الاثنين، 29 أبريل 2013

في ختام مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة: المترجمون يحذرون من عشوائية الترجمة وتعدي دور النشر على الحقوق




اختتم معرض كتاب أبوظبي الثالث والعشرين فعالياته في التاسع والعشرين من إبريل الجاري، حيث شهد العديد من توقيعات الكتب وحلقات النقاش والمحاورات الثقافية، وربما كان مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة الذي ينظمه مشروع (كلمة) التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تحت شعار " تمكين المترجمين"، هو الأبرز، حيث اجتمع عدداَ من المترجمين العرب القادمين من كل البلاد العربية وحتى المقيمين في أوروبا وكندا وغيرها، إضافة إلى المترجمين من العربية إلى لغات أخرى والذي وصل عددهم إلى ستين خبيراً وأكاديمياً من عشرين دولة عربية وأجنبية، وذلك بهدف عقد ورشات عمل للترجمة لأربع لغات مختلفة هي؛ الإنجليزية والفرنسية والألمانية والعربية.

استمر المؤتمر لمدة أربعة أيام كانت ذاخرة بالبحث والدراسة والحوار والنقاش، وفي اليوم الأخير من أيام المؤتمر استعرض مدراء الورشات والخبراء والأكاديميون أهم المواضيع التي تمت مناقشتها خلال ورشات العمل والندوات والجلسات اللقائية، وعرضوا بشكل موجز لمشاركات الضيوف والمختصين المستضافين للمؤتمر، وشرحواً بإسهاب كافة المستويات العلمية والأدبية التي بحثتها الورشات.
وأكّد المشاركون على أهمية ورش العمل المرافقة للمؤتمر والمستوى الراقي للنقاشات والحوارات المواكبة لها وعلى هامشها، وأشاروا إلى أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات وورشات العمل في العالم العربي لافتقاره للفعاليات المتخصصة في الترجمة، كما أشادوا بالمبادرة الهامة التي أقرها المؤتمر عبر ورشات عمل متخصصة بلغات متعددة وعرضوا تأثير مشاركة عدة مترجمين بترجمة نص واحد ومن ثم مناقشته بشكل مشترك والبحث عن نقاط القوة والضعف في هذه الترجمات، والبحث عن سبل لحل الصعوبات والإشكاليات التي يواجهها المترجمون خلال عملهم.
وركّز المشاركون في حديثهم على أهم المحاور وأهم المشكلات التي بحثوها خلال ورشات العمل، كلغة الحوار وعلامات الترقيم والخلاف في المفردات والمصطلحات العلمية والفنية وترجمتها، وأساليب ترجمة القصائد والأشعار، وأهم الهفوات والأخطاء التي يقع بها المترجمون، واستراتيجية ترجمة الشعر وقافيته، وترجمة النص بدلالاته ومكنوناته، وسياسة الترجمة وأوليات المترجمين والناشرين، وحاجة المكتبة العربية من الترجمات، وتحسين أداء المترجمين وتمكينهم من أدواتهم، واستعمال القواميس والمراجع، وقضايا نقد الترجمة، وأهمية القراءة الجادة والمتأنية قبل البدء بالترجمة، والدور التجديدي للترجمة في الأدب الحديث، وأخيراً نبّهوا إلى ضرورة عدم طغيان الجانب التجاري على الترجمة والبحث عن الوسائل الناجعة المختلفة لاستمرار تبادل الخبرات بين المترجمين.
وأثنى المشاركون على حضور طالبات وطلبة جامعات الامارات العربية المتحدة في ورشات العمل التي أقامها المؤتمر، وأشاروا إلى مشاركتهم الفاعلة والجادة في هذه الورشات، وشددوا على أهمية استمرارها لما لها من أهمية بالغة في صقل مهارات المترجمين وتطوير عملهم، وأن تتوسع من ورشات عمل مختصة بالأدب إلى ورشات تهتم بالعلوم الإنسانية وأنواع الفكر الأخرى، وطالبوا أن يكون لها وقت أطول وأيام أكثر، كما ناقش المشاركون أهمية أن يكون هناك مجلة إلكترونية متخصصة بالترجمة والتوثيق للترجمة يُنشر فيها آخر مستجدات الترجمة عبر بوابة إلكترونية لما للفضاء الإلكتروني من أهمية بالغة في هذا العصر.
ومن أبرز النقاط التي ركز عليها رؤساء الورش ما قاله الدكتور كاظم جهاد حول العشوائية التي تعاني من الترجمة في المنطقة العربية، وافتقارها إلى الخبرة وما أسماه بمشكلة الرأسمالية المتوحشة التي شرحها بقوله: " الرأسمالسة المتوحشة التي تقودها دور النشر التي تهدف إلى الربح فقط ما يجعلها تتجنى على حقوق النشر والؤلف والمترجم كذلك".
أما فخري صالح فقد أكد أن الترجمة: " تعاني من كل المشاكل التي يعاني منها الكتاب العربي بشكل عام، وأهم مشكلة هي الجمهور أو الافتقار لوجود قارئ حيث تطغى الأمية على أغلب البلاد العربية وتنعدم الثقافة التربوية الأسرية التي تنشئ الطفل على القراءة". وضرب مثلاً باليابان التي وزع فيها الكاتب هاروكي موكابي نصف مليون نسخة من كتابه في اليوم الأول لنشره دون أن يسبقه أي إعلانات من أي نوع، في حين لو وزع كاتب عربي ألف نسخه من كتابه في ثلاث سنوات يتعامل مع المر باعتباره انتصاراً.
وأثار دكتور محمد عصفور نقطة هامة أثارت بعض اللغط بالجلسة الختامية، حيث قال أننا نترجم للغرب لأننا نحتاج إليه، بينما يترجم هو لنا حتى يفهمنا لأننا حتى الآن شعوب غير مفهومة له، وهذا ما يؤدي إلى ظلم لكثير من الكتب العربية الجادة، في سبيل أخرى قد تكون ضعيفة لكنها تتحدث عن عاداتنا وتقاليدنا ...إلخ.
المترجم الفرنسي جيل جوتيه تحدث عن تجربته في ترجمة أعمال علاء الأسواني وصنع الله إبراهيم، وأشار إلى ان عدد المترجمين من العربية إلى الفرنسية قليل لأن عدد المهتمين بالأدب العربي في فرنسا قليل أيضاً. وأضاف أن المشكلة تعود إلى كون الأدب العربي غير مقروء في وطنه بالأساس.
وفي نهاية الجلسات الختامية كرّمت إدارة المؤتمر عدداً من المشاركين المختصين البارزين ومن بينهم د. محمد عصفور، د. كاظم جهاد، مصطفى سليمان، فخري صالح، مروة هاشم، تحسين الخياط، د. عز الدين عناية، علي الشعالي، جيل جانزي، فيليب كينيدي، موليت فوكير، شهاب غانم، مروان عبادو، وفرانز هوتزانجر.
في الختام أعلن الدكتور علي بن تميم، مدير مشروع (كلمة) والأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التوصيات التي خلص إليها المؤتمر ومن أبرزها:
مواصلة عقد مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة العام القادم، الاستمرار في بناء قدرات المترجمين من خلال ورش الترجمة التي تشمل مختلف الحقوق والمجالات، عقد ندوات وحلقات نقاشية تتناول نظريات الترجمة والأسس المعرفية التي تصدر عنها، تفعيل التواصل بين عناصر عملية الترجمة: الكاتب والمترجم والمؤسسة وأخيراً تشكيل لجنة استشارية لمؤتمر الترجمة في العام الماضي تتكون من ( علي الشعالي، د. خالد المصري، د. عز الدين عناية، مصطفى سليمان، مروة هاشم).







