعوية خيرية يجب أن تتبع وزارة التضامن الاجتماعي ويتم محاسبتها ومراجعة ميزانيتها من قبل الوزارة والجهاز المركزي للمحاسبات، وإلزامها بكافة الضرائب اللازمة. من هذا المنطلق أعلن لكم أيها الإخوة في الوطن المنهوب والمسفوك والمنتهك، أنني نزعت عن فمي "الريالة" منذ زمن ...فماذا عنكم ؟