الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

الوجه السياسي للثقافة والفن...من الأدب الروسي للأفلام الأمريكية وصولا إلى الدراما التركية


قنوات مصرية تلغي عروضها التركية والسؤال: ما هو البديل؟


البديل المصري جاهز وشركات الإنتاج تحتاج إلى ابتكار أساليب تسويقية جديدة

الفن العربي يلعب دور الفريسة في دراما السياسات العالمية لتحديد مصير المنطقة


هل تحتاج مصر إلى المسلسلات التركية فعلا؟ ...سؤال أطرحه على نفسي منذ وقت طويل، فمثل أي مواطنة مصرية صالحة، لم أتمكن من مقاومة إغراء الشوارع النظيفة والرجال ممشوقة القوام أصحاب الشعر الناعم والعيون الملونة، لكن كل هذه المغريات لم تتمكن من دفعي إلى المضي قدماً في مشاهدة أي مسلسل تركي ورد على قنواتنا المصرية أو الفضائية، فهي ببساطة دراما مُعَوقة تم قتلها بحثاً في السينما والدراما التلفزيونية المصرية ملايين المرات منذ أن دخل الفن السابع الساحر مصر في أوائل القرن العشرين. ولو كانت هذه الحكايات القديمة تمثل الواقع التركي فعلاً فهي بالتأكيد لا تعبر بأي شكل من الأشكال سوى عن مجتمع عقيم لا تتوائم مشاغله وأسلوب حياته مع العصر الحديث، حتى المسلسلات التركية التاريخية فهي لا تخرج عن نفس الإطار المُعَوَق، مجموعة من النساء والرجال في حالة كبت جنسي وسباق محموم بين النساء للفوز بقلب رجل حيث تُحاك المكائد داخل خدور الحريم.

لم أستطع أن أقف على أسباب الاقبال العظيم على هذه المسلسلات، لكنني وبعودة بسيطة إلى الماضي التلفزيوني الأليم للعالم العربي، تذكرت هذا المسلسل الأسطوري الذي شغل نساء مصر قبل رجالها لسنين طويلة، وهو ( Bold and Beautiful) رغم أنه ببساطة لا يحكي سوى قصة متشابكة لمجموعة من المنحرفين الذين يعيشون ترفاً من الصعب استيعابه جملة واحدة على الشعب المصري الغلبان. وكذلك مسلسلات أخرى كثيرة شغلت المشاهد المصري وأثرت في تكوينه مثل ( knots landing ) و ( Falcon Crest ) و ( MacGyver) ....إلخ.

في تلك الفترة من أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين كانت الثقافة الأمريكية قد استطاعت أن تجد لها موضعاً لقدم في مصر والمنطقة، حيث استطاعت أن تلفت الأنظار إلى الحياة الأمريكية وتصدير " الحلم الأمريكي" للشعب المصري الذي بدأ في التخلي عن ثقافات غربية سابقة والانغماس بكليته في تلك الثقافة البديلة والتي تبدو أكثر حداثة وتطورا وعصرنةً، مقارنة بثقافات غربية أخرى مثل الأوروبية والسوفيتية. في نفس الوقت تقريباً بدأت السينما الهندية تغزو محلات تأجير شرائط الفيديو ودور السينما الدرجة الثالثة أو المعروفة شعبيا " السينما الترسو". آنذاك كانت الدراما العربية محتكرة لصالح قطاع الإنتاج المصري وفترته الذهبية التي ترأسها ممدوح الليثي الذي تولى المنصب عام 1985 ولا ينكر حتى الجاحد او المعترض على شخص الليثي نفسه، أن هذا الرجل استطاع أن يخلق حالة ثرية في الواقع الدرامي المصري، حيث برزت أسماء كثيرة في سماء الفن بسببه مثل السيناريست الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة والمخرج الكبير الراحل  يحيى العلمي والمخرج محمد فاضل وغيرهم كثيرون من الممثلين أمثال ممدوح عبد العليم وآثار الحكيم و خالد زكي وفردوس عبد الحميد وعفاف شعيب الذين فقدوا بريقهم بعد ذلك لأسباب متباينة.

مع بزوغ عصر الفضائيات في أوائل التسعينات من القرن الماضي واتساع رقعة القنوات العربية بما فيها المصرية، ظهر احتياج لزيادة عدد ساعات الانتاج العربية وبدأت سوريا تجد لها موضعاً لقدم لدى المشاهد العربي والمصري أيضاً، وأذكر أنني توجهت بسؤال عام 1999 لوزير الإعلام المصري آنذاك صفوت الشريف عن السبب وراء عدم عرض الدراما السورية في القنوات المصرية، حيث لم يكن المواطن المصري قد دخل عالم الفضائيات بقوة ومازالت الغالبية من الشعب تشاهد القنوات الأرضية فقط، حينها أجابني بأن قطاع الإنتاج ينتج ساعات درامية كافية لسد احتياجات القنوات المصرية ولا يوجد متسع للمنتج السوري أو العربي بشكل عام، وعندما سألته إن كان من الممكن عرض مسلسل واحد على الأقل في السنة، تجاهل سؤالي ومضى، وكان ذلك أثناء مهرجان الإذاعة والتلفزيون آنذاك.

لم أكن ساذجة بما يكفي لأن آخذ إجابة صفوت الشريف دون ثبر أغوارها، فالأمر كان واضحاً تماماً، أنها سياسة دولة لأن القنوات التي لا تتسع ساعات بثها للمسلسلات السورية، كانت تتسع لعرض مسلسل لا علاقة له بطبيعة مجتمعنا المصري، بل إنه لا علاقة له بالواقع الأمريكي نفسه ولا يشاهدها حتى المواطن الأمريكي، وأعني مسلسل ( Bold & Beautiful) الذي يمارس فيه الجنس كل أبطال المسلسل بلا ضابط ولا رابط وحتى وإن حاولنا أن نكون منفتحين إلى أبعد الحدود فلن يستطيع أكثرنا انفتاحاً أن يستوعب فكرة أن يمارس الأب الجنس مع عشيقة ابنه وأن تنجب منه طفلاً غير شرعياً لتعود وتمارس الجنس مع ابنه مرة أخرى. أذكر أن عقلي البسيط لم يستطع فهم آلية حدوث هذا الشئ آنذاك فقررت التوقف عن مشاهدة المسلسل.

بغض النظر عما سبق، أستطيع وبعد هذا هذا العمر الطويل من عشقي للسينما والدراما وانتمائي لفن الحكي بغض النظر عن الوعاء الذي ستخرج فيه الحكاية، أن ما نشاهده على شاشاتنا وتحديداً من المنتج الأجنبي أياً كانت بلد هذا المنتج، ما هو إلا تعبيراً عن التوجه السياسي لحكومة بلادنا، فمع بدء اختفاء الأفلام الأوروبية بشكل عام عن برنامج " نادي السينما" والذي كان وجهة جيلي الوحيدة للاضطلاع على المنتج الفني غير المصري، وزيادة جرعة الأفلام الأمريكية ثم سيادتها لكل ما هو غير مصري على الشاشة المصرية لتصبح الأفلام والمسلسلات كلها وارد أمريكا، كان الهدف هو ترسيخ الثقافة الأمريكية في الوجدان الشعبي المصري، وبالفعل هذا ما حدث فالشعب المصري حتى غير المتعلم منه تحتوي لغته المحكية على مفردات باللغة الإنجليزية ينطقها كيفما أراد. وكذلك أصبحت أمريكا هي الحلم والوجهة المبتغاة لكل انسان مصري بسيط. ننتقد أمريكا وسياساتها لكننا في النهاية نعشقها ونعشق موسيقاها بدليل أنه حتى الغناء الشعبي المصري دخلت عليه موسيقى التكنو الأمريكية ومنذ مطلع السبعينات وحتى أواخر التسعينات انتشرت فرق الجاز والجاز فيوجن في كل مسارح مصر وأولها الأوبرا المصرية.