الخميس، 25 أبريل 2013

من قلب الظلام والتوحد خرجت ألوان الحياة بمذاق مختلف

زينب ومحمد في حفل توقيع كتابيهما
”للحياة مذاق آخر وألوان الحياة، كتابان يعكسان تجربة مميزة لشابين إماراتيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، هما الإعلامي محمد الغفلي والرسامة زينب الطنيجي. للحياة مذاق آخر تجربة خاصة يروي خلالها محمد الغفلي قصة تحديه لإعاقته البصرية التي لم يخجل منها ولم تكن يوما ما عائقا أمام تحقيق طموحاته كأي شخص عادي، وقد تجلى هذا الفخر بإنجازاته خلال تقديمه لكتابه.

الكتاب يوصّف سيرة الغفلي الذاتية خاصة منها ما اتصل بإعاقته البصرية التي وفرت له فرصة خاصة ليكون مبدعا يتحدث بصوت شريحة كبيرة من أمثاله الذين فقدوا البصر لكن عوضتهم البصيرة القوية وآمال كبيرة في إثبات الذات والوجود. كما تحدث الغفلي في كتابه عن قصته مع شريكة حياته، التي أهداها كتابه "للحياة مذاق آخر"  ليس باعتبارها كفيفة  مثله، بل لأنها قهرت إعاقتها ووفّرت له كثيرا من أجواء الكتابة والإبداع.
وأكد الغفلي، خلال جلسة توقيع الكتاب مساء أمس الأربعاء ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أن التطور التقني ساعده كثيرا على تنمية قدراته التواصلية، فهو الآن ناشط في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وحسابه على تويتر ساعده على بناء شبكة تواصل كبيرة.
محمد الغفلي إعلامي إماراتي متنوع مجالات الإبداع منها  الشعر والمسرح؛ وهو يؤكّد أن عائلته كانت الداعم الأساسي له، خاصة وأن بها ثلاثة من الأبناء الآخرين يعانون من نفس الإعاقة البصرية. وهذا الأمر لم يثن من عزم الأم على أن تجعل من أبنائها المكفوفين أشخاصا منتجين وفاعلين في مجتمعهم، بل ويتميزون عن غيرهم بميزة الإبداع.
تجربة مماثلة في تجاوز الإعاقة المادية ترويها الشابة زينب الطنيجي، ذات العشرين ربيعا، في كتابها  ″ألوان الحياة“. وهو عبارة عن مجموعة من الرسومات، أغلبها كارتونية، تبرز الكثير من شخصية زينب، وتكشف تفاصيل عجزت عن التعبير عنها بالكلام فعبّرت عنها بالرسم، الذي وجدت فيه وسيلة لكسر طوق التوحّد؛ فراحت تخلق عالمها الخاص في الرسوم القصصية التي تنقل لنا ما يجول بخاطر هذه الشابة.
زينب في رأيي المتواضع تقدم نموذج تحدي أكثر قوة ووضوحاً مقارنة بأي إعاقات جسدية، فلا شيء يضاهي فقد الانسان لأحد قدراته العقلية، وما بالك بالتوحد وهو نوع من أنواع الإعاقات العقلية التي تقف حاجزاً بين الانسان والاندماج في مجتمعه أو حتى القدرة على التواصل مع الآخرين.
زينب من خلال والدتها، استطاعت ان تكسر حاجز الصمت الذي فرضه عليها التوحد، وتمكنت من التعبير عن نفسها بالرسومات والكلمات، لم تعد تخاف من التواصل مع الآخرين، حيث جلست في الندوة بثقة وأجابت على كافة الأسئلة المطروحة عليها بثقة وقوة.
أعتقد أن اهتمام دار كتاب للنشر والتابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بنشر مثل هذين العملين ورعاية مؤلفيهما، وتصدير تجربتهما للصحافة والإعلام بهذا الفخر، هو الأمر الحقيقي الذي يجب أن نلقي الضوء عليه، فرعاية المعاقين بكافة انواع الإعاقات العقلية والجسدية ودمجهما في المجتمع وحفظ حقوقهما فيه، وحجز مكانا يليق بهم في المجتمع، هي الخطوة الدالة على تطور المجتمع ورقيه، بل وسيره في ركب الدول المتطورة والمتحضرة، والتي يجد فيها الإنسان ...كل الإنسان بكافة تنوعاته في اللون والدين والجنس والقدرات العقلية والجسدية، مكانا للعيش بحرية وكرامة.

الأربعاء، 24 أبريل 2013

حكايات وروايات جائزة البوكر 2013


تناقضات وأخطاء لجنة تحكيم يترأسها أستاذ اقتصاد
إبراهيم عيسى ضد قطر وينشر "مولانا" بها 

استطاعت الجائزة العالمية للرواية العربية والمعروفة باسم " البوكر" ان تحجز لها مقعدا في جنة الشهرة والفخامة داخل المجتمع الأدبي العربي، لما لها من بعد عالمي وما تقدمه من عروض ترجمة تنهال على الكتاب الفائزين من قبل دور النشر العربية، ناهيك عن القيمة المادية المجزية لها والإعداد المنظم والمتميز الذي يصحبه عادة تغطية إعلامية واسعة على مستوى العالم، حتى كادت تقف في نفس الخانة التي تتربع فيها جائزة نوبل للآداب وإن كانت على مستوى إقليمي عربي.
ما سبق لا شك فيه، لكن الجائزة - ربما للمرض النفسي الدفين الذي يتغلغل في نفوسنا نحن العرب، حيث أن أغلبنا مصاب بداء المؤامرة والشك دائماً في نتائج أي مسابقة علمية أو أدبية، ربما لتجاربنا المريرة الطويلة السابقة حيث يفوز دائماً صاحب الحظوة الكبرى  لدى أصحاب الكلمة والنفوذ، وحيث هناك بعد خفي غير منظور لا علاقة له بالأدب يقف خلف النتيجة – تعرضت الجائزة كل عام للغط والتشكيك في أمانة لجنة التحكيم ودقة اختيارها، بل وتم إشاعة وجود اتفاقات مسبقة وأوامر عليا تحدد الوجهة العربية القادمة للجائزة الكبرى لأسباب سياسية أو اقتصادية.
هذا العام بدأت الانتقادات مبكراً عقب الإعلان عن القائمة القصيرة، حيث اندهش الوسط الثقافي  المصري أن رئيس لجنة التحكيم هو  جلال أمين أستاذ الاقتصاد والكاتب الذي تخصص في رصد تطورات المصريين خلال القرن العشرين وما بعده، ولم يقترب من بعيد أو قريب ناحية الأدب بشكل مهني. كان الانتقاد التالي هو اختيار رواية مولانا للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، والذي لا يمكننا التعليق على تميزه الإعلامي والصحفي، ولكن تم النظر إلى دخوله في القائمة القصيرة باعتباره المصري الوحيد، بمثابة إهانة موجهة للأدباء المصريين، خاصة وأن هذا العام تم تقديم روايات متميزة لكتاب مهمين من مصر تم تجاهلهم جميعاً في سبيل مولانا. الاندهاش الذي أصاب الوسط الثقافي أيضا هو أن رواية إبراهيم عيسى صادة عن مؤسسة قطر للنشر "بلمزمبري"، وليس عن دار نشر مصرية، وإن كان الأمر لم يكن ليلفت الانتباه أو يثير الريبة والتساؤل سابقاً، لكن الآن وعيسى يقف في صفوف المعارضين للتدخل القطري في الشئون الداخلية المصرية والاتفاقات المريبة بينها وبين رئيسنا المفدى وحكومته الجليلة، فلا نملك سوى أن نخرج من جراب الحاوي علامة استفهام كبيرة ونتركها معلقة في الفضاء ربما تلقينا عنها إجابة.
أما جلال أمين فقد أجاب على تساؤل علاقته بالأدب خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب إعلان النتيجة النهائية، حيث قال أنه قارئ مميز وأن النقاد المتخصصون يرتكبون أخطاءً فادحة كثيراً، وضرب مثلاً بتي إس إليوت الذي رفض نشر رواية عام 1984 لجورج أورويل والتي أصبحت عملاً أدبياً خالداً بعد ذلك، لكن جلال أمين، لم يسرد ملابسات رفض إليوت آنذاك للرواية والذي يعود إلى أنها كانت مكتوبة بأسلوب أدبي حديث بينما كان إليوت ينتمي إلى المدرسة التقليدية، وإن نظرنا إلى الأسلوب الذي اعتمده أمين وباقي لجنة التحكيم هذا العام، سنجدهم جميعاً قد مالوا ناحية الشكل التقليدي للبناء الروائي، حيث تم استبعاد الأعمال التي تعتمد أساليباً تجريبية في الكتابة، وهذا ما أكده أمين في المؤتمر الصحفي متحدثا عن المعايير التي على أساسها تم اختيار الأعمال الفائزة بالقائمة القصيرة ومن ثم الفائز الأول، حيث قال: الرواية من وجهة نظري يعني حدوتة كما نُعرفها في مصر فإذا ما ابتعدت عن سياق الحدوتة فهي لم تعد رواية".