نحن ننتمي بشكل أو بآخر لأمريكا لأن دولتنا العزيزة منذ السبعينات وجهت قبلتها نحو الشمال، وفي الوقت الذي كان الأدب الروسي والفرنسي المترجم هو الشغل الشاغل لجيل الستينات والذي استطاع جيلي أن يلحق بأواخره من إصدارات الهيئة العامة للكتاب، حلت السينما والدراما الأمريكية محلهما لأن الثقافة الأمريكية ببساطة لا علاقة لها بالكتاب وإن كان لديهم دور نشر عريقة وعظيمة لكنها لا تمثل الحلم الأمريكي المادي خارج حدود أمريكا نفسها.

نعود إلى تركيا، أو إلى الحلم التركي الذي بدأ ولاة أمورونا يوجهون نظرنا نحوه منذ منتصف الألفينات تقريباً، فتركيا ليست مجرد دولة أوروبية أخرى، ولا حتى مجرد محاولة لتنويع المعروض الفني علينا لتوسيع دائرة ثقافتنا وفتح آفاق العالم علينا، فالهند مثلاً رغم انها تنتج دراما متميزة لا تختلف في سذاجتها الفكرية كثيراً عن الدراما التركية إلا إنها ليست دولة اسلامية فمعظم الدراما الهندية تحكي قصص من واقع أسر هندوسية يظهر فيها شخصيات مسلمة تماماً مثلما نفعل في الدراما المصرية حيث شخص مسيحي لا يتمتع بأي أبعاد عميقة ( مجرد واحد معدي في الحكاية ويتصادف أن يكون اسمه مايكل). أما تركيا فالأمر مختلف حيث أنه مجتمع مسلم بالكامل ويحمل وجهاً مغايراً للذي نحمله نحن، فالوجوه ليست مكفهرة والنساء رشيقات ممشوقات يعشن الحياة بحرية ودون قيود في الملبس، وشوارع نظيفة وحياة تبدو عصرية ومرفهة. هل يأتي الأمر بالصدفة البحتة؟ من وجهة نظري المتواضعة فالإجابة هي لا. فتركيا دولة اسلامية منذ سحيق الزمان والساحة الفنية التركية قوية منذ وقت طويل، فما الذي جعلنا نتوجه إليها الآن، خاصة في دولة مثل مصر معروفة بأنها هوليوود العرب، حيث إنتاج سينمائي وإن كان متعثراً، ودراما تلفزيونية تعود إلى الستينات منذ أن دخل اختراع التلفزيون مجتمعنا.

لقد تم تهيئة المجتمع المصري منذ أواخر السبعينات مع فتح الباب للتيارات الدينية المتشددة ووجهها الذي يبدو طليعيا ومثقفاً من خلال الإخوان المسلمين، لفكرة عودة الخلافة الإسلامية، جميعنا كنا نتباكى على انهيار الخلافة الاسلامية والتي كانت الخلافة العثمانية آخر من مثلها، ورغم أن جيلي كان آخر الأجيال المصرية التي درست الخلافة العثمانية باعتبارها استعمار للمنطقة العربية تم تقويضه على يد الاحتلال الإنجليزي لتبدأ رحلة التحرر العربي وبزوغ نجم القومية العربية، إلا أن المد الثقافي للتيار الديني المتشدد استطاع من خلال عمله على الأرض أن يجذبنا لفكرة توحد كافة الشعوب الإسلامية تحت لواء خلافة واحدة لنشكل قوة عالمية مجابهة للقوى الاستعمارية الغربية. كان النزاع في الثمانينات والتسعينات بين قوتين حقيقيتين على الأرض وهما قوى القومية العربية وقوى القومية الاسلامية ممثلة في حلم الخلافة المفقود. لا ينكر أحدنا أن القومية الإسلامية تغلبت على العربية دون أن يفكر أحدنا في كيفية توحيد هويات ثقافية تنتمي للإسلام أيضاً تحت الهوية الثقافية العربية، مثل باكستان وأندونسيا وإيران مثلاً. وبغض النظر عن هذه النقطة فإن كفة الخلافة الإسلامية رجحت لدى العرب في النهاية، فكانت الخطوة التي يجب أن تلي هذا الأمر هو تحديد موقع هذه الخلافة، فلم يكن هناك سوى تركيا فهي من وجهة نظري المتواضعة تحمل صفات عديدة تؤهلها لذلك، مثل كونها تقع في أوروبا حيث الحلم الدفين في داخلنا لأن نكون مثل أوروبا، وكونها البلد التي خرجت منها آخر خلافة إسلامية قضى عليها الغرب الاستعماري الكافر، ولا ننسى في النهاية أنها في العقدين الأخيرين بدأت في التخلي عن علمانية أتاتورك وسيطر عليها حكام يمثلون تيارات سياسية إسلامية. لم تكن تركيا اختيار عربي صرف، ولكن أيضاً لأن تلك الدولة بعد أن استطاعت أن تعبر أزماتها الاقتصادية بشكل كبير ومع رفض الاتحاد الأوروبي لضمها إليه بدأت في البحث عن ساحة لفرض سيادتها السياسية لأسباب عديدة أهمها إقتصادي حيث أننا نمثل سوقاً هامة لها، فالمسلسلات التركي ليست المنتج الوحيد الذي غزا أسواقنا.

مؤخراً وبعد وضوح الهدف السياسي التوسعي لتركيا من خلال رجالها في بلادنا ألا وهم الإخوان المسلمين وتابعيهم، بدأت تتصاعد نبرة الغضب الشعبية ضدها ورغم إن أغلب القنوات الفضائية المصرية والعربية أعلنت في أواخر رمضان الماضي عن عودة المسلسلات التركية لشاشاتها، قامت قنوات مثل "الحياة" و "النهار" و "القاهرة والناس" باتخاذ قرار بوقف عرض المسلسلات التركية رداً على الموقف الرسمي التركي من الأحداث في مصر الآن، وهذا قرار سليم ولكن السؤال الأهم هو: متى ستتوقف تبعيتنا الثقافية والفنية؟ متى سنعود لسابق عهدنا بأن نكون منتجين ومصدرين للثقافة؟ ولماذا لا نستغل الطاقات الفنية الشابة التي ظهرت على السطح خلال هذا العام والعام الماضي لإنتاج دراما مصرية عربية متميزة، خاصة وأن مصر في السنوات القليلة الماضية استقبلت العديد من المواهب الفنية العربية والتي أثبتت قدرتها على الاندماج في الحالة الفنية المصرية. لم يعد الأمر في يد قطاع الإنتاج وحده الآن فشركات الإنتاج الخاصة تملأ ربوع القاهرة، لكنها في رأيي مازالت جبانة وغير قادرة على تسويق منتجها طوال العام حيث تعتمد فقط على خصوصية شهر رمضان. إن الأمر يحتاج إلى شجاعة ورغبة حقيقية في العمل وابتكار أساليب تسويقية جديدة لتدوير آلة الانتاج الفنية في مصر، فهل سنرى ذلك خلال الأيام القادمة؟

  

 

 

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

رغم الأحداث السياسية العاصفة ...دراما رمضانية متميزة


أعتقد أنه من المناسب الآن أن نقدم رؤية شبه مكتملة عن الأعمال الدرامية التي دخلت في السباق الرمضاني لهذا العام. فالأحداث الدرامية للأعمال وصلت في مجملها إلى قمة الصراع ما يجعلنا قادرين على اتخاذ القرار بشأنها.