أعترف أنني أنتمي لنفس المدرسة، فأنا أميل إلى قراءة الروايات الحواديت ولكن هذا لا يعني أن الأساليب الأخرى للكتابة الأدبية ليست صحيحة ولا إبداعية. إذا فإن جلال أمين اعتمد الأمر ونقيده، فهو لا يعجبه تقليدية إليوت بينما يعتمد هو الأسلوب التقليدي!.
تبقى نقطة أخيرة أحب أن أطرحها بقليل من الخبث الذي يحيط به كثير من الاندهاش وعلامات التعجب، ففي أثناء المؤتمر الصحفي الذي أعقب إعلان فوز سعود السنعوسي وروايته ساق البامبو من الكويت، والذي حضره رئيس لجنة التحكيم وأعضائها بجانب السنعوسي، ألقيت بسؤالاً بريئاً للغاية وربما يكون تقليدياً جداً ألا وهو: لماذا يفوز كل عام امرأة واحدة فقط ضمن القائمة القصيرة، فيما عدا عام 2011، الذي تقاسمت فيه رجاء العالم السعودية، المغربي محمد الأشعري الجائزة الأولى، حيث تأهلت ميرال الطحاوي أيضاً بروايتها بروكلين هايتس في القائمة القصيرة.
لن أتطرق للإجابات التي تلقيتها من رئيس لجنة التحكيم وعضو آخر في اللجنة حيث جاءت الردود عصبية جداً تسير في إطار درء أي اتهامات تخص توجهات مسبقة للجان التحكيم، لكن إجابة زاهية إسماعيل الصالحي أستاذة الأدب العربي القديم في جامعة مانشستر بإنجلترا، وعضوة لجنة التحكيم هو ما أثار انتباهي حيث قالت؛ أن مستوى الكتابات التي تقدمت بها الأديبات العربيات للجائزة كان دون المستوى ويدور كله حول الحب والانكسار عقب مغادرة الحبيب، وأن رواية جنى الحسن "انا هي والأخريات" كانت أفضل المعروض وإن كانت تسير في نفس السياق. إلى هنا "ماشي الحال" لكن ما ذكرته عقب ذلك هو ما نسف مصداقيتها عندي، أو بمعنى أدق درايتها وتمكنها من الأدب العربي نفسه وبالأخص الرواية، فهي ذكرت أنها لا تدري لماذا لم تتقدم الكاتبات الكبيرات للجائزة، خاصة وأن أحلام مستغانمي أصدرت في نفس العام روايتها " الأسود يليق بك" !!!!!!! علامات التعجب السابقة هي ما ارتسمت على وجهي عقب أن قذفت بعبارتها العبقرية السابقة، فأحلام مستغانمي مع كامل احترامي لها لا تكتب سوى عن الحب والتنهيد والبكائيات على الحبيب الذي هجر، ثانياً وهو الأهم أن الأديبة الكبيرة بحق وإحدى ملكات الرواية العربية: هدى بركات كانت ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر هذا العام بروايتها "ملكوت هذا الأرض" والذي تبتعد بالطبع عن بكائيات عشق النساء، لكن ربما عمق أسلوب هدى بركات وحداثيته لم تستطع دكتورة زاهية وباقي أعضاء لجنة التحكيم أن تستوعبه وبالتالي تم استبعادها من القائمة القصيرة.
في النهاية لا أملك سوى الاحتفاء بالجائزة التي أثرت الحياة الأدبية العربية ووسعت من الرقعة الجغرافية للكتابة العربية، ومبروك للفائزين خاصة السنعوسي الذي أعاد وضع الكويت على خارطة الأدب بقوة.



الأحد، 21 أبريل 2013

بالفيديو كاتبة مصرية: مشاركة المرأة القوية في الثورة صدمت تيارات الإسلام السياسي

كتبت: أمنية طلال
قالت الروائية أمنية طلعت إن ثورة 25 يناير كانت بارقة أمل للمرأة المصرية لأنها شاركت فيها بقوة وكذلك في الأحداث التي تبعتها، موضحة أنها لم تتوقع هبوط الوضع الدستوري والقانوني الحالي للمرأة.
وأضافت طلعت، في مقابلة مع أصوات مصرية، أن هناك شهيدات كثيرات تم تجاهلهن وسحب لقب الشهيدة منهن، مشيرة إلى وجود صراع مجتمعي كبير بعد مشاركة المرأة الصادمة لتيارات الإسلام السياسي الذين حاولوا السيطرة على الثورة منذ أيامها الأولى.
وأشارت طلعت إلى أن المجتمع لم يكن مؤهلا لاستقبال قوة مشاركة المرأة ودفاعها عن حريتها وحقوقها، مؤكدة أن كل محاولات استبعاد المرأة من المشهد السياسي فشلت رغم كل ما تعرضت له النساء من انتهاكات لم تدفعها للبقاء في المنزل.
وأمنية طلعت كاتبة مصرية تميزت بمناقشة قضايا المرأة من خلال مقالاتها في جريدة البديل، ونشرت أول مجموعة قصصية لها بعنوان "مذكرات دونا كيشوتا" التي صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2004، كما صدرت روايتها الثانية "طعم الأيام" عن دار الدار في منتصف عام 2009.
وأوضحت طلعت أن وضع المرأة دستوريا مزر وينبىء بخروج قانون لإجبارها على الحجاب.
وقالت إن وضع المرأة في حالة هبوط منذ تسعينيات القرن، مشيرة الى الأوضاع السياسية التي سادت المنطقة العربية بعد دخول العراق الكويت والحالة السياسية المضطربة في المنطقة.
كانت مرفت تلاوى رئيس المجلس القومي للمرأة قالت إن المرأة غابت تماماً عن المشاركة في الحياة السياسية حتى أصبحت مصر في مؤخرة قائمة الدول العربية بالنسبة لتمثيل المرأة في المجالس النيابية، مؤكدة أن تراجع ترتيب مصر في التقارير الدولية نتيجة طبيعية لتردي وضع المرأة في جميع المجالات.
وأضافت أمنية طلعت أن حرب العراق أدت الى ظهور تيارات دينية تستخدم السلاح للدفاع عن الأراضي العربية والإسلامية وكانت تقوم بالتضييق على المرأة، موضحة أن ذلك ما حدث في العراق حيث تم التضييق على المرأة العراقية وحدث نفس الشيء في مصر.
وأشارت إلى أن الأحداث المتتالية بعد حرب الخليج الأولى كان لها تأثيرات اقتصادية على المنطقة تأثرت مصر بها بشكل كبير، قائلة "إن الحكام في مصر واجهوا هذه الأزمة بنوع من التغييب وفتحوا الباب للتيارات الدينية الرجعية التي عملت على تغييب الشعب حتى لا يكون هناك ضغط شعبي على الحكومة".
ولفتت طلعت إلى أن صعود تيار الإسلام السياسي إلى الحكم أثر سلبا على وضع المرأة، مشيرة إلى أنه تم الترويج لأفكار معادية للمرأة منها أن جسد المرأة حرام، ومكان المرأة المنزل، وأنها الجوهرة المكنونة، وأنها سبب بطالة الرجل.
واستنكرت المنظمات النسائية إقرار اللجنة التشريعية بمجلس الشورى قانون انتخابات مجلس النواب دون اعتماد تدابير تدعم مشاركة المرأة، معتبرة ذلك تمييزا ضد المرأة.
ويتضمن القانون وضع كل قائمة مرشحة واحدة على الأقل من النساء دون الاشتراط بتحديد مكانها في النصف الأول من القائمة.
وقالت إن الترويج لأهمية حجاب المرأة والنقاب بدأ في التسعينات حتى وصل الى ذروته فيما قبل الثورة وزاد بصعود تيار الإسلام السياسي.
وأضافت أن المرأة على أرض الواقع في الشارع المصري أصبحت أكثر وعيا وأكثر نشاطا في المطالبة بحقوقها والتعبير عن رأيها من خلال الانضمام لحركات نسائية والمشاركة في وقفات احتجاجية، وإدراك أهمية صوتها الانتخابي، قائلة "على المستوى الشعبي المرأة في تصاعد كبير".
وشددت طلعت على أن الحكومة مازالت منفصلة عن الشعب في قراراتها وتحركاتها خارجيا وداخليا، موضحة "الرئيس محمد مرسي يخاطب جماعته وحزبه ويتجاهل مليون مواطن".
وأعربت عن اعتقادها بأن الحركات الشعبية الحالية ستنظم نفسها تحت عدة ألوية سياسية ومن ضمنها الحركة النسائية، مشيرة إلى أهمية وجود قوى شعبية تعمل بشكل حقيقي، قائلة "المصريين هيجيبوا حقهم بإيديهم".
وقالت إن روايتها الجديدة تصدر أول مايو المقبل بعنوان "نسائي الجميلات"، موضحة أنها لأول مرة تتناول حياة 4 شخصيات نسائية في رواية كاملة، مشيرة الى أنها تناقش الصراع لدى شخصيات الرواية مع ما تربين عليه من عادات وتقاليد معادية لحرية المرأة.
وأضافت أن الرواية تناقش حالة لسيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة رافضة التعامل مع المرأة على أنها سلعة تباع للرجل في سوق دون النظر لعقلها وفكرها وامكانياتها الأخرى.
وأوضحت أن عنوان الرواية يحمل خصوصية لأنها تروي عن نساء عايشتهن وشاهدت كيفية تغلبهن على العادات البالية التي تقيد المرأة قائلة "إحنا كنساء يجب أن نكون جميلات في حياتنا وسعداء وقادرات على الاستمرار في الحياة"  
.http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=RWivMzShB_M
http://www.aswatmasriya.com/news/view.aspx?id=b8a60ff2-0190-4504-8b7b-2769d6f28b85

السبت، 20 أبريل 2013

200 ألف زائر و1000 دار نشر في معرض كتاب أبوظبي




أعلن معرض أبوظبي الدولي للكتاب عن برنامجه الثقافي والمهني وبرنامج القراء الصغار، والذي من  المتوقع أن يجذب المزيد من الحضور للمعرض أثناء إقامته في الفترة من 24 حتى 29 ابريل الجاري، وتشهد دورته الحالية نموا بنسبة 15% في المساحة و13% في عدد المشاركين.