بالطبع لم أتمكن من مشاهدة كل المسلسلات حيث أن الأمر يخرج عن نطاق قدرات " السوبر مان" شخصياً وبالتالي فإن كل ما يمكنني إطلاق قرار بشأنه لا يزيد في مجمله عن الستة أعمال درامية أو ما يقارب ذلك.

ودعوني أمنح جائزة أفضل دراما رمضانية لمسلسل " نيران صديقة" الذي أبدع في كتابته السيناريست الموهوب محمد أمين راضي، فهو ببساطة أعاد ماء الحياة للدراما المصرية وجعلنا نتذكر العصر الذهبي لأسامة أنور عكاشة، حيث المؤلف هو اللاعب الرئيسي في العمل الدرامي ويعود إليه بشكل كبير نجاحه أو فشله، فمهما كانت عظمة المخرج وروعة الممثلين، لو لم يكن هناك نص متميز لما كان هناك دراما متميزة. وهذا ما شعرته مع مسلسل نيران صديقة من الحلقة الأولى، حيث قابلت معالجة نصية مغايرة وذكية دفعتني لأن أبحث عن السيناريست وهو أمر لم أعد أهتم به مؤخرا. أحداث المسلسل تدور في زمنين مختلفين، فهو ثابت في عام 2009 ولكن يعود إلى 1986 ومن ثم تتصاعد الأحداث متقدمة في الأعوام إلى أن تصل إلى اللحظة الراهنة التي يتوقف عندها أبطال الحكاية. غرائبية الأحداث أيضاً يعالجها راضي بشكل مبدع يقف به على قدم المساواة مع أعمال الإثارة التي اعتدنا الانجذاب إليها في الانتاج الأمريكي، وما يُكسبه حلاوة إضافية أنه يقدم هذه الإثارة من خلال شخوص وأحداث داخل مجتمع يخصنا ما يُكسبه حميمية نفتقدها مع الأعمال الأجنبية. لا توجد حاجة لأن أمدح الأبطال أو المخرج فكلهم تضامنوا في عزف سيمفونية محمد أمين راضي ببراعة.

في المرتبة الثانية بالنسبة لي، يأتي مسلسل "موجة حارة" وهو مأخوذ عن نص للراحل الكبير أسامة أنور عكاشة  قامت مريم نعوم بتقديم معالجة درامية له. المسلسل يناقش بجرأة كبيرة أمراض المجتمع المصري في السنوات السابقة على الثورة، من فساد طال كل شيئ ويوضح أن الفساد عبارة عن شبكة واحدة لا يمكن أن نفصل جزء منها عن الآخر، ففساد الشرطة مربوط بفساد رجال الدين مربوط بالقوادين وتجار الرقيق الأبيض. الجميع في المسلسل قدم دوره برقي وابداع حقيقي، لكن المعجزة التي جعلتني أًصر على أن لا تفوتني حلقة واحدة من المسلسل هو الفنان سيد رجب، فهذا الممثل الكبير يؤكد لي عاماً بعد عام أن الساحة الفنية في مصر ظالمة وقاسية، فأين كان سيد رجب قبل مسلسل الطرف الثالث الذي تم عرضه العام الماضي؟ أين كان هذا الممثل الغول الذي يستطيع ببساطة أن يأكل كل من حوله فيصبح هو النجم الحقيقي وما عداه مجرد ممثل عادي؟ ... ويشترك سيد رجب أيضاً في مسلسل آسيا بدور " بحر" الرجل الصامت والكلب الوفي لتاجر آثار وسلاح يدير أعماله تحت ستار ملهى ليلي في شرم الشيخ. ومسلسل "آسيا" في رأيي مجرد فكرة جميلة لم يتمكن مؤلفها عباس أبو الحسن من إخراجها بشكل لا يدعونا إلى التثاؤب وإمكانية ملاحقة الأحداث حتى لو فاتتنا حلقة أو اثنين، كما أن المخرج محمد بكير لم يتمكن من الاستفادة بالإنتاج الضخم الذي تم تكريسه للمسلسل. ورغم عشقي الخاص بالفنانة منى ذكي التي أحب بساطتها في الأداء وسلاسة تعبيرها عن كافة الأدوار التي لعبتها، إلا إنها وبمنتهى الصراحة ليست الشخص المناسب لهذا الدور، وللأسف مرة ثانية فإن شخصية آسيا لم تكن لتليق على ممثلة مصرية عدا حنان ترك رحمها الله فنياً منذ ارتدت الحجاب ثم اعتزلت الفن نهائياً بعد أن قدمت أعمالاً لا تليق بمستواها الفني الذي بهرتنا به لنسنوات طويلة.  

" العراف" للنجم الكبير عادل إمام لا يمكن أن نصفه بغير أنه مسلسل معمول خصيصاً له ولا يخرج عن الإطار المحفوظ صم للنجم الكبير، فهو مجرد اسكتشات لطيفة ومتفصلة عليه، لكن في النهاية لا ننكر أن عادل إمام حتى لو قال "ريان يا فجل" هيكون على قلبنا زي العسل، حيث خرج عادل إمام منذ زمن طويل من سباق إرضاء الجماهير إلى دائرة عشقهم وعشقنا له مهما فعل.

مسلسل "القاصرات" يتناول موضوعاً مهماً جداً لكن تم تناوله بأسلوب حيد القضية ولم يستطع تقديم دراما جاذبة تنفر المجتمع من بشاعة زواج القاصرات إيقاظ الضمير الشعبي ضدها، أما "مزاج الخير" فهو شهادة وفاة حقيقية لمصطفى شعبان الذي فيما يبدو "اتزنق" في هذه النوعية من الأدوار ولم يعد مجدياً المحاولة للخروج منها، ثم نأتي لمسلسل " الزوجة الثانية" الذي لم أستطع أن أكمل حلقتين متتاليتين منه حيث لم ينجح سوى في إصابتي بحالة استياء شديدة، فقررت التوقف عن المشاهدة.

لم أتمكن من مشاهدة مسلسل "ذات" و" اسم مؤقت" رغم مدح الكثير من المشاهدين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لهما، وعن طريق الآراء التمبادلة على تلك المواقع علمت أن هناك عنصران أثارا انتباه الناس في مسلسل "حياة" للفنانة غادة عبد الرازق، الأول هو الثراء الفاحش في فيللا حياة والألفاظ البذيئة التي نفرت كثيرون طوال حلقات المسلسل. ويبدو أن نجوماً مثل يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين لم يتمكن خلال الأعمال التي قدمنها هذا العام، أن يلفتن نظر المشاهد حيث لم ألحظ تبادل أي نوع من الأراء السلبية أو الإيجابية بخصوصها.