ويتميز المعرض بمشاركة رواد القطاع الأدبي ودور النشر وقطاع الاعمال في العاصمة أبوظبي حيث يعرضون أعمالهم من الكتب والمحتوى الرقمي والتطبيقات الرقمية إلى جانب التميز الثقافي.

وقال مبارك حمد المهيري، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، الجهة المنظمة للمعرض في مركز ابوظبي الوطني للمعارض: "معرض ابوظبي الدولي للكتاب هو أكبر حدث من نوعه في المنطقة، وأحد اسرع وجهات النشر نموا في العالم. لقد حرصنا على تعزيز انشطة البرنامج المهني والثقافي بفعاليات موسيقية تعبّر عن التراث العريق والغني للمنطقة، لاثراء تجربة عشرات الالاف من الزوار المتوقعين".

كما أوضح جمعة عبدالله القبيسي، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب بأن الدورة الـ23 ستكون الأكبر والأكثر شمولا وتفاعلا مقارنة بالدورات السابقة، وقال: "نحن فخورون بالنجاحات التي يحققها المعرض كل عام، في الوقت الذي يرسخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب حضوره أكثر فأكثر على الساحتين العالمية والإقليمية بصفته مركزا للحضارة العربية والادب وفي مجال صناعة النشر".

ويضم برنامج المعرض مجموعة شاملة من النشاطات المتنوعة، مثل حلقات النقاش والعروض التقديمية وفرص التواصل المتاحة، حيث سيستمتع الزوار بقائمة من 30 جلسة حوار تجمع ما يزيد على 50 متحدثاً من الخبراء ورواد قطاع النشر في المنطقة والعالم، ليقدموا أفكارهم وآراءهم حول عدد من أهم القضايا المتعلقة بالنشر.


ويستمتع محبو الكتب من الصغار بجلسات للقراءة، ومراسم توقيع الكتب وورش العمل الخاصة بالأطفال ومشاركة كتاب وقراء القصص من أنحاء العالم، إضافة إلى عروض الفنانين المشاركين في ركن الرسامين. وسيشمل ركن الابداع ورش عمل تتناول مواضيع مختلفة مثل التدوير وحماية البيئة والرسوم المتحركة والتوعية المرورية وغيرها.

ويدرك القائمون على معرض أبوظبي الدولي للكتاب الأهمية المتزايدة لموضوع النشر الرقمي حيث تضاعفت مساحة المنطقة الإلكترونية eZone للعام الجاري، بما يعكس نمو قطاع النشر الرقمي وشعبية الكتب الإلكترونية بين اوساط الجيل الجديد في المنطقة.

معرض أبوظبي الدولي للكتاب هو المنصة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط الذي يحتضن المزودين بالخدمات الإلكترونية والشركات للتواصل وعقد الصفقات مع دور النشر، حيث ستقدم المنطقة الإلكترونية حلقات دراسية حول القضايا الحديثة المتعلقة بالنشر والتكنولوجيا. وتضم المنطقة الإلكترونية eZone شركات من الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا واليونان ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن والهند.

ويتمثل أحد أهم معالم الجذب في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في عودة "ركن الرسامين أحد المواقع الأكثر شعبية وديناميكية ونبض المحتوى المرئي للمعرض. يمثل ركن الرسوم التوضيحية منصة للرسامين المحليين والدوليين لعرض مواهبهم وطلب المشورة من خبراء الصناعة. ويشارك فيه للدورة الحالية فنانون من فرنسا وسويسرا ودولة الإمارات العربية المتحدة وسوريا وماليزيا.