 المقال تم نشره في جريدة اليوم السابع

الخميس، 20 يونيو 2013

تاني وتالت ورابع ...الختان مصيبة يا هوووه

أعترف أنني مللت ... لقد "زهقنا" على رأي الثوري التونسي مع بعض من التصرف، وإن كان بإمكاني استخدام تعبيره كما هو ( لقد هرمنا). كم من التقارير والتحقيقات والمقالات أجريت وكتبت عن موضوع ختان الإناث؟ كم مرة جلست مع نساءً ورجالٍ، والنساء أكثر من الرجال يصرون على أن الختان ضرورة بالنسبة للمرأة ...بالطبع لم يجتمعوا على سبب واحد قاطع يؤكد ضرورة الختان فالأسباب متعددة، تختلف باختلاف درجة تعليم الفرد الذي يبرر وجهة نظره، ودعوني أؤكد أن المتعلمين أخطر ممن لم ينالوا قسطاً أو لم تمحى أميتهم من الأساس، بل أن كثيرا من غير المتعلمين أكثر وعيا وقدرة على استيعاب أمر جديد لا يتوافق مع العادات القديمة.
منذ فترة نشرت الصحف خبر وفاة فتاة في الثالثة عشر من عمرها إثر جرعة زائدة من المخدر أثناء خضوعها لعملية الختان لدى أحد الأطباء في مدينة المنصورة. لم يكن السبب المباشر في وفاة الطفلة هو بتر عضوها الأنثوي – هذا هو الاسم الحقيقي للختان – لأنه ببساطة لا يتعرض الانسان غالباً للموت نتيجة بتر عضوه الجنسي وفي الماضي كان العرب يخصون الذكور من العبيد ليقوموا على خدمة النساء في الحريم ولم يكن العبد يموت إلا في حالات نادرة، لكنه في النهاية يعيش ميتاً حيث لا تموت رغبته الجنسية ومصدرها المخ ولكنه يعيش عمره كله غير قادر على تصريف وإشباع هذه الرغبة.



بتر " البظر والشفرتين" لدى الأنثى يساوي تماماً بتر الخصيتين والعضو الذكري لدى الرجل. الفرق الوحيد أن المرأة لا تتوقف عن القدرة على الإنجاب بعد بتر الأعضاء الظاهرة من جهازها التناسلي، لأن الجهاز التناسلي " لدى المرأة أكثر تعقيداً من الرجل حيث ينقسم إلى جزء ظاهر " البظر والشفرتين" وجزء خفي "الرحم وقناة فالوب والمبيضين" والجزء الداخلي هو المسئول بشكل مباشر عن الإنجاب حيث لا تتوقف عن التبويض وبالإمكان تلقيحها.

أما الرجل فجهازه التناسلي بسيط وكله ظاهر، حيث الخصيتين هما المسئولتين عن إنتاج الحيوانات المنوية والعضو الذكري هو المسئول عن توصيلها إلى رحم المرأة ليتم التخصيب.



لما سبق لا يشعر الانسان بشكل عام أن بتر البظر والشفرتين سيؤثران على مستقبل المرأة في الزواج والإنجاب ويصعب حتى على المرأة التي تم ختن عقلها منذ الصغر أن تستوعب مدى الجرم المُرتكب في حقها، نظراً لتكريس فكرة بشاعة ممارسة الجنس، لدرجة أن النساء في مصر بشكل كبير يخجلون من ممارسة الجنس حتى مع أزواجهن ويتعاملن مع الأمر على أنه إجراء يؤدي إلى الإنجاب وطالما لن تنجب فهي لا تحتاجه. ومع تضييق المجتمع على المرأة ولصق فكرة الشرف بها فهي ترث وتورث بإصرار فكرة خطيئة الجنس حتى في الزواج ويكون تفكيرها منصباً على شيئ واحد هو الانجاب وإرضاء زوجها حتى لا يتزوج عليها أو يخونها مع أخرى، أما هي فلا توجد لديها أي رغبة وبالطبع الجنس شئ مقرف ( هكذا تقول أغلب النساء في مصر علناً).
بالطبع مسألة الجنس المقرف مقولة ترددها النساء شفهياً لكن بالاقتراب إليهن نكتشف أنهن جميعاً يعانين من إحباط عاطفي وجنسي وأنهن داخلياً يكرهن أزواجهن ويتمنين غيره لكنهن خوفاً من المجتمع لا يبحثن عن حل لأزمتهن خارج المنزل مع رجل آخر. وحتى لو خانت المرأة زوجها فإنها ستقع في دائرة مغلقة من الشعور بالحرمان لأنه لن يستطيع أي ذكر مهما بلغت فحولته أن يُشبع امرأة مختونة ...هكذا بكل بساطة، لأن العقل يعطي إشارات الرغبة والأعضاء التي تترجم تلك الرغبة وتحقق إشباعها مفقودة.
دعونا بعد هذه المقدمة المطولة أن نُفند أسباب الختان لدى المجتمع المصري بكافة طبقاته:



أغلب أهل الريف وخاصة في صعيد مصر لا يقدمون مبررات للختان، فقط يقولون أنه أمر متوارث قام به أهلهم من قبلهم وأنهم لم يروا نساءً تموت بسبب الختان ... وبالطبع لديهم كل الحق، فنادراً ما تموت فتاة بسبب الختان لكن الأمراض التي تلحق بها بعد الختان متعددة. لكن ولأننا في مصر ندور في حلقات مفرغة ستجد صعوبة في توضيح أمر الأمراض هذه، لأنهم يعانون من فقر شديد في الرعاية الصحية إناثاً وذكوراً، فكيف ستقنع عائلة ريفية ترى الموت كل يوم بين أفراد أسرتها نتيجة العديد من الأمراض أن الختان سيؤدي إلى أمراض متعددة تصيب الأنثى، والأنثى قد تموت من البلهاريسيا أو الالتهاب الكبدي الوبائي أو السرطان الثدي ...ونفس الشيئ بالنسبة للذكر ...لذلك إذا أردنا توعية أهل الريف بمضار الختان الصحية علينا أن نضع خطة متكاملة شاملة التنفيذ فوراً لتوفير رعاية صحية كاملة لأهل الريف كلهم بما فيهم الاناث طبعاً وموضوع الختان ...هنا يمكن أن يسمعوك ويفهموك ويقرروا وقف الختان.
أما بالنسبة للمتعلمين " المتنورين" فالمصيبة أكبر لأنهم يدفعون بآراء وحجج "واهية طبعاً" ليبرروا لأنفسهم الاستمرار في هذا التقليد المتوارث المزموم ....وأول هذه الأسباب أن الختان من الدين وأنه سنة متوارثة عن الرسول الذي أمر بها، وللأسف الشديد يدعم هذا الرأي مشايخ " الفتة" من السلفيين والجماعات الاسلامية والدعاة المأجورين. وفي ذلك لن أجيب أنا بل أجابت دار الإفتاء المصرية في بحث مطول بتحريم الختان من خلال فتوى رسمية بتاريخ 15 يناير 2008، وعلى أساسها خرج قانون تجريمه في العام نفسه.
وفيما يلي رابط البحث بالتفصيل:
http://forum.stop55.com/359158.html