الأربعاء، 10 أبريل 2013

الإمارات في مواجهة العبث


ربما بعد هذا المقال يتم ترويج أنني ممولة من قبل الإمارات ولكني مع ذلك لن يهمني أن أشهد شهادة حق في دولة تميزت في عصرنا الأرعن هذا بالعقل والتطور المستنير والذي لا يأتي على حساب أو مصلحة دول أخرى، بالعكس كانت داعم دائم للدول المجاورة أياً كان انتمائها الديني والسياسي دون مصالح خاصة تجنيها، عدا السمعة الطيبة والحكمة بعيدة النظر، وربما كان السبب في ذلك أن مؤسس هذه الدولة هو المغفور له سمو الشيخ زايد الذي استحق عن جدارة لقب حكيم العرب.
لقد جاء منح جائزة الشيخ زايد الثقافية لشخصية العام الثقافية لشيخ الأزهر، تأكيداً على منهج الإمارات الدائب على السمو على المواقف الصغيرة والتدخلات في شئونها الداخلية والخاصة بالتنظيم السري الذي تم كشفه مؤخراً لقلب نظام الحكم بها، فرغم ذلك لم تأبه لفساد السياسة وعلت بالثقافة والعلم والوسطية على كل الضغائن، كما أن منح دكتور أحمد الطيب الجائزة، حمل في طياته رسالة موجهة إلينا وإلى كل المنطقة، بأن وسطية الدين واستنارته هو الحل لكل أزماتنا الفكرية الحالية. وربما لو نوينا أن نتعلم من الإمارات شيئاً فلن يكون سوى منهجها الحداثي المستنير والذي يتتبع لغة العصر من علم وتكنولوجيا، إضافة إلى التأسيس لأجيال متطورة تواكب لغة العالم الحديث، وربما يعود هذا المنهج إلى مؤسس الإمارات الشيخ زايد، والذي عمد منذ تمكنه من توحيد الإمارات السبع إلى إرسال أبناء بلده إلى كافة بلاد العالم لينهلوا من علمها ويعودوا إلى بلادهم لتطويرها، ومازال هذا المنهج مستمراً حتى الآن، رغم أن الجيل الحديث لم يعد بحاجة إلى السفر حيث كل سبل التعليم والتدريب المتطورة تتوفر في بلاده، إلا أن فكرة التطوير الدائم وعدم ترك وسيلة معاصرة دون الاطلاع عليها وتبنيها ما زالت قائمة في أذهان حكام الإمارات السبع وتحديداً أبو ظبي ودبي.
لم تركن الإمارات إلى فكرة التلاعب بالأحداث التي تشهدها دول الثورات العربية للخروج بمصلحة سياسية أو مادية مثل دول أخرى لا داعي لذكر اسمها، واستمرت في منهجها الهادف إلى حماية أرضها ومكتسباتها التي حصلت عليها بمجهودها طوال أربعين عاماً منذ التأسيس، وفي نفس الوقت لم يكن العداء منهجها تجاه أي دولة أخرى تحاول الإفساد على أرضها بل ردت على خسة السياسة بسمو الثقافة والمعرفة.
هذه هي الإمارات التي أعرفها والتي احتضنتني أكثر من عشرة أعوام، تعلمت فيها التفكير والتعبير بحرية دون جرح الآخرين، وتعلمت فيها الكثير من الأدوات المعرفية والتكنولوجية الحديثة، ووجدت وقتاً للإبداع فكتبت على أرضها كتابين إضافة إلى كتابين آخرين أنجزت نصفهما تقريباً هناك.
لا أنكر أن قيام الثورة المصرية وتر الأجواء بالنسبة للمصريين في الإمارات قليلاً، لكن هذه الدولة الوسطية تداركت أمرها سريعاً ووضعت حداً لهذا التوتر لتعود الحياة طبيعية بالنسبة لأي مصري معتدل يعيش على أرضها.

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

جواز المنكوح شرعاً


ببساطة خرجت من بيتي اليوم في اتجاه محل لقمة عيشي، تشغلني كثير من القضايا الحياتية أغلبها اقتصادي منزلي، تنغص عيشتي الأسعار التي ترتفع بجنون دون مسيطر وتحديات العمل في ظل الكساد الذي يغيم على جميع أطراف المحروسة. وضعت في حساباتي طوابير السولار التي تعوق الطريق وتمنيت داخلي أن يعفيني الله اليوم من "بلطجة" الميكروباصات" ومرح سيارات النقل الثقيل التي ترى في نفسها قوام الغزال فتسرح يميناً ويساراً بحرية على الطريق دون ضابط أو رابط. لكن للأسف وقع الذي كان أكثر مخاوفي رعباً وفوجئت بسيارة نقل منكفئة على وجهها في مطلع محور المريوطية وبالطبع انغلقت في وجهي أبواب رحمة الطريق، فعدلت مساري تجاه الكورنيش وما أدراك ما الكورنيش.
بعد ساعتين ونصف وصلت بحمد الله إلى مقر عملي وفتحت جهاز الكمبيوتر ليطالعني خبر عبقري: " جدل بتشريعية الشوري حول كشف المنتقبة لوجهها في الانتخابات". هل من المفترض أن أبكي؟ لا؛ سأضحك على الخيبة الثقيلة فمجلس شورتنا المنتخب من قبل أقلية شعبية هزيلة قرر ترك كل أزماتنا الحياتية ليناقش حال السيدة المبجلة المنتقبة في الانتخابات. هل تشغلني انتخابات البرلمان القادمة كثيراً؟ لا؛ بصراحة شديدة وبالمصري الصريح " يتحرقوا" فما الذي سيفعله العيان بالميت في النهاية؟
الشيئ الوحيد الذي أثار انتباهي: هو هذا الاهتمام الشديد بحال المرأة في ظل الحكم الحالي، لدرجة أنهم حلوا جميع أزمات النساء ولم يتبق سوى راحة المنتقبة في الانتخابات. على الفور تذكرت قصة " جهاد النكاح" الذي تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي طوال الأسبوع الماضي وشكرت الله أن مجتمعنا الاسلامي النبيل وجد للمرأة وظيفة جديدة في الجهاد بعد أن كان دورها يقتصر على التمريض والسقاية وتوفير الطعام، فأصبح علينا أيضاً أن نُسلي المجاهدين بأجسادنا. ما علينا، لماذا أشغل بالي بالأمر فأنا لا أصلح لجهاد المناكيح نظراً لتحديدهم الفئة العمرية من سن 14 إلى 25.
فلندع ما سبق لحاله ولتفكروا معي في المعضلة اللغوية التي شغلتني، ففعل "نكح" مضارعه "ينكح" وبالتالي المفعول به منكوح، أي أنه يأتي في صيغة مذكر وليس مؤنث، وبالتالي السؤال الفقهي العويص الذي شغل بالي هو: هل يجوز أن يجاهد الذكر "جهاد النكاح" بأن يكون منكوح وليس ناكح؟ السؤال الثاني: هل ستترك النساء تمثيلها الشرعي في الجهاد للرجال بعد أن حصلت عليه بعد طول نضال؟
الغريب في الأمر فعلاً؛ أن يترك مجلس الشورى هذه القضية المصيرية دون نقاش ويتفرغ لنقاش جواز كشف المنتقبة لوجهها في الانتخابات؟. إلى متى سيترك ولاة أمورنا المسائل المصيرية ويتفرغ للأمور الثانوية؟ إنهم بالفعل يهدرون طاقات الشابات المسلمات.
 أعتقد تماماً بأن هناك اضطهاد متعمد للمرأة المصرية، حيث تزويج الرجال بنساء سوريا يجري على قدم وساق وعندما انفتح الباب للنساء تجاهلوه؟ إلى متى سنتحمل هذه العنصرية؟ أجيبوني بالله عليكم.