أما بالنسبة للآراء التي تتحدث عن أن ختن الأنثى ضرورة للحد من شهوتها الجنسية فردي يأتي في سؤال: ولماذا تريد أن تحد من شهوتها الجنسية؟ وماذا عن الرجل؟ لماذا لم تفكر في أن تحد من شهوته الجنسية؟ أوليست الشهوة الجنسية منحة من الله للإنسان قام بتقنينها عبر الزواج حتى يستمتع كل من الذكر والأنثى ببعضهما البعض؟ وعندما تحد من شهوة الأنثى دون أن تقوم بالشئ نفسه للرجل سوف تتسبب في إحداث خلل في العلاقة الزوجية حيث لن تتمكن المرأة المختونة من الشعور بالرجل نهائياً أو التجاوب معه وبالتالي سيصاب الرجل بالإحباط ما يؤدي إلى زواج فاشل؟

ثم هل الزنا حرام على المرأة وحدها؟ أم أنه محرم على الرجل والمرأة سواء بسواء؟ وبالتالي لو كان بتر العضو الأنثوي سيحمي المرأة من الزنا فلماذا لا تبتر عضو الرجل الذكري كي تحميه من الزنا أيضاً؟ أم أنك تدفع بأن الرجل قادر على ضبط مشاعره بينما المرأة تافهة غير قادرة على ضبط مشاعرها؟ في نهاية هذه النقطة أقول: ربوا أبنائكم وبناتكم لأن الشهوة الجنسية مركزها المخ وليس العضو الذكري أو الأنثوي والعاهرات في الشوارع المصرية مختونات ولم يمنعهن الختان من ممارسة مهنة البغاء.
هناك فئة أخرى من المتحزلقين والمتحزلقات يدفعون بأن هناك من الفتيات من تولد بعيب في البظر ولذا لزم الختان لها، وعندما تسألهم ما شكل هذا العيب؟ يجيبون بأن هؤلاء الفتيات يولدن ببظر كبير الحجم فيلزم تصغيره. وأسأل هنا لماذا يتباهى الرجل بكبر حجم عضوه الذكري ولا تتباهى المرأة بكبر عضوها الأنثوي؟ ما هي مشكلتكم بالضبط؟ لماذا لا تعترفون بأنكم مجتمع يخاف من قوة وقدرة المرأة الجنسية؟ وترغبون دائماً في تشويهها جسدياً ونفسياً حتى تظل خاضعة خانعة للرجل؟ ثم تأتون لتقولوا كلام " أهبل" مثل أن الختان طهارة وعفة ...إلخ وكل هذا مردود عليه والأطباء أنفسهم قالوا أنه لا توجد عملية جراحية اسمها الختان ولم يدرسوها من الأصل في كلية الطب وبالتالي لا تزينوا لأنفسكم الأمر وتدفعوا ببناتكم إلى عيادات الأطباء الفاشلين الذين لن يستحوا من إجراء عملية إجهاض مثلماً يجرون عملية ختان ...كله محظور قانوناً، ولتعترفوا بجهلكم وإن أصررتم عليه فأحضروا " داية" تبتر بناتكم وخلصونا.

في النهاية أدفع إليكم ببعض من مضار الختان:

1- العجز الجنسي وهو عدم قدرة المرأة على التواصل وتحقيق الإشباع الجنسي لنفسها ولزوجها.

2- نقص الخصوبة والذي قد يصل أحياناً للعقم.

3- الألم الشديد عند الجماع.

4- تضاعف احتمالات وفاة الأم عند الولادة وزيادة احتمال وفاة المولود أثناء الولادة لأن بتر البظر والشفرتين يقتل أعصاب هذه المنطقة ولا تستطيع الأم أن تدفع جيداً بجنينها ليخرج من الرحم بأسلوب سلس.

5- الألم الشديد المصاحب للدورة الشهرية.

6- الالتهابات المتكررة لمجرى البول وتسرب البول.

7- التكيسات الجلدية والصديد والندبات بالجلد.

8- زيادة احتمال الإصابة بالناسور.

9- آلام أسفل الظهر.

10- اختلال وظائف المخ ما يؤدي إلى إصابة المرأة بالهيستريا والهيستريا معناها علمياً " جنون الرحم" الذي يحدث نتيجة لعدم تحقق الاشباع الجنسي أبداً حتى وإن مارست المرأة " العادة السرية".

11- لوحظ إصابة حوالي 2% من المختونات بحالة هياج جنسي مزمن تزيد فيها الرغبة الجنسية بصورة غير طبيعية وتنتج عن عدم تحقق الاشباع ما يؤدي إلى هذا الهياج الناتج عن خلل وظائف المخ لأن الرغبة الجنسية تكمن في العقل وليس العضو الجنسي الذي ما هو الا أداة فقط وبالتالي ابتروا مخ بناتكم أوقع.
إلى جانب ما سبق يُعرض ختان الأنثى المرأة لمجموعة من المشاكل النفسية منها:

1- الاكتئاب والقلق.

2- حدة الطبع وسرعة الغضب.

3- كما قلنا سابقاً الاصابة بالهيستريا.

أما تأثير ختان الأنثى على الرجل فهي: عدم تحقيق الاشباع الجنسي له ما يجعله يُفكر في تعدد الزوجات أو اللجوء للعاهرات ولكن للأسف هذه الإجراءات لا تحل له المشكلة إن كان يعيش في مجتمع تنتشر فيه ظاهرة الختان ما يؤدي إلى المصائب التالية:
- زيادة معدلات الوفاة

- ضعف حاسة الشم حيث أن إفراز هرمون البرولاكتين عند حدوث الاشباع الجنسي يؤدي إلى المحافظة على حاسة الشم وتقويتها.

- زيادة معدلات الاصابة بأمراض القلب وزيادة احتمال الاصابة بالأزمات القلبية.

- ضعف مستوى اللياقة البدنية.

- زيادة معدلات الاكتئاب والقلق.

- زيادة الاحساس بالآلام عموما كالصداع والتهاب المفاصل.

- زيادة احتمال ضعف وظيفة المثانة.

- ضعف وظيفة البروستاتا وزيادة احتمال الاصابة بسرطان البروستاتا.

- ضعف التركيز والأداء العقلي.

- زيادة احتمال الضعف الجنسي.

- ضعف الجهاز المناعي.

في النهاية عندما يكون قوامة شعبنا عبارة عن نساء مختونات ورجال غير مشبعين جنسياً نتيجة لختان إناث مجتمعهم ستكون النتيجة هي : شعب متوتر عنيف محبط غير قادر على العمل والابتكار.

وشكراً لكم جزيلاً يا أصحاب العقول المتحجرة فلتحافظوا على الختان فلتحافظوا على الدمار.
بقي سؤال قد يلقيه متحزلق: مصر هي من صنعت الحضارة الأولى للعالم فكيف تقولين أن ختان الاناث يؤدي إلى شعب غير قادر على العمل والإبداع؟
الإجابة: يا حبيبي الختان بدأ عام 100 قبل الميلاد ولو عدت بالتاريخ ستكتشف أن مصر منذ هذا التاريخ تقريباً لا ذكر لها على خريطة العالم المستنير المبتكر والمتقدم.
في الآخر أحب أن أقول لكم: الجنس مش عيب ولكن العيب أن تنام وتصحوا على هلاوس جنسية ثم تعلن أمام الناس أن الجنس عيب وتُلقي في وجوهنا بتعبيرات مثل العفة والأخلاق، خاصة وأننا لا نقول لك مارس الجنس دون زواج، فإذا ما قلت أن الزواج مكلف اقتصادياً، فسأجيبك أنه بسبب الختان وقتل قدرة المرأة الجنسية وحرمانها من كل حقوقها أصبح المكسب الوحيد بالنسبة لها من الزواج هو أن تشتريها بمهر وشبكة وبيت وعفش وإلا فلماذا ستتزوج وأنت أخذت منها حتى حقها في أن يحمل أطفالها اسمها أو ترث مثلما ترث أنت أو حتى تسير في الشارع دون أن تكتم أنفاسها ...فلتدفع إذا نظير أعمالك.




الأحد، 5 مايو 2013

فتح باب الاشتراكات للدورة الثامنة من جائزة الشيخ زايد للكتاب


على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين 2013، عقدت الهيئة العلمية بجائزة الشيخ زايد للكتاب اجتماعها الأول للدورة الثامنة برئاسة الدكتور علي بن تميم، أمين عام الجائزة، وبحضور أعضاء الهيئة؛ الأستاذة نورة الكعبي، الدكتور خليل الشيخ، والدكتور سعيد توفيق، والدكتور كاظم جهاد، والدكتورة سهام الفريح، والدكتور محمد بنيس، والأستاذ يورغن بوز، وبحضور عبد الله ماجد آل علي، مدير الجائزة ومقرر الاجتماع.
وفي بداية الاجتماع رحب الأمين العام بأعضاء الهيئة، واستعرض معهم توصيات مجلس الأمناء، ثم ناقشت الهيئة فرع (الثقافةالعربيةفي اللغات الأخرى) للدورةالثامنة 2014، وقررت أن تكون اللغتين؛ الإيطالية والروسية؛ فضلاً على اللغة الإنجليزية اللغات المعتمدة في هذا الفرع، كما ناقش المجتمعون ترشيحأسماء المحكِّمين للدورة الثامنة في كل فروع الجائزة، واقتراح الأنشطة الثقافية المصاحبة للدورة نفسها، وكذلك قررت الهيئة فتح باب الترشح لهذه الدورة ابتداء من الخامس عشر من الشهر الجاري حتى منتصف شهر سبتمبر القادم 2013.

الجمعة، 3 مايو 2013

في الحلقة الأولى من أمير الشعراء: لجنة التحكيم تختار الصقري وتمنحه 45% وثلاثة شعراء ينتظرون رحمة الجمهور



من 13 دولة عربية وغير عربية وقف ليلة  20 متسابقاً ومتسابقة على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، وصلوا إلى نهائيات مسابقة "أمير الشعراء" الثقافية التي جذبت إليها الملايين من عشاق الكلمة الفصيحة، ففي هذا الموسم الخامس من المسابقة وصلت آلاف طلبات الاشتراك من دول آسيوية وأفريقية وأوروبية، لشعراء عرب وغير عرب يمثلون 35 دولة، ومنها السويد، النيجر، أمريكا، بريطانيا، بلجيكا، بوركينافاسو، تشاد، غينيا، مالي، نيجيريا، وهؤلاء عاشوا في دول عربية وأتقنوا العربية إلى درجة كتابة الشعر.

 

الصقري يفوز بالحلقة الأولى

ورغم أن الحلقة الأولى بشعرائها الأربعة لم تكن مبهرة على مستوى القصائد المقدمة، على عكس ما أكدت لجنة التحكيم بأن هذا الموسم سيكون الأكثر تميزاً بين مواسم أمير الشعراء السابقة، حيث جاءت قصيدة الشاعر المصري أحمد حسن عبد الفضيل متكلفة ومعقدة وصعبة على الفهم والاستيعاب فظهر وكأنه يفرد عضلاته على زملائه الشعراء دون الاهتمام بأن تصل معاني قصيدته إلى الجمهور ، أما الموريتاني محمد الهادي الشيخ سعدبوه فقد بدا واثقاً كثيراً من نفسه لكنه قدم إلقاءً سيئاً لقصيدته إضافة إلى أنها ظهرت قصيدة منتحلة من آلاف القصائد القديمة لشعراء كبار سابقين وبدت معانيه تقليدية.

في الجزء الثاني من الحلقة قدمت الأردنية مناهل عساف قصيدة صوفية راقية ألقتها بعذوبة على الجمهور استطاعت بها أن تجذب الانتباه، ثم جاء هشام بن ناصر بن الصقري من سلطنة عمان، الذي استطاع كسب نقاط لجنة التحكيم التي منحته 45% لتؤهله بذلك إلى المرحلة التالية من المسابقة، كما أعلن الفنان باسم ياخور مقدم هذا الموسم من مواسم "أمير الشعراء.

وقصيدة هشام "حقائب الأسماء" كسبت من جمهور المسرح 24%، فيما لم تحظ إلا بـ2% من إعجاب جمهور النت، ومما جاء في مطلع تلك القصيدة:

مُســــــــــــــــــــــــافرٌ حـــــــــــــــاملاً في قلبِهِ قَلَـــــــــــــــــقَهْ

ما ارتادَ أحلامَهُ إلا ارتـــــــــــــــدى أرَقَـــــــــهْ

يَظَلُّ يَحسبُ في الأفــــــــــــــــــــــلاكِ أَنجُمَهُ

ونجــــــــــــــــــمةٌ رُوحُـــــــــــــــهُ بِالــــــــــــــــــــهَمِّ مُحْتَرِقَهْ

 

معايير التحكيم والتأهل في الموسم الـ5

على مدى 5 حلقات تمهيدية متلفزة تم توزيع المتسابقين والمتسابقات الـ20، بحيث تضم كل حلقة 4 منهم، وذلك من إجمالي 10 حلقات تشتمل كافة مراحل المسابقة، مع مراعاة إعطاء الآلية الجديدة لتوزيع الوقت المخصص لكل حلقة من حلقات البرنامج؛ وقتاً أطول للشاعر، وفي هذه الحلقات الـ5 تمنح اللجنة درجة لكل متسابق من الـ 50%، والشاعر الذي يحصل على أعلى درجة يتأهل مباشرة، وللجمهور المشاهد أحقية التصويت بـ 50% من خلالها يتم تأهيل شاعر من أصل الشعراء الـ3 المتبقين في كل أمسية، وفي الحلقة التالية يتأهل اثنان من الشعراء الحاصلين على أعلى نسبة تصويت من المشاهدين إلى المرحلة التالية.