الولية المنكسرة


في عصرنا هذا لم يعد مصطلح "الولية" يعود إلى نوع الأنثى فقط، فالولايا أصبحوا كُثر ومن النوعين ذكوراً وإناثاً، فالولولة على أي شيئ وكل شيئ أصبح هو الصوت الوحيد المسموع في الفضاء الإعلامي والفضاء الإليكتروني وحتى فضاء العبث والجنون.
أتعجب كثيراً وتحبس أنفاسي الضحكات المتعالية؛ عندما أستيقظ صباحاً لأقرأ "ستيتس" لأحدهم بالفيس بوك يولول على أحد رجال أعمال مبارك الذين يتعرضون للتضييق والضغط من قبل حكام اليوم حتى يشاركونه أمواله أو يأخذونها بالكامل منه، فتسمع جمل مثل "رجل الأعمال الوطني المخلص يتعرض لكذا وكذا" ثم ينهي عبارته العبقرية بـ : مصر خربت يا رجالة وترجع لعصور التخلف والقهر.
علامات تعجب ترسم خرائط على وجهي ولا أتذكر سوى شخصية "كحيت" التي ابتدعها أحمد رجب العظيم....ما علينا يا سيدي : هات اللي بعده يا ابني!! سمعني.
ولا يمر يوم أو يومان إلا وتأتيك الولولة الجديدة من أحد حملة القلم الصناديد وهو يكتب متسائلاً بحزن عميق عمن ينقذ الجماعة من نفسها؟ وعندما تبحث في تاريخ الرجل تكتشف أن المسكين لا ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وأنه حتى لو كان من الذين تحمسوا لهم باعتبارهم الفصيل السياسي الذي بدا لنا فيما سبق أنه جاهز لحكم مصر الآن، فمن الطبيعي أنني لن أتعاطف مع أخطائه وسأعارضه بقوة وإن لزم الأمر أسقطه من الحكم طالما لم يتمكن من وضع خطة محترمة لصالح إصلاح مصر وحال شعبها. لكن أن أولول عليه وأبكي لأنه لم يكن في مستوى تطلعاتي فهذا أمر لا تفعله سوى المرأة المنكسرة التي زوجها أهلها من رجل دون إرادتها فاكتشفت أن ناره لا تختلف عن نار أبيها، فلا تملك سوى البكاء والعديد والجلوس في أحد الأركان منتظرة لشفقة الناس عليها حيث لا يوجد بيدها حيلة يا ولداه.
الغريب أيضاً أنني أجد من يخرج معلناً انضمامه إلى جماعة " آسفين يا ريس" مصرحاً بأنه أخطأ عندما خرج في الثورة وأعطى صوته للإخوان فلم يجد حل لكل الأزمات التي نعيشها سوى الانضمام إلى تلك الجماعة المنسحقة والتي لا يمكن وصفها سوى بالتلميذ الخائب الذي اعتاد سحل المدرس أو والده له كي يذاكر وينجح، بينما لا يمتلك هو أي مقومات النجاح الذاتي بالعمل الدؤوب والتجربة والخطأ وتحمل مسئولية وتبعات أخطائه، لينهض من جديد متعلماً منها.
هل ما سبق من نماذج هو المطلوب لبناء مصر بعد أن خربت على يد مبارك ثم أكمل مشوار الخراب من يتربعون على العرش الآن؟ بالطبع لا، حيث لا يمثل أي منهم تطلعات الشباب الذي يعمل على الأرض ويدفع دمه ثمناً للخروج من الأزمة نحو عالم أفضل ربما لن يراه لكن يكفيه أن أبناء جلدته سيرونه وسيعيشون في رفاهه.
أيها المولوين ..تنحوا جانباً لأنها ببساطة " مش نقصاكم".