وتتكون المرحلة الثانية من 3 حلقات يتنافس خلالها في كل أمسية 5 شعراء، وتكون نسبة اللجنة في هذه المرحلة 50% مع تأهيل شاعر واحد مباشر للمرحلة اللاحقة، أما نسبة تصويت المشاهدين فهي 50 %، ويتافس بقية الشعراء الـ4 على تصويت المشاهدين طوال أيام الأسبوع للحصول على فرصة التأهل، وفي الحلقة التي تليها وبعد إعلان النسبة النهائية يتأهل الحاصل على أعلى نسبة تصويت من المشاهدين مضافة إلى درجة لجنة التحكيم، وفي المرحلة الثالثة قبل النهائية يتنافس الشعراء الـ6، وستقدم اللجنة الدرجات بنسبة 60% تقسم إلى 30% تعطى في تلك الحلقة، و30% في الحلقة النهائية، كما سيجري للشعراء تصويت مع نهاية الأمسية ولمدة أسبوع من قبل المشاهدين الذين يملكون نسبة 40%.

في بداية الحلقة النهائية يغادر الشاعر الحاصل على أقل نسبة تصويت، ونسبة الـ30% من اللجنة، لتنحصر المنافسة بين 5 شعراء يواصلون التحدي، وتعطي اللجنة في تلك الحلقة الـ30% المتبقية، وفي نهاية الحلقة يتم جمع درجات اللجنة مع درجات التصويت، ومن ثم إعلان النتائج النهائية، وبالتالي تحديد المراكز من الأول وحتى الخامس، وتتويج الفائز بلقب أمير الشعراء للموسم الخامس.

وفي هذا الموسم وزعت اللجنة الشعراء والشاعرات الـ20 على حلقات المرحلة التمهيدية من المسابقة، وذلك ضمن معايير راعت المزج بين مختلف المدارس الشعرية التي ينتمون إليها، مع مراعاة التمثيل الإقليمي العادل، ومراعاة الحضور النسائي العادل أيضاً خلال الحلقات.

وقد تأهلت إلى مرحلة الـ20 الأسماء التالية: هزير محمود، عبدالمنعم أمير/ العراق، هشام الصقري/ سلطنة عمان، إيمان عبدالهادي، مناهل العساف، أحمد الأخرس/الأردن، الشيخ سعدبوه عبالهادي، الشيخ ولد بن دعمش/ موريتانيا، يحيى وهّاس/ اليمن، أحمد حسن عبدالفضيل، علاء جانب، رشا السيد محمود زقيزق/ مصر، ليندا إبراهيم/ سوريا، محمد أبو شرارة/ السعودية، عبدالله موسى أبيدا/ بوركينا فاسو، نصر الدين بكرية/ الجزائر، عبدالله الصديق، خالد بودريف/ المغرب، منى حسن الحاج السودان، باسل الكيلاني/ فلسطين.

 

 

الاثنين، 29 أبريل 2013

في ختام مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة: المترجمون يحذرون من عشوائية الترجمة وتعدي دور النشر على الحقوق




اختتم معرض كتاب أبوظبي الثالث والعشرين فعالياته في التاسع والعشرين من إبريل الجاري، حيث شهد العديد من توقيعات الكتب وحلقات النقاش والمحاورات الثقافية، وربما كان مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة الذي ينظمه مشروع (كلمة) التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تحت شعار " تمكين المترجمين"، هو الأبرز، حيث اجتمع عدداَ من المترجمين العرب القادمين من كل البلاد العربية وحتى المقيمين في أوروبا وكندا وغيرها، إضافة إلى المترجمين من العربية إلى لغات أخرى والذي وصل عددهم إلى ستين خبيراً وأكاديمياً من عشرين دولة عربية وأجنبية، وذلك بهدف عقد ورشات عمل للترجمة لأربع لغات مختلفة هي؛ الإنجليزية والفرنسية والألمانية والعربية.

استمر المؤتمر لمدة أربعة أيام كانت ذاخرة بالبحث والدراسة والحوار والنقاش، وفي اليوم الأخير من أيام المؤتمر استعرض مدراء الورشات والخبراء والأكاديميون أهم المواضيع التي تمت مناقشتها خلال ورشات العمل والندوات والجلسات اللقائية، وعرضوا بشكل موجز لمشاركات الضيوف والمختصين المستضافين للمؤتمر، وشرحواً بإسهاب كافة المستويات العلمية والأدبية التي بحثتها الورشات.
وأكّد المشاركون على أهمية ورش العمل المرافقة للمؤتمر والمستوى الراقي للنقاشات والحوارات المواكبة لها وعلى هامشها، وأشاروا إلى أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات وورشات العمل في العالم العربي لافتقاره للفعاليات المتخصصة في الترجمة، كما أشادوا بالمبادرة الهامة التي أقرها المؤتمر عبر ورشات عمل متخصصة بلغات متعددة وعرضوا تأثير مشاركة عدة مترجمين بترجمة نص واحد ومن ثم مناقشته بشكل مشترك والبحث عن نقاط القوة والضعف في هذه الترجمات، والبحث عن سبل لحل الصعوبات والإشكاليات التي يواجهها المترجمون خلال عملهم.
وركّز المشاركون في حديثهم على أهم المحاور وأهم المشكلات التي بحثوها خلال ورشات العمل، كلغة الحوار وعلامات الترقيم والخلاف في المفردات والمصطلحات العلمية والفنية وترجمتها، وأساليب ترجمة القصائد والأشعار، وأهم الهفوات والأخطاء التي يقع بها المترجمون، واستراتيجية ترجمة الشعر وقافيته، وترجمة النص بدلالاته ومكنوناته، وسياسة الترجمة وأوليات المترجمين والناشرين، وحاجة المكتبة العربية من الترجمات، وتحسين أداء المترجمين وتمكينهم من أدواتهم، واستعمال القواميس والمراجع، وقضايا نقد الترجمة، وأهمية القراءة الجادة والمتأنية قبل البدء بالترجمة، والدور التجديدي للترجمة في الأدب الحديث، وأخيراً نبّهوا إلى ضرورة عدم طغيان الجانب التجاري على الترجمة والبحث عن الوسائل الناجعة المختلفة لاستمرار تبادل الخبرات بين المترجمين.
وأثنى المشاركون على حضور طالبات وطلبة جامعات الامارات العربية المتحدة في ورشات العمل التي أقامها المؤتمر، وأشاروا إلى مشاركتهم الفاعلة والجادة في هذه الورشات، وشددوا على أهمية استمرارها لما لها من أهمية بالغة في صقل مهارات المترجمين وتطوير عملهم، وأن تتوسع من ورشات عمل مختصة بالأدب إلى ورشات تهتم بالعلوم الإنسانية وأنواع الفكر الأخرى، وطالبوا أن يكون لها وقت أطول وأيام أكثر، كما ناقش المشاركون أهمية أن يكون هناك مجلة إلكترونية متخصصة بالترجمة والتوثيق للترجمة يُنشر فيها آخر مستجدات الترجمة عبر بوابة إلكترونية لما للفضاء الإلكتروني من أهمية بالغة في هذا العصر.
ومن أبرز النقاط التي ركز عليها رؤساء الورش ما قاله الدكتور كاظم جهاد حول العشوائية التي تعاني من الترجمة في المنطقة العربية، وافتقارها إلى الخبرة وما أسماه بمشكلة الرأسمالية المتوحشة التي شرحها بقوله: " الرأسمالسة المتوحشة التي تقودها دور النشر التي تهدف إلى الربح فقط ما يجعلها تتجنى على حقوق النشر والؤلف والمترجم كذلك".
أما فخري صالح فقد أكد أن الترجمة: " تعاني من كل المشاكل التي يعاني منها الكتاب العربي بشكل عام، وأهم مشكلة هي الجمهور أو الافتقار لوجود قارئ حيث تطغى الأمية على أغلب البلاد العربية وتنعدم الثقافة التربوية الأسرية التي تنشئ الطفل على القراءة". وضرب مثلاً باليابان التي وزع فيها الكاتب هاروكي موكابي نصف مليون نسخة من كتابه في اليوم الأول لنشره دون أن يسبقه أي إعلانات من أي نوع، في حين لو وزع كاتب عربي ألف نسخه من كتابه في ثلاث سنوات يتعامل مع المر باعتباره انتصاراً.
وأثار دكتور محمد عصفور نقطة هامة أثارت بعض اللغط بالجلسة الختامية، حيث قال أننا نترجم للغرب لأننا نحتاج إليه، بينما يترجم هو لنا حتى يفهمنا لأننا حتى الآن شعوب غير مفهومة له، وهذا ما يؤدي إلى ظلم لكثير من الكتب العربية الجادة، في سبيل أخرى قد تكون ضعيفة لكنها تتحدث عن عاداتنا وتقاليدنا ...إلخ.
المترجم الفرنسي جيل جوتيه تحدث عن تجربته في ترجمة أعمال علاء الأسواني وصنع الله إبراهيم، وأشار إلى ان عدد المترجمين من العربية إلى الفرنسية قليل لأن عدد المهتمين بالأدب العربي في فرنسا قليل أيضاً. وأضاف أن المشكلة تعود إلى كون الأدب العربي غير مقروء في وطنه بالأساس.
وفي نهاية الجلسات الختامية كرّمت إدارة المؤتمر عدداً من المشاركين المختصين البارزين ومن بينهم د. محمد عصفور، د. كاظم جهاد، مصطفى سليمان، فخري صالح، مروة هاشم، تحسين الخياط، د. عز الدين عناية، علي الشعالي، جيل جانزي، فيليب كينيدي، موليت فوكير، شهاب غانم، مروان عبادو، وفرانز هوتزانجر.
في الختام أعلن الدكتور علي بن تميم، مدير مشروع (كلمة) والأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التوصيات التي خلص إليها المؤتمر ومن أبرزها:
مواصلة عقد مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة العام القادم، الاستمرار في بناء قدرات المترجمين من خلال ورش الترجمة التي تشمل مختلف الحقوق والمجالات، عقد ندوات وحلقات نقاشية تتناول نظريات الترجمة والأسس المعرفية التي تصدر عنها، تفعيل التواصل بين عناصر عملية الترجمة: الكاتب والمترجم والمؤسسة وأخيراً تشكيل لجنة استشارية لمؤتمر الترجمة في العام الماضي تتكون من ( علي الشعالي، د. خالد المصري، د. عز الدين عناية، مصطفى سليمان، مروة هاشم).







الخميس، 25 أبريل 2013

من قلب الظلام والتوحد خرجت ألوان الحياة بمذاق مختلف

زينب ومحمد في حفل توقيع كتابيهما
”للحياة مذاق آخر وألوان الحياة، كتابان يعكسان تجربة مميزة لشابين إماراتيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، هما الإعلامي محمد الغفلي والرسامة زينب الطنيجي. للحياة مذاق آخر تجربة خاصة يروي خلالها محمد الغفلي قصة تحديه لإعاقته البصرية التي لم يخجل منها ولم تكن يوما ما عائقا أمام تحقيق طموحاته كأي شخص عادي، وقد تجلى هذا الفخر بإنجازاته خلال تقديمه لكتابه.

الكتاب يوصّف سيرة الغفلي الذاتية خاصة منها ما اتصل بإعاقته البصرية التي وفرت له فرصة خاصة ليكون مبدعا يتحدث بصوت شريحة كبيرة من أمثاله الذين فقدوا البصر لكن عوضتهم البصيرة القوية وآمال كبيرة في إثبات الذات والوجود. كما تحدث الغفلي في كتابه عن قصته مع شريكة حياته، التي أهداها كتابه "للحياة مذاق آخر"  ليس باعتبارها كفيفة  مثله، بل لأنها قهرت إعاقتها ووفّرت له كثيرا من أجواء الكتابة والإبداع.
وأكد الغفلي، خلال جلسة توقيع الكتاب مساء أمس الأربعاء ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أن التطور التقني ساعده كثيرا على تنمية قدراته التواصلية، فهو الآن ناشط في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وحسابه على تويتر ساعده على بناء شبكة تواصل كبيرة.
محمد الغفلي إعلامي إماراتي متنوع مجالات الإبداع منها  الشعر والمسرح؛ وهو يؤكّد أن عائلته كانت الداعم الأساسي له، خاصة وأن بها ثلاثة من الأبناء الآخرين يعانون من نفس الإعاقة البصرية. وهذا الأمر لم يثن من عزم الأم على أن تجعل من أبنائها المكفوفين أشخاصا منتجين وفاعلين في مجتمعهم، بل ويتميزون عن غيرهم بميزة الإبداع.
تجربة مماثلة في تجاوز الإعاقة المادية ترويها الشابة زينب الطنيجي، ذات العشرين ربيعا، في كتابها  ″ألوان الحياة“. وهو عبارة عن مجموعة من الرسومات، أغلبها كارتونية، تبرز الكثير من شخصية زينب، وتكشف تفاصيل عجزت عن التعبير عنها بالكلام فعبّرت عنها بالرسم، الذي وجدت فيه وسيلة لكسر طوق التوحّد؛ فراحت تخلق عالمها الخاص في الرسوم القصصية التي تنقل لنا ما يجول بخاطر هذه الشابة.
زينب في رأيي المتواضع تقدم نموذج تحدي أكثر قوة ووضوحاً مقارنة بأي إعاقات جسدية، فلا شيء يضاهي فقد الانسان لأحد قدراته العقلية، وما بالك بالتوحد وهو نوع من أنواع الإعاقات العقلية التي تقف حاجزاً بين الانسان والاندماج في مجتمعه أو حتى القدرة على التواصل مع الآخرين.
زينب من خلال والدتها، استطاعت ان تكسر حاجز الصمت الذي فرضه عليها التوحد، وتمكنت من التعبير عن نفسها بالرسومات والكلمات، لم تعد تخاف من التواصل مع الآخرين، حيث جلست في الندوة بثقة وأجابت على كافة الأسئلة المطروحة عليها بثقة وقوة.
أعتقد أن اهتمام دار كتاب للنشر والتابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بنشر مثل هذين العملين ورعاية مؤلفيهما، وتصدير تجربتهما للصحافة والإعلام بهذا الفخر، هو الأمر الحقيقي الذي يجب أن نلقي الضوء عليه، فرعاية المعاقين بكافة انواع الإعاقات العقلية والجسدية ودمجهما في المجتمع وحفظ حقوقهما فيه، وحجز مكانا يليق بهم في المجتمع، هي الخطوة الدالة على تطور المجتمع ورقيه، بل وسيره في ركب الدول المتطورة والمتحضرة، والتي يجد فيها الإنسان ...كل الإنسان بكافة تنوعاته في اللون والدين والجنس والقدرات العقلية والجسدية، مكانا للعيش بحرية وكرامة